المقالات

ماذا تعرف عن الحرب الناعمة؟     


  أحلام الخفاجي ||                             الحرب الناعمة تعني استخدام كافة الوسائل المتاحة للتاثير على الاخرين دون الحاجة الى استخدام القوة العسكرية، اي استبدال الرصاصة بالاعلام، والاحتلال العسكري بالاحتلال الفكري، اوبصيغة ادق احتلال الارواح والعقول، والاستفادة من ضعف المجتمعات في جميع الجوانب وتكريسها بما يخدم المحتل، ليسهل بعدها استعباد الدول والافراد دون الحاجة الى التدخل العسكري.                     يتطلب نجاح الحرب الناعمة تاسيس مايسمى بالغرف الاعلامية الالكترونية والاستخباراتية, لتنفيذ اجنداتها عبراستخدام الاعلام العربي المتصهين، وعبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها, وبالذات تلك المواقع ذات التاثيرالاوسع على المتلقي كالفيس بوك، تعمل هذه الغرف المظلمة على تفجير المتناقضات في داخل المجتمعات، وتاجيج الصراعات الدينية وخاصة في المجتمعات العربية والاسلامية، لما تمتلكه تلك الشعوب من ارث مليئ بالصراعات المذهبية والقبلية، تدار هذه الغرف على الاغلب عن طريق بعض المستعربين, الذين اصبحوا يمتلكون احداثيات عقول الشباب العربي والمسلم على حد سواء, وذلك لغياب الوعي الثقافي, والديني وكذلك السياسي، وباتوا يوجهونها حسب ماتتطلب مصالح اسيادهم من قوى الشر والاستكبارالعالمي، ومن الفرق التي تضطلع بهذه المهمة على سبيل المثال لا الحصر, فرقة كيدون الصهيونية ,ووحدة التخطيط الالكتروني في مركز الابحاث التابع للمخابرات الامريكية.  تمتلك الحرب الناعمة من القوة التي تستهدف بها الامم، مالم تمتلكه اقوى واعتى جيوش العالم، حيث تتسلل وتخترق بنيتها  بنعومة شديدة، لكن لو امعنا النظر والتمحيص في مصطلح "الحرب الناعمة" لوجدناها اقرب الى "الحرب الهادئة" لكونها لاتحمل بين طياتها ازيز الرصاص ولاضجيج المدافع ولاحتى رعب حاملة الطائرات، لكنها ناعمة هادئة تفتك بمن يقع في شباكها كحسناء ماجنة تمتلك حسن الوجه والدهاء، انها حرب بكل معنى الكلمة.  ان تاريخ الحرب الناعمة ليس تاريخا حديثا كما يبدو للبعض، بل ان تاريخها متاصل في تاريخ الصراع الفكري والبشري وحتى ا                          لعسكري للدول وان اختلفت مسمياتها، وان البسها مخترعوها في كل مرة ثوبا جديدا، ليواري سوءة افعالهم، فتارة اسموها الحرب النفسية، وتارة اخرى الحرب الدعائية وغيرها من المسميات التي ان اختلفت بالشكل تشابهت في المضمون، ومامربه الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية مصداق لمايسمى بالحرب الناعمة، وان كان بعض المحللين انذاك اسموها بالحرب الباردة، فلاتهمنا المسميات ان كان زيد او عمر طالما كليهما ولدا من صلب واحد صلب الامبريالية العالمية، كذلك التاريخ الاسلامي زاخر بهذا النوع من الحروب، ومالحرب التي كان معاوية بن ابي سفيان رائدها ضد الامام علي عليه السلام الامثال حي  لتلك الحرب، حيث جند معاوية كافة امكانيات الشام التي كانت تحت سيطرته للتدليس وتزييف الحقائق اوكمايسمى في يومنا هذا بالتضليل الاعلامي، فعندما فعل فعلته اشقى الاولين والاخرين عبدالرحمن بن ملجم  بل هو "عبد الشيطان" بقتل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام،وعندما وصل خبر استشهاده الى اهل الشام قال احدهم: هل كان علي يصلي؟! من خلال سؤال واستغراب المتلقي للخبر يمكننا تقييم حجم التدليس والتضليل التي كانت تقوم بها الماكنة الاعلامية التابعة للسلطة الاموية، والا كيف لهذا النكرة ان يستغرب صلاة من كانت الصلاة نفسها تتشرف ان تقام في محرابه؟! ليقتفي اثره بعد ذلك يزيد اللعين وماقام به زبانيته من طمس الحقاىق عما جرى في واقعة الطف الاليمة، ليجعلوا منه يوم تبركت به بنو امية وال زياد وال مروان بقتلهم الحسين عليه السلام كما جاء في زيارة عاشوراء.  