حسام الحاج حسين ||
أكبر ما ضمنته إسرائيل من جيرانها العرب هو تخليهم عن منطق المواجهة العسكرية معها بعد اتفاقية كامب - ديفيد .
واصبحت مواجهة إسرائيل ضمن اطار الأيدلوجيا والأعلام فقط .
محطات كثيرة مرت على هذا التاريخ في إطار نزاع العربي - الإسرائيلي . ولكنها تغيرت في منحنى سياسي عبر دبلوماسية التقارب والتطبيع و الموقف العربي صار أكثر ليوناً لاحقاً، خاصة بعد محادثات أوسلو عام 1993،،،!
في ظل هذا التجاذب السياسي والدبلوماسي كانت تراهن الدولة العبرية ومن خلفها الولايات المتحدة على الصراع العربي - العربي
لذلك قامت باأذكاء الفتنة بين الدول العربية .
الجزائر والعراق وسوريا من اهم الدول العربية التي تحضى بااهتمام إسرائيلي وتعمل على تفتيتها وجعلها في دوامة العنف دوما .
فقد هددت إسرائيل الجزائر في حال اعتدائها على المغرب . وهذا تطور خطير
وايضا تقف الى جانب اثيوبيا في قضية النهضة ضد مصر وهي تستثمر اي حالة معادية ضد العرب حتى لوكان بين العرب والعرب .
في مايخص الملف السوري فالتقارب مع الأمارات والتطبيع مع الدول الأخرى فانها بمثابة ضربة دبلوماسية لجهود تل ابيب وواشنطن ،،!
حتى الدور العراقي الذي قادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بضوء اخضر إيراني ادى الى نسيج معين من العلاقات بين إيران والدول العربية .
كل هذا المسار الدبلوماسي يأتي ضد رغبات إسرائيلية التي تسعى الى تمزيق المنطقة العربية ،،!
لكن الأنسحاب الأمريكي من المنطقة غير الحسابات الإسرائيلية مما جعلها تبحث عن بديل حيوي وما يهمها أن لا تبقى معزولة في المنطقة وهي مهتمة بإنشاء علاقات مع السعودية وتريد التحرر من الارتباط بأمريكا وحدها .
كان السادات قد قال ان (حرب اكتوبر ١٩٧٣هو اخر الحروب ) ويقصد مع إسرائيل وبالفعل بدئت مرحلة جديدة تعرف بالصراع العربي - العربي بين المغرب والجزائر ومصر وليبيا والعراق وسوريا والكويت والسعودية واليمن ومازال الصراع يتخذ المستوى المنخفض لكن لاينفي وجوده وهو في صالح إسرائيل،،!
في المقابل تبحث عن الأنظمة العربية السبل الكفيلة ببقائها في السلطة، سواء عبر تحالفاتها الخارجية، أو بتطوير سياساتها الداخلية بمزيد من إحكام القبضة الأمنية،
وترى بعض الأنظمة ان لإسرائيل دور مهم في اضفاء الشرعية الدولية على وجودها لذلك يمكنها ان تقود الصراع العربي - العربي لصالح الدولة العبرية مقابل البقاء على رأس السلطة ،،!