نعيم الهاشمي الخفاجي ||
في الدول الديمقراطية عندما يتم إجراء الانتخابات الصندوق الإنتخابي هو الفيصل، حال إغلاق صناديق الاقتراع وبعد خمسة ساعات يتم إعلان فوز الفريق الفائز، وتقع عليه مسؤولية تشكيل الحكومة، وتكون الحكومة ورئاسة البرلمان من حصة الحزب الفائز ولا يتم إشراك الحزب أو الإئتلاف الخاسر في الوزارات والمناصب، تكون مهمة الطرف الخاسر تشكيل معارضة داخل قبة البرلمان، معارضة ليس لشل الحكومة وتشويه سمعة الدولة في المحافل الدولية والتنمر والاستقواء على الحكومة المنتخبة بالقوى الدولية الكبرى والإقليمية مثل ماهو حاصل ويحصل بالعراق.
أنا شخصيا أعيش في دولة ديمقراطية تصنف من الدول الأولى في تطبيق أفضل نماذج الحكم الديمقراطي في العالم، وعضو في حزب يساري، عندما نتكلم عن الديمقراطية نتكلم عن واقع عملي وليس حديث في مقهى شعبي في دول الرجعية العربية أو دول العرب القومية الفاشلة والمهترئة، العراق يعاني من صراع قومي مذهبي منذ ولادة الدولة العراقية المشؤومة التي رسم حدودها المستعمر البريطاني والفرنسي ودمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض بدون تشريع دستور يضمن مشاركة الثلاث مكونات الرئيسية في المشاركة السياسية في حكم العراق ليبقى العراق دولة فاشلة تعاني من صراعات مذهبية قومية يسهل سيطرة المستعمر على العراق من خلال عملائه وادواته،
العراق يعيش صراعات مذهبية قومية تتضح تارة وتختفي في اسم شعارات الوحدة الوطنية، اتضحت الخلافات المذهبية بشكل جلي عندما حدث انقلاب الزعيم عبدالكريم قاسم حيث وقفت فئات ضده وخاصة أبناء المكون السني ضده لكونه متشيع، وماحدث بعد إسقاط نظام صدام جرذ العوجة عام ٢٠٠٣ نفس من وقف ضد عبدالكريم قاسم لأسباب مذهبية وقومية ايضا وقفوا ضد العراق الذي يشارك به الشيعة في حكم العراق، الإرهاب منبعه وحاضنته مناطق المكون السني بشكل خاص، ووقفت مع فلول البعث الطائفيين فئات شيعية وساسة وأبناء المكون الكوردي، الفئات الشيعية أعادت نفس قضية قانون الأحوال المدنية ضد عبدالكريم قاسم لكن هذه المرة بسبب مقاومة المحتل أو ذيول ايران …..الخ من الأكاذيب والافتراءات التي تقف خلفها مخابرات دول عظمى وتنفيذ كل تلك المؤامرات من قبل فلول البعث، بعض ساسة أحزاب شيعة العراق وقفوا ضد ابن البارزاني الذي وقف أبيه ضد الشهيد عبدالكريم قاسم، النتيجة مواقف الأكراد ضد بغداد ودخول فئات شيعية بالصراع باتت نقطة مهمة لتشويه العملية السياسية واسقاطها، منذ سقوط نظام صدام الجرذ وليومنا هذا العراق يعاني من صراع مذهبي قومي قتل به مئات آلاف المواطنين وارتكبت به أقذر وأبشع الجرائم من سبي وقتل وقطع رؤوس وسلخ جلود وابادة …..الخ.
في كل انتخابات جرت بالعراق ساسة المكون الشيعي يرفعون شعارات تشكيل حكومة الأغلبية…..الخ بعد الانتخابات يتم الضغط عليهم ويتم فرض حكومات محاصصاتية وبشرط مع الأجنحة السياسية لعصابات فلول البعث وهابي، وللأسف في اسم إشراك المكون السني، شيء لا يصدقه العقل يتم أبعاد العناصر السنية الشريفة التي تؤمن بالعيش المشترك والاخوة ويتم تقريب عتاة فلول البعث اعداء العملية السياسية وأدوات مشاريع الدول الاستعمارية والدول العربانية الوهابية البدوية.
يوم أمس أعلن زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر عن رغبته في تشكيل حكومة أغلبية سياسية، وحسب البيان قال إن هناك دول حاولت التدخل في شؤون العراق لتشكيل الحكومة العراقية وطلب من الشركاء في رفض تلك التدخلات وتشكيل حكومة أغلبية،
وطلب السيد مقتدى الصدر والذي جاءت كتلته في المرتبة الأولى في الانتخابات الأخيرة بـ74 مقعداً، وربما أكثر من ذلك بقليل وأكد في البيان، الذي تم نشره في مواقع التواصل الإجتماعي على ضرورة أن يكون في البرلمان القادم «جهتان؛ جهة موالاة وهي التي تشكل الحكومة وتأخذ على عاتقها الإصلاحات بمستوياتها كافة»، أما الجهة الثانية، وفقاً لبيان السيد مقتدى الصدر، فهي معارضة ويكون توافقهم استشارة ملزمة للأولى من دون تهميش، مشيراً إلى أن كل ذلك يكون ضمن أسس الديمقراطية.
السيد مقتدى الصدر عندما يريد تشكيل حكومة اكيد يحتاج إلى نواب أكثر من نصف البرلمان فهو بحاجة إلى نواب شيعة وأكراد وسنة، خلال متابعاتي وجدنا المكون الكوردي أصبح كمجموعة واحدة وكذلك النواب السنة أصبحوا كتلة واحدة، أكيد النواب الأكراد والسنة ينظمون مع كتلة السيد مقتدى الصدر ضمن شروط معينة متعددة أيسرها إطلاق سراح القتلة والذباحين والتغلغل أكثر في الجيش والداخلية وكذلك يعمل الشريك البعثي بشكل خاص على ضرب أماكن القوة لدى المكون الشيعي في اسم هيبة الدولة …….الخ.
دعوة السيد الصدر يكلل لها النجاح إلا إذا وقفت معه الكتل الشيعية الأخرى بحيث عندما تقف معه الكتل الشيعية يضطر الشركاء من الأكراد وفلول البعث إلى عدم فرض شروطهم المجحفة وبالذات شروط ممثلي فلول البعث هؤلاء يعملون لدعم الإرهاب والتآمر بالعلن ضد المكون الشيعي بشكل واضح.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
2/11/2021