نعيم الهاشمي الخفاجي ||
يفترض قبل الحديث عن لبنان الحالي سرد الأحداث التي عصفت في الشام ولبنان ومنذ عهد الدولة العباسية وإلى حقبة حكم الأتراك لعثمانيين للشام والمنطقة العربية فترة قريبة لخمسة قرون من الزمان، تم إبادة مكونات دينية وعرقية في أساليب تطهير عرقي بشع، بحقبة الأتراك تم ابادة الشيعة بمختلف مذاهبهم، شيخ نوح الحنفي أفتى في كفر الشيعة وتم قتل مائة ألف شيعي في الأناضول وحلب وانتقل القتل إلى لبنان وتم ابادة الشيعة في طرابلس اللبنانية وفرض المذهب السني الحنفي بالقوة، انتقل القتل للدروز ومن ثم تم ابادة المسيح، عندها هبت الجيوش الفرنسية لحماية المسيح في لبنان رغم وجود الثورة الفرنسية التي اطاحت بحكم الكنيسة، فرنسا احتلت لبنان بعد عام ١٨٠٠ ميلادي وبفضل الوجود الفرنسي تم حماية المسيحيين ومابقي من الشيعة والدروز والعلوية، بقيت فرنسا في لبنان إلى بعد الحرب العالمية الأولى وقامت في المساعدة على جعل لبنان دولة مستقلة وشرعت للبنانين دستور ضمن مشاركة كل المكونات اللبنانية في إدارة الدولة اللبنانية ولم يتم تهميش اي مكون لبناني أبدا.
لبنان صنعته فرنسا لذلك بقيت لفرنسا تأثير على الساحة اللبنانية ليومنا هذا، لبنان يحكمه دستور محاصصاتي لضمان مشاركة جميع الطوائف، لذلك القول إن لبنان يحتله حزب البعث السوري أو العراقي أو إيران هذه كذبة كبرى، تطلقها دول الرجعية العربية الوهابية لأسباب مذهبية تستهدف الشيعة بسبب تبنيهم مبدأ رفض التطبيع مع الصهاينة، لبنان دفع ثمن باهظ بسبب سمير جعجع وحزب الكتائب الذي وقف ضد احتضان الشعب اللبناني وبالذات الشيعة إلى الفصائل المسلحة الفلسطينية، وبسبب جعجع اريقت دماء انتهت بطرد عرفات من لبنان بحجة إنهاء الوجود المسلح الفلسطيني.
خلال متابعتي اليومية لما يكتبه المستكتبين من بدو الخليج حول أزمة تصريحات السيد قرداحي الذي وصف الحرب باليمن في أفضل وصف في الحرب العبثية، أحد المستكتبين يقول(
لو صنعنا جردة حساب سريعة، على المضار المدمرة التي تأذى منها أهل الخليج ومعهم أهل اليمن، علاوة على السعوديين، من الميليشيات الإيرانية في لبنان، المعروفة بـ«حزب الله»، لخرجت لنا قائمة قاتمة لا تسر الناظرين).
أقول لهذا التافه أين كرامة آل سعود من وصف الحلاب ترامب إلى المملكة السعودية في البقرة الحلوب وانهم لا يملكون سوى النقود وعليهم اعطائها إلينا…..الخ موقف السعودية المعادي من لبنان ينطلق من منطلق مذهبي وديني يستهدف الشيعة والمسيحيين، دول الخليج ولأسباب مذهبية تحاول التضييق على مواطنيهم الشيعة أو العمال الشيعة القادمين من دول عربية واسلامية للعمل في دول الخليج، ولو إيران تتوصل إلى اتفاق مع أمريكا تنتهي أصوات دول الخليج المعادية للشيعة وتنتهي مسرحيات إلقاء القبض على جماعات شيعية في دول الخليج …….الخ.
لم ترتكب الجماعات الشيعية تفجيرات في دول الخليج مثل ما فعله تنظيم القاعدة الوهابي فرع الجزيرة العربية، لذلك محاولة الإعلام السعودي القول أن جماعات شيعية فجرت بدول الخليج والدول العربية والإسلامية كذبة كبرى، عمليات التنظيمات الوهابية التكفيرية تفتك بالبشرية وبشكل يومي من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي بل يوم أمس الأول تنظيم داعش الوهابي هدد في عمل تفجيرات داخل أمريكا نفسها،
أقول أن السبب الرئيسي لكل هذه الضجة ضد لبنان تتلخص أن السعودية تريد السيطرة على لبنان وتقيم دولة وهابية تكفيرية والغاية القضاء على كل القوى اللبنانية الرافضة للانبطاح والتطبيع المجاني والتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني.
الخلاصة السعودية من لديها مشكلة مع لبنان وسوريا والعراق واليمن ….الخ وليس لبنان أو الدول الرافضة للتطبيع والانبطاح.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
1/11/2021