مازن البعيجي ||
جميلُ العزاء ووافر الحزن على كوكبة أقمار المقاومة اللبنانية الذين سقطوا أضاحي لقضيةٍ بات العالم كله يعرفها كم هي منيفة وشريفة وكم هي سنخ قضية الحسين "عليه السلام" الممتدة الى يومنا هذا وما بعده، لا نكران للألم والحزن وعميق اللوعة التي تجتاح قلوب العشاق وعوائل شهدائنا في لبنان الذين التحقوا البارحة بقوافل أبي الأحرار "عليه السلام" أو ممن سبقهم سقاة شجرة التمهيد. ولكن لا يجرنا حجم الألم الى لحظة منتظرة بفارغ الصبر! اللحظة التي تُحقِّق أهداف وأحلام العملاء ومن يقف خلفهم ممن يوقد نيران الفتنة، وهو الأمل المتبقي لهم بعد أن عجزت كل المحاولات لخلق نصر مزعوم على هذه المقاومة التي يديرها عقل نقي وناضج وروح تقوائية، تتعامل كما يتعامل صيارفة الذهب مع ميزانهم الدقيق، وكما يعمل مختبر الكيمياء شديد التفاعل وهو خبير المقادير التي تؤمّن عدم الأنفجار ويتجنب خسارة الذهب، قائد قلب لمحور البصيرة المقاومة وركن من أركان الولي الفقيه وهو السيد حسن نصر الله "أدام الله بقائه".
القائد الذي أثبت ميدان الصراع أنه خير من يضبط النفس بفكر متّقد حكمة، وورع، وتقوى، وبصيرة، ومنه تتعلم العلماء في كل ميادين الصراع معنى ضبط النفس لوضوح الرؤيا وهو الرافض لأمريكا ومشتقاتها بروح الجندي المهدوي الرافض لكل بهرجة الدنيا وزخارفها والامتيازات والانتماء للدين والعترة المطهرة، انتساب واقعي لا رياء فيه ولا نفاق تلك مدرسة العقيدة وضابط حرب معسكر الحسين "عليه السلام"..
الصبر المطلوب والذي نفوض به السيد حسن نصر الله هو صبر محتسب عند الله بأعلى درجات الاحتساب لأنه صبر يلحقه نصر لأجل تفويت الفرصة على عدوٍ كل ما بقي له أو ابقى له السيد حسن نصرالله هو هذه المحاولة للأقتتال الطائفي عبر مثل ما جرى وقد يجري!؟ فلا نختلف ومثل مشكاة البصيرة حاضر وهو قائد سفينة الصراع الاستكباري الإسلامي،
( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) الأعراف ١٢٨ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..