تبارك الراضي ||
تعرف الإدارة بالأزمة بإنها فعل يهدف إلى إيقاف نشاط من الأنشطة ، أو صرف النظر عن حدث معين ، أو زعزعة استقرار وضع من الأوضاع ، بحيث يؤدي إلى إحداث تغيير في هذا الوضع (لصالح مدبره) ، وهي علم وفن ومهارة .
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية مهندس الإدارة بالأزمة بالعالم ، تتقن هذا النوع بمهارة فائقة ، وتستعمله لحماية مصالحها بالتدخل المباشر تارة ، أو بتعزيز المصالح الموجودة تارة أخرى ، هذه المصالح عندما اصطدمت بقواعد القانون العالمي في الحالة الأولى التي تمنع التدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى ، استحدثت الولايات المتحدة حق "التدخل الإنساني" ، وهو ما زعمته مع حلف الناتو في كوسوفو على سبيل المثال ..
في العام 2005 وبعد اعلان وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس تطبيق الفوضى الخلاقة تحت شعار جذاب (نشر الديموقراطية في الشرق الأوسط) ، أنتقلت الإدارة بالأزمة لمرحلة أكثر تطوراً ، وصارت أكثر وضوحاً .
صحيح أن الإحتراف والريادة أمريكياً بامتياز ، ويلتصق خلق الأزمات وإدارتها بالدول الكبرى والإقليمية ، لكن في العراق ، يتمتع فريق المستشاريين التابع لرئيس الوزراء بالقدرة والمهارة هذه ، وإن كانت تفتقر للحبكة .
كانت قوات الشغب تتولى مَهَمَة التعامل مع المتظاهرين المعترضين على نتائج الانتخابات وحمايتهم ، لا تحمل هذه القوات غير العصي المطاطية ، قبل ساعات من وقوع المجزرة ، تم استبدال قوات الشغب بقوات أُخرى ، أو أشخاص يرتدون زي قوات أمنية وجرى ما جرى .
على إثر الحادثة، عقد اجتماع أقسم فيه رأس القضاء للمجتمعين ، بمحاسبة من أمر باستبدال القوات ، وإن كان القائد العام للقوات المسلحة ، تزامن هذا مع تصريحات مماثلة لبعض قادة الفصائل .
تستشعر منظومة الدفاع الأمريكية ، القصف وإن كان ب(الجادرية) وتبدأ بإطلاق صافراتها ، لكنها لم تستشعر شيئاً يومها .
توقفت عملية التحقيق بقتلة المتظاهرين ، أصبح أصحاب الحق يطالبون بتحقيق آخر ، وتغير الوضع لصالح ما بين اول قوسين .
https://telegram.me/buratha