القوم ابناء القوم ،فمايمر به العراق اليوم من اضطرابات وفوضى تم طبخها في مطابخ المخابرات الامريكية والصهيونية واقزام الخليج من الامارات والسعودية وقطر، وليتم بعد ذلك توزيع تلك الوجبات على مائدة السفارة الامريكية، ماهي الا صورة جلية لتلك الحرب، لقد تعددت اساليب الحرب الناعمة في العراق، فكان مشروع ايلب الممول من قبل السفارة الامريكية واحدا من اهم وابرز هذه الاساليب، كان العنوان ناعم الملمس يقرا انه فرصة للطلاب العراقيين لتطوير مهاراتهم القيادية، وتطوير مجتمعاتهم، لكن باطنه يحتضن افعى رقطاء, ترقد على بيوض الرذيلة لتفقس لنا جيل من الشباب, يصقل بالفكر التحرري المدني وحاملا ل"جينات "الفكر الغربي, ليستخدم فيما بعد لضرب القيم الاجتماعية والدينية للمجتمع العراقي, تحت عنوان ناشط  مدني، وما"فتنة تشرين " التي مازلنا لحد هذة اللحظة نعيش اثارها السلبية، الاثمرة ذلك المشروع الخبيث، ثمرة طعمها علقم نبت من شجرة اصلها في الجحيم لها طلع كانه رؤوس الشياطين. ان التوعية الدينية والثقافية  للمجتمع, ابتداءا بالاسرة كونها اللبنة الاولى للمجتمعات، وبالذات الام حيث انها تمثل  وتد خيمة الاسرة , فمن خلال الاهتمام بالمراة, وتثقيفها دينيا ليس فقط بالامور العقائدية فحسب, وانما  تعليمها ثقافة انتظار الموعود عج ,فهي بامتلاكها "عصا الامومة السحرية " المدعومة بالثقافة  المهدوية , اكاد اجزم بانها قادرة على اعداد  اجيال ولائية, محصنة  ضد  كل محاولات الاعداء , فللمراة دور قيادي في تربية الابناء تربية مهدوية وتعريفهم بامام زمانهم عج , من خلال حث الابناء على حضور المجالس الحسينية,  والمحاضرات المهدوية, التي تفتح افاق عقولهم وقلوبهم  نحو  الموعود,  واستغلال طاقاتهم, وامكانياتهم العلمية  في خدمة القضية المهدوية, وفي التمهيد لعصر الظهور المبارك الذي نعيش ارهاصاته, والذي نقف على اعتابه, لينشئ لنا جيلا قد فطم على زيارة عاشوراء, ودعاء الندبة ليكون موفقا في نصرة القضية المهدوية ,يوم تمر علينا ريح نحس الا وهي ريح السفياني اللعين.  اضف الى ذلك فان التثقيف للظهور المبارك , من قبل الشباب سيتم من خلاله استغلال وقت فراغهم , تلك الافة   التي تاكل منسأة افكارهم , والمجتمع  في غفلة  عنهم , لايستدلون عليهم الابعد ان يكونوا قد اصبحوا فريسة لاعلام العدو  المضلل, وحربهم الناعمة . ان للتربية المهدوبة اثارا ايجابية حتما, ستتمخض عن ( ٣١٣) ناصرا لامام زمانهم, وهم النخبة, والقادة لثورته المباركة, (ناهيك عن بقية الانصار والموصوف بحيش الحلقة) والتي وصفتهم روايات اهل البيت عليهم السلام(بانهم   رهبان بالليل, ليوث بالنهار ,قلوبهم كزبر الحديد ) طلقوا الدنيا  , طلاقا بائنا لا رجعة فيه, ليكونوا سيفا ضاربا بيده الشريفة ليرسوا قواعد دولة العدل الإلهي, ولتملا الأرض قسطا وعدلا ,كما ملئت جورا وظلما, ولتبحر سفينة  الموعود,  ولتستوي على  جودي الحق,  ولتبتلع الأرض ماء الظلم, ولتروي ضماها من مائه المعين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك