المقالات

التوازن الأستراتيجي بين إيران وأمريكا ((العراق نموذجا )).


  حسام الحاج حسين ||   الخلل في التوازنات الاستراتيجية احد اهم اسباب اندلاع الحروب والمواجهات،،!  لذلك تعمل القوى الدولية والأقليمية على تأمين احتياجاتها الأمنية والسياسة من خلال ايجاد نوع من التوازن بين مصالحها الاستراتيجية وتحترم الأطراف جميعا هذه الرغبات ،،! لكن في الوقت نفسه تحدث بعض الصراعات الباردة من خلال القوى الناعمة لأيجاد خلل في هذا التوازن . العراق مثلا دولة محورية في الصراع الدائر بين إيران والولايات المتحدة . لكن هذا الصراع يخضع للأدارة الدقيقة بين الطرفين . وقد لايشعر المواطن البسيط بوجود هذا النوع من الصراع . حتى السياسيين العراقيين فهم يخضعون لقوانين هذا التوازن دون شعور . لان ادارة الصراع من اختصاص الإيرانيين والأمريكيين .  مع الأحتفاظ طبعا بالضجيج من قبل بعض القوى والشخصيات من ان القرار عراقي وبعيد عن التأثير الخارجي وهذا وهم وخداع لانه اصلا يعيش ضمن احد المحاور التي تديرها طهران او واشنطن . ان تحقيق التوازن بين الطرفين مهم جدا لاستدامة الحفاظ على المصالح ولايحتاج تحقيق التفاهمات بين الطرفين الى الأخذ بالمواقف السياسية للمعنيين العراقيين ،،! فقد تم تأطير خياراتهم مسبقا ،،! ولأن نتائج التفاهمات السياسية ستصب بالنتيجة لصالح احد الطرفين ،،،! اضافة الى ان القوتين الأساسيتين في العراق قد وضعوا خطوطا حمراء لايستطيع احدهم تجاوز الأخر لانها تؤدي الى مسار تصادمي قد يندم عليه الطرفان ،،! مثل ما حدث في قرار اغتيال الشهيد سليماني ره وقصف قاعدة عين الأسد وماتبعة من قرار امريكي بمغادرة غرب آسيا ،،!  وحتى الانسحاب من افغانستان زاد وتيرتها بعد حادث المطار في بغداد ،،،! بعد عام ٢٠٠٣ وسقوط النظام البعثي كانت إيران والولايات المتحدة يقومان باأنتاج النظام السياسي الجديد وتم تقاسم النفوذ بينهما . وعندما ارادت الدول الأقليمية الأخرى ان تحضر في العراق لم تجد لها موطئ قدم وكان عليها التفاهم مع الولايات المتحدة اولا لايجاد مساحة معينة لتأمين مصالحها ،  ان ادارة الصراع من قبل واشنطن وطهران حدد مسبقا الخيارات العربية في العراق وحجم دورها مما جعلها على الهامش في تحديد المسارات السياسية في هذا البلد ،،! على امتداد أربعة عقود ونيف تتأرجح العلاقات الأمريكية الإيرانية بين حالتي اللاسلم واللاحرب، وتتغذى من التوترات الإقليمية وتعيش على وقع الأزمات التي لا تنتهي بين الطرفين ، وتأتي نتائج الحروب الأمريكية لصالح إيران كما يقول البعض من العرب ،،!  في المقابل ان اعظم مبررات الوجد الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط هو الخطر الإيراني والتي تبتز من خلالها الدول الخليجية والعربية بمليارات الدولارات سنويا ،،،! ان احد اهم اسباب تعزيز النفوذ والهيمنة للدولتين ( إيران وأمريكا ) هو براعتهم في ادارة الصراع واهم مافي فن الأدارة هو انك لاتشعر به احيانا ،،،!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك