المقالات

دور المرأة في العملية السياسية. 


  محمد كريم الخاقاني *||   قد يكون ما يطرح من إمكانية تولي المرأة لمنصب رئاسة الوزراء هو ضرب من الخيال وغير قابل للتحقيق في العراق منذ عام ٢٠٠٣، لكن مع تبدل المعطيات المؤثرة في المشهد السياسي العراقي قد تكون  المرحلة الحالية متاحة مع صدور دعوات بعدم الممانعة بذلك، فالمنصب ليس حكراً على الرجال، وقد نعود بالذاكرة الى بدايات القرن العشرين وريادة العراق بالذات بشأن المساواة الجندرية وتمكين المرأة في تولي المناصب الحكومية، فلو راجعنا صفحات التأريخ لوجدنا اسماء الكثير من النساء اللائي دخلن التأريخ، الأمر الذي شجع البعض على إنصافها بتولي المناصب الحكومية، فالعراق شهد أولى الحالات على إعطاء المرأة حقها, فقد تسنمت الدكتورة نزيهة الدليمي منصب وزيرة البلديات في العهد الجمهوري، فضلاً عن تعيين اول قاضية في العراق والوطن العربي زكية إسماعيل حقي، وتعد أمينة الرحال أول إمرأة تمارس مهنة المحاماة في العراق بعد إكمالها دراسة الحقوق، والقائمة تطول، فلم تقتصر الحركة النسوية آنذاك على السياسة كمجال محتكر من قبل الرجال، بل اسهمت بشكل فاعل ومؤثر في الحياة الثقافية والإقتصادية وغيرها من مجالات الحياة كونها تعد نصف المجتمع ان لم يكن اكثر، وما بروز بعضهن في ساحات الشعر والأدب والهندسة إلا دليلاً بارزاً على قدرتها وفاعليتها في تلك المجالات، فهناك الشاعرة نازك الملائكة ، وكذلك الشاعرة الدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي، والشاعرة  لميعة عباس عمارة، وغيرهن الكثير ممن تطول بهن القائمة. لقد اثبتت المرأة العراقية قدرتها الفائقة على النجاح إذا ما أتيحت لها فرصة لخوض التجربة السياسية، وعلى الرغم من قلة عدد من سمحت الظروف بتوليها مناصب حكومية عليا في بلدانها، إلا إنها اثبتت كفاءة في القيادة والقدرة على إدارة حكم البلاد، وتظهر لنا تجارب حكم مارغريت تاتشر وإنجيلا ميركل وبناظير بوتو وانديرا غاندي وغيرهن القدرة على التصدي لحكم الدولة، وقد يُثار هنا تساؤل حول قدرتها في النجاح في مجتمعاتنا العربية التي تختلف جذرياً عن مثيلاتها في العالم الغربي، وإذا ما اتيحت لها الفرصة لذلك، هل هي قادرة على تحقيق النجاح في خضم أزمات تلو الأخرى في عالمنا اليوم،  حقيقة نحن أمام تجربة تختلف بمقاييسها عن الأخرين، فما ينطبق على غيرنا قد لا يكون مناسباَ لنا، وهكذا بالنسبة لبقية البلدان التي تشترك معنا في القواسم التاريخية والتجارب المماثلة وابمتغيرات والمعطيات في السياق ذاته، فلم يطرح اسماً واحداَ في المجال السياسي من الفئة النسائية ليكون مثالأً واقعياً لترجمة ما يمكن ان يكون وتسنم قيادة الدولة بإستثناء حالة تونس وما تم طرحه من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد بطرحه اسم السيدة (نجلاء بودن) رئيسة للوزراء في ظل المتغيرات التي عصفت وما تزال بتونس.   وفي العراق قد يكون الأمر مختلفاً نوعاً ما عن غيره من الدول، فهو يعيش تجربة تحول ديمقراطي منذ عام ٢٠٠٣ ولغاية الآن، وبحاجة فعلية لقيادة قوية ومؤثرة تعمل على إحداث الفارق، ولابد من حصولها على توافق كبير بين مكوناته، فالدستور العراقي الدائم اعطى المرأة العراقية حقها في ممارسة العمل السياسي، واكد نسبتها فيما يُعرف مفهوماً (الكوتا) ودخلت مجلس النواب بنسبتها المقررة ٢٥٪ من مجموع الأعضاء حسب ما نصت عليه المادة (٤٩)، واستمرت بهذا النحو لغاية إنتخابات تشرين الأول ٢٠٢١، إذ تعدت تلك النسبة المخصصة لها بزيادة ملحوظة، فقد تمثلت المرأة العراقية بعدد (٩٧)عضوة متجاوزة العدد المقرر بموجب الكوتا وهو(٨٣) وهو دليل على نقلة نوعية في مجال العمل السياسي للمرأة ورغبتها في المشاركة السياسية في عملية صنع القرار ،ولم يقتصر الوجود والتمثيل النسوي داخل قبة مجلس النواب، بل تعداه الى توزير بعض الشخصيات لإدارة بعض الوزارات كما في الأعمار والإسكان والهجرة والمهجرين وغيرها، وهذا دليل على ثقة القيادة بكفاءتها ودورها. قد تكون تلك الدعوات بشأن تسنم المرأة للمنصب الأول في الدولة وفقاً للبعض بإنها غير قابلة للتحقيق في هذا الوقت، ولكنها ممكنة في حالة توافر الظروف الملائمة، وهنا نسجل نقطة للمرأة العراقية بإنها قادرة على تعزيز مكانتها ودورها في المجتمع العراقي من خلال المواقع القيادية التي تسنمتها سواء بالسلطة التشريعية او التنفيذية.     *اكاديمي وباحث في الشأن السياسي. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك