المقالات

لماذا لا يستقيل المسؤول العراقي الفاشل والمقصر؟!

1004 2021-10-08

 

اياد رضا حسين آل عوض ||

 

بعد حادثة ميناء بيروت وما حصل من فوضى وارباك في الوضع السياسي ، اخذ وزراء الحكومة اللبنانية يستقيلون الواحد تلو الاخر وكان اخرها استقالة رئيس الوزراء والحكومة يوم امس .

وقد تعالت اصوات عندنا في العراق كثيرة تتساءل لماذا لم تحصل مثل هذه الاستقالات من مسؤولين عراقيين على الرغم من كل هذه المصائب والنكبات التي عاشها ويعيشها العراق . وقد وددت الاجابة على هذه التساؤلات وكما يلي :

  في كل العالم عندما يخفق المسؤول الكبير او الذي يتبوأ رئاسة المفاصل المهمة في الدولة في عمله ، او يختلف مع رؤساءه ، او يحصل حادث مهم ، فانه في كثير من الاحيان يقوم بتقديم استقالته ، وهذا ما نشاهده باستمرار، وحتى في المحيط الاقليمي وحتى كان ايضا عندنا في العراق ابان العهود السابقة وبالاخص في العهد الملكي ، باستثناء فترة حكم صدام وذلك بسبب الخوف منه  واحتمال تصفية المسؤول اوالبطش به .

ان سبب ذلك يعود وكما ارى شخصيا ، هو الاتي :-

(اولا)  ماذا نتوقع من مسؤول هو من وسط كان فيه الوجه الاجتماعي او كبير العائلة يقبل الايادي من اجل ان يحضي بصداقة  (مفوض بالامن) او يتباهى ويتفاخر لانه (شرب الشاي عند القائمقام) او كان يردد الاهازيج والهتافات والتصفيق والرقص لاعوان وخدم الحكام الظلمة ، وما نظام صدام عنا ببعيد ،،، وماذا نتوقع من مسؤول كان يعيش ومنذ مرحلة الطفولة عقدة الحرمان والعوز والدونية والشعور بالنقص ، فهل مثل هذا المسؤول يترك المنصب بمغرياتة المادية والاعتبارية .

(ثانيا) نزعة حب الظهور والتسلط والزعامة والتباهي الموجودة في الشخصية العراقية التي لا تجد مثيلاتها على سطح الكرة الارضية ، والتي يعتقد المسؤول ان المنصب يحقق له كل هذه الطموحات وهذه النزعات .

 (ثالثا) المغريات المادية والفرص المفتوحة لاستغلال المنصب في جمع الاموال الطائلة ، وهذا ما هو حاصل الان وعلى نطاق واسع و غيرمسبوق .

 (رابعا) ان كثير من هؤلاء المسؤولين تسيطرعليهم قيم البداوة والتعرب ، فهو لايمكن ان يعترف بالفشل والتقصير ، ولا يمكن ان يتقبل حتى النقد البناء ، فهو يتاثر ويعيش بعقلية وشعارات ،،، الهامات العالية والانتصارات الباهرة وليخسا الخاسئون ،  وان (الخشم لا ينكسر) الى غير ذلك من الترهات التي اوصلت العراق الى هذه الماساة وهذه الكوارث طيلة 40 سنة .

وبالنتيجة فان مثل هؤلاء لا يمكن ان يقدموا استقالاتهم مهما كانت المصيبة اوالبلوى الواقعة الان .

قبل عدة سنوات في دوله الكويت المجاورة وليس في اوروبا ، حصل حادث حريق عرضي في احدى المستشفيات قضاء وقدرا بسبب تماس كهربائي وقد ادى الحادث الى وفاة اثنين من المرضى ، لكن مع هذا حملت وزيرة الصحة الكويتية نفسها المسؤولية ، واعلنت استقالتها على الفور ،،،

واليوم العراق يحترق باجمعه ،،،فهل قدم احد استقالته ،،، ؟؟!! .

ــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك