اياد رضا حسين آل عوض ||
بعد سلسلة الاغتيالات التي شملت عدد من الناشطين في منظمات المجتمع المدني وما احدث ذلك من استياء وردود افعال جماهيرية غاضبة ، فقد وددت التعليق على ذلك بما يلي :-
ان مسلسل سفك الدماء هو ليس وليد اليوم وانما هو مستمر منذ عقود ، وقد تسبب بقتل عشرات الالوف من العراقيين ،،، والسؤال هو لماذا هذا الانتشار الواسع للغة القتل والذبح والتصفيات ، وبهذه الوحشية وبهذا الحجم الكبير والتي بدات ملامحها منذ اربعين سنة واصبحت تتصاعد بشكل مستمر ، ولاسباب تافهة وواهنة لاتستوجب اصلا ارتكاب مثل هذه الجرائم ،،،
فهل يعقل ان الذي كان يذهب الى المسجد ويشارك بمناسبة دينية يجري تصفيته مع اخرين في مقابر جماعية ؟؟!! ،،، او الان ناشط او ناشطة في منظمة مجتمع مدني ، يجري اغتيالهم لمجرد نشاطهم واختلافهم في الرأي وحتى مهما كانت الاسباب والمسببات ، او تسفك انهار من الدماء ، القاتل والمقتول لا يعرف احدهم الاخر ؟! ،،، ولماذا لم نرى مثلا ،، مثل الجرائم وبهذة العدوانية ولهذه الاسباب التافهة في عهود الاربعينيات والخمسينيات والستينيات وحتى السبغينيات من القرن الماضي ؟؟!! ،،،
فماهي الاسباب الحقيقية التي ادت الى سفك هذه الدماء ، وهل انه بسبب الصراعات السياسية ؟! ، فالصراعات السياسية كانت موجودة في كل العهود والازمان ،،، ام ان الاسباب لها علاقة بامر اخر ، الا وهو الواقع الاجتماعي للهيئة الحاكمة ،،،
ان السبب الرئيسي لهذة الظاهرة ، هو ان العقود التي اشرت اليها كان اللاعب الاساسي والسائد فيها على الساحة هو المجتمعات المتحضرة ان كان على مستوى الدولة او الجماهير ، فهذة المجتمعات على الاعم الاغلب لاتعرف لغة القتل والدم والعنف ، وبهذه ردود الافعال القاسية والهستيرية ، وهي حتى لاتعرف ان تتشاجر او تبحث عن المشاكل او النزاعات ،،،
اما ماب عد ذلك ،،، وهو ما جرى في نظام صدام ، والاكثر ما بعد السقوط ، فقد اصبح المتخلفون والجهال واهل العصبيات والثارات هم اهل الحل والعقد لمفاصل مهمة وواسعة من الدولة وكذلك هيمنة واضحة على عموم المجتمع ( وهذا هو صلب المشروع الماسوني الصهيوني الذي ارتكز علية في عملية تدمير العراق ) ،،،
فهؤلاء لايعرفون سوى سفك الدماء والانتقام وتصفية الاخرين والبحث عن المشاكل والنزاعات لاتفه واحقر الاسباب والاشياء ،،، ان مسلسل اراقة الدماء ، سيستمر طالما هذة الشرائح الاجتماعية هي المسيطرة على الساحة بقيمها وعاداتها المتخلفة ودموية احقادها ولغة العنف التي هي من سجيتها ،،، ولايوجد حل بديل اخر سوى تحجيمها وشل نشاطها وتوجيه ضربات لها ،
وذلك من خلال وحدة وتكاتف كل القوى المتحضرة من جميع المكونات والاطياف المختلفة ،،، من السنة والشيعة والعرب والاكراد والتركمان والشبك والسريان والاشوريين والصابئة واليزيدية ،،، وغيرهم ، لان الصراع الاساسي والحقيقي على الساحة العراقية هو ليس هذه الصراعات الجانبية التي تظهر من حين لاخر تبعا للمتغيرات السياسية ، كالصراعات القومية والدينية والطائفية وما يشبهها ،،، وانما هو صراع قيم البداوة وقيم الحضارة ، (نظرية العلامة المرحوم الدكتور علي الوردي) .
https://telegram.me/buratha