المقالات

انتخاباتنا بين الرقابة الأمميَّة وإشرافها


 

 سعاد حسن الجوهري ||

 

لم يتبق الا ساعات وينطلق قطار الانتخابات البرلمانية المرتقبة، الذي كثر الحديث السياسي والشعبي عنها بما امتلأت به اذهان الشعب ومواقع التواصل وغيرها. وبما ان اكتساب هذه الممارسة الديمقراطية الشرعنة والاعتراف الدولي هي النافذة لان تجد نفسها على جادة الصواب، فإن المنظمة الاممية والاتحاد الاوربي أخذا على عاتقهما ألا يبتعد العراق عن حيز اهتمامهما بخصوص اي ممارسة انتخابية على صعيد العالم

 بأسره.

بيد ان الخلط في المفاهيم هو الذي اضفى ارباكا على تفسير مصطلحي «الاشراف والرقابة» على هذا المضمار المرتقب. والغريب ان اثارة الفرق خلال هذه الممارسة الديمقراطية في هذا الوقت الحساس يتناقض ودور الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي على الاشراف المباشر في اكثر من انتخابات عراقية بعد 2003 ما يثير التساؤل المشروع: «لماذا الان بالتحديد؟».

قبل ان نصل الى الجواب والتمييز بين الرقابة والاشراف ينبغي المرور على تاكيد الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق «جينين هينيس بلاسخارت» التي اكدت في وقت سابق «إن إرادة العراقيين هي ما سيحدد العملية الانتخابية وليس المجتمع الدولي. وان المنظمة الدولية تهدف إلى حماية العملية الانتخابية من نفوذ السلاح والمال عبر مراقبتها».

الى هنا انتهى حديث «بلاسخارت» لتنطلق الآراء بالتاكيد على أن تصريحات المبعوثة الاممية تأتي كرد أو نفي لكل التوقعات السياسية التي تتحدث عن إمكانية أن تشرف الأمم المتحدة أو دول أجنبية على الانتخابات العراقية بتاكيدها على أن دور الأمم المتحدة سيكون رقابيا وحاليا تقدم المشورة والدعم الفني للجهات العراقية المعنية لا غير.

الموقف الرسمي العراق قطع الشك باليقين حينما اكدت وزارة الخارجية انه «لا إشرافَ دوليا على الانتخابات بل رقابة من فريقٍ تابع للأُمم المتحدة ولمرةٍ واحدة وبطلبٍ من الحكومة العراقيّة، مع الالتزام الكامل بالسيادة الوطنيّة».

وكان مجلس الأمن صوت يوم الخميس 27 - 5 - 2021 على قرار بالإجماع على تمديد تمديد تفويض بعثته في العراق وتوسيعها لتشمل مراقبة الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بطلب من السلطات في بغداد. وتضمن القرار الدعوة إلى «تواجد فريق الأمم المتحدة المعزز والقوي مع موظفين إضافيين قبل الانتخابات العراقية المقبلة لمراقبة يوم الانتخابات العراقية مع تغطية جغرافية واسعة قدر الإمكان».

وحينما بحثت في معاجم السياسيين عن الفرق بين الرقابة والاشراف وجدت ان الاولى تعني: «تتألف المراقبة الانتخابية من جمع منتظم للمعلومات حول العملية الانتخابية عن طريق الملاحظة المباشرة على أساس المنهجيات القائمة وغالبًا ما تحلل البيانات النوعية والكمية. عادة ما تؤدي عملية المراقبة إلى بيان عام تقييمي حول السلوك العام للعملية الانتخابية. تستلزم مراقبة الانتخابات في الأمم المتحدة نشر بعثة لمراقبة كل مرحلة من مراحل العملية الانتخابية، وتقديم تقرير إلى الأمين العام الذي سيصدر بيانًا علنيًا بشأن إجراء الانتخابات.

اما الاشراف على الانتخابات من قبل المنظمة الاممية يعني: «يتطلب موافقة الأمم المتحدة على كل مرحلة من مراحل العملية الانتخابية بما عليها من أجل إثبات مصداقيتها عموما. ويمكن أن تتطلب المشاركة المباشرة في إنشاء آليات الانتخابات مثل التاريخ وإصدار اللوائح وصياغة الاقتراع ورصد مراكز الاقتراع وإحصاء بطاقات الاقتراع والمساعدة في حل المنازعات.

ومن هنا يجد المعسكر المؤيد وغريمه الرافض لمساهمة الامم المتحدة في الرقابة على الانتخابات المقبلة نافذة او فرصة للادلاء بالرأي والرأي المضاد كنوع من ممارسة حق التعبير او اثارة الاشكاليات او تشخيص الداء والدواء على حد سواء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك