المقالات

المكرمة الرشوة..!


 

مجيد الطائي ||

 

أعتقل أخي الشهيد محمد حبيب سالم ( 1953- 1980) في الشهر من عام 1980 من قبل منظمة حزب البعث في قطاع 19 في مدينة الثورة وشارك في إعتقاله مجموعة لا تقل عن عشرة أعضاء الحزب ببزاتهم الزيتونية ومن المؤسف أن قسم من هؤلاء كان من جيراننا ينفذون أوامر الطغاة ويكادون يذرفون على ما يقترفون دموع عمر بن سعد .

طلبوا منه أن يذهب معهم لبعض الوقت الى مقر الفرقة الحزبية في ساحة الحمزة في منطقة الحبيبية . وأختفى أثره بعدها ولم يحق لنا أن نسأل عنه بأي من علامات الإستفهام أين  ، متى ، لماذا وكيف.

بعدها عرفنا أنه نال شرف الشهادة مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۦنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقًا

 وتم تنفيذ حكم الإعدام به يوم ٢٨ نيسان ١٩٨٣ يعني في فاجعة الميلاد المزعوم للطاغية الدعيّ

كان الشهيد قد تخرج تواً من كلية الزراعة جامعة البصرة متدينا ومثقفا له علاقات واسعة ومتشعبة مع جيراننا والرياضيين وزملاء الدراسة والمتدينين ولم يحده في علاقاته دين أو قومية أو حتى إختلاف المزاج وكان خلوقا محبوبا من قبل كل من عرفه حتى غير المتدينين.

وكان نشطا مع الشباب المسلم المثقف الفعال المتحمس بحماسة الشهيد العظيم محمد باقر الصدر قدس الله سره ،  بعدها عرفنا أنه كان بالفعل أحد أعضاء حزب الدعوة الإسلامية، لما كان حزب الدعوة إسلاميا.

والحمد لله أنه رزق الشهادة في وقتها ، ولو أفترضنا أنه بقى حيا مثل سياسيونا الحاليين لكان على الأغلب ذو منصب رفيع كوزير أو نائب برلماني ، ولحسن حظه أنه لم تنجسه المناصب بأنجاسها ولم تلبسه من مدلهمات ثيابها.

بعد هذه المقدمة أرجع لرباط سالفتنا عن مكرمة اللامبخوت لوزراءه ومن تعلق بالقضاء والعدل .

ولابد قبلها من أن أذكر أننا لم يلتق بنا البتة أحد من سياسيي حزب الدعوة ولم يسألوا عنا ولم يكرمونا بشيئ ولو بكلمة من خطبهم التي صكت آذاننا بالكذب والنفاق وتحريف الكلم عن مواضعه.

راجعنا مؤسسة الشهداء بعد سقوط الطاغية هدام العرب . ومع وجود معارف لنا فيها وبين مد وجزر حصلنا على شهادة أنهم  أعتبروه شهيدا .

وعلى ذكر بيوت الوزراء بسعة 600 متر مربع هدية من حكومة تصريف أعمال لنفسها ، لم نحصل على وحدة سكنية أو المنحة التي كانت مقدرة لورثة الشهيد بمبلغ 83 مليون دينار عراقي .

 وكنا نرغب بالمنحة لسهولة توزيعها بين الورثة وأنتظرنا وكنا نأمل أن يتم ذلك خلال أسبوع أو أسبوعين ،

 ثم كان حساب أنتظارنا قد تحول الى أشهر ، بعدها أخبرونا أنه علينا أن ننتظر الموازنة للسنة القادمة ثم موازنة السنة التي بعدها .

 إلى أن ظننا أنه الفرج بقرار مؤسسة الشهداء ورئاسة الوزراء بالصرف الفوري في حالة إذا كان عمر أحد الورثة قد تجاوز من 70 عاما أو بحالة مرضية مزمنة حرحة .

وأنا كنت أحد الجرحى المصابين بالأسلحة الكيمياوية لما كنا نقاتل مع المعارضة الإسلامية ضد الطاغية المجرم هدام وأجريت لي عملية زرع الرئة مرتين ومذلك زرع القرنية في كلتا العينين ولازلت تحت العلاج المركز والمراقبة الطبية الدائمة علما أني الآن أكتب هذه السطور وأنا راقد مجددا في المستشفى منذ أسبوع   .

 فقدمنا طلبا وكان عليّ أن أدخل لجنة طبية وأجري فحوصاتها في مدينة الطب ومستشفى اليرموك وحصلنا كما توقعنا على قرار من اللجنة الطبية وبعدها من مؤسسة الشهداء على أنني مشمول بالصرف الفوري لكنهم أخبرونا بأن ( الفلوس خلصت ) في مؤسسة الشهداء وعلينا أن نقبل بالوحدة السكنية لكل الورثة . ( الصورة المرفقة )

بصراحة لا أحب بما كتبت أن ألوم أو أوبخ السياسيين بهذا الموضوع ، لأنهم معممين وأفندية كلهم جميعا صاروا لايستحون من اللوم والتوبيخ ولا يهمهم أن نذكرهم بسوء أو تشتمهم حتى صار يخيل لي أن يفرحون بغضبنا ويضحكون بقهقهة الشياطين على مآسينا لأنهم صاروا جزء من شياطين الأنس والجن ولعلهم ألعن من ذلك

لكني كتبت ذلك للتاريخ  وللناس ليعرفوا واقع الحال ويعرفوا عدوهم ، وأن لايتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ورحم الله الشيخ أحمد الوائلي كأن قصديته في معرجان الشعر ستبقى خالدة في بغداد

بغداد يومـك لا يزال كأمسه

صورٌ علـى طرفي نقيض تجمع

يطغى النعيـم بجانب وبجانب...يطغـى الشقا فمرفّه ومضيع

في القصرأغنية على شفةِ الهوى...والكوخ دمعٌ في المحاجر يلذع

ومن الطوى جنب البيادر...صرّع وبجنب زق أبـي نؤاس صرّع

ويد تكبّل وهـي مما يُفتدى...ويدٌ تقبّل وهي مما يُقطـع

وبراءة بيـد الطغاة مهانة...ودناءة بيـد المبرِّر تصنـع

ويصان ذاك لأنـه من معشر...ويضام ذاك لأنّه لا يركـع

لا تشتمن الخطب او تبكي له    فالخطب ليس بمثل ذلك يدفع

فلقد شتمنا الرزء حتى اتخمت   اذانه والرزء باق مزمـــــــــــــــــع

لاكن تصد له فان اخضعته تحيا   وان خفت الممات  ستخضع

فالمجد يحتقر الجبان لأنه شرب...الصدا وعلى يديه المنبع

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك