المقالات

ما هكذا تورد الإبل يا ...


 

محمد فخري المولى ||

 

يوم قديم جديد متجدد تراق دماء العراقيين فيه بلا مسوغ ، المبرارات والمسببات والأسباب موجودة ظاهرة للعيان او مخفية لكنها بالمحصلة موجودة لمن يبحث عنها ، لننتهي بمشهد لايختلف كثيرا عن المشاهد السابقة الا بالموقع والتاريخ قتل ودم وازيز الرصاص .

لكن ما يوجب التوقف عنده كثيرا ان ننظر الى الأحداث من خلال منظور اخر  .

بعد عام ٢٠٠٣ المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات اتسعت بدون مركزية وسيطرة للحكومات ، الامر سرعان ما تحول إلى منهاج وفق مبدأ التظاهر والاعتصام والاجتجاج السلمي ، لكن تجد بين الفينة والأخرى يتاجج الوضع هنا او هناك وبكثير من الأحيان تخرج هذه الفعاليات من إطار السلمية الى العنف نتيجة الامتعاض من الأداء الحكومي ونقص الخدمات للمواطنين والبطالة والحالة الاقتصادية والمالية هي الاصل بكل ما سبق ، ليدخل على الخط ويركب الموجة مثلما يردد من يتصيد بالماء العكر من أصحاب الاجندات والسيناريوهات الداخلية والخارجية .

تنطلق القوات الأمنية لفض الاعتصمات والتظاهرات والاحتجاجات ، حصيلة كل ما تقدم للطرفين تخّفت اصوات المتظاهرين وتتعالى اصوات الرصاص ويحتقن الشارع باحتقان المشهد العام ، ليصل الصوت الصاخب للحكومات فتغير قادة واحيانا تشكيلات القوة الأمنية والعسكرية الماسكة للموقع وأحيانا اخرى تستحدث تشكيلات هدفها التعامل المهني لامتصاص فعل المتظاهرين باقل الخسائر كما يردد .

لكن وما أدراك ما ولكن  ....

الم تجد القوات الأمنية والعسكرية بل حتى الاستخباراتية طريقة لفض الاعتصمات والتظاهرات او التعامل معها وتنصلت عن الطرق والوسائل السلمية لفظ الاعتصمات والاحتجاجات السلمية اصلا والمنضبطة هذا ما حدث يوم الجمعة الدامي ، برغم تراكم الخبرات للتعامل مع التظاهرات والمتظاهرين وبوجود تجارب سابقة انهت حكومات وازاحت شخوص مهمة عن مواقعها اعدنا نفس السيناريو باختلاف الاخراج والمخرج .

لنعيد صياغة المشهد النهائي منذ عقد او اكثر كان وما زال مشهد العنف بلا معالجة . لننتقل بالنظر لمشهد بموقع اخر  قريب بالموقع والتوقيت حادثه استهداف منزل السيد الكاظمي بالمنطقة الخضراء ، حادثة لها وعليها الكثير نتمنى هنا بدعوات صادقه ان تكون لجنة تحقيق مهنية تنظر وتدقق بالحدث .

  الحادثة كبيرة ومهمة وذات ابعاد عديدة محلية اقليمية دولية ترتبط به من زاوية مختلفة ، فهو مؤشر لخرق أمني عسكري للمنطقة الخضراء ، ذات الرمزية المهمة ،                          مقر السيد الكاظمي موقع رئاسي وعنوان ورمز للدولة والحكومة وهيبتها .

هنا ننطلق بتساؤلات عدة منها  بظل الظرف العام كان من المفترض أن نكون الإجراءات الاحترازية أعلى بكثير مع جزء مهم استخدام وتفعيل التقنيات الحديثة بشكل أكبر وأوسع  وخصوصا بوجود السفارات والهيئات الدولية ، كل ذلك يوجب بذل جهد استخباري وعسكري تقني فني ذا اتساع ومدى يتعدى الظروف الاعتيادية ، لا يفوتنا بمحل الشاهد هذه المنطقة تعرضت لهجمات مشابهة عديدة كان من المؤمل ان يكون ملف استخدام الطائرات المسيرة او الاستهداف قد تمت معالجته والسيطرة عليه على الاقل بالتعاون التقني بين سفارة أمريكا والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة ولا استثني التعاون مع كل السفارات والهيئات الدولية والدبلوماسية لأنهم ببساطة جزء من أمن  وسلامة المنطقة الخضراء .

 الحدثان كبيران يوجبان التوقف عندهما كثيرا وكلاهما اما بالمنطقة الخضراء او بمحيطها ، من منظور أخر يثبت ان هناك طرف ثالث حقيقي ليس بصيغة الماضي المستتر بل الحاضر المستمر ونخشى ان  وخصوصا بتتابع احداث يوم الجمعة باستهداف الاعتصامات والمعتصمين ثم خيمهم مما أدى لاستشهاد وجرح عدد منهم ، أن نردد المستقبل المتجدد .                          هنا لابد من الإشارة الى ان هناك حادثة سابقة تم فيها استهداف رئيس الوزراء السابق بوجود مبعوث الامم المتحدة ، لناتي بخلاصة الاستهدافات موجودة بالمنطقة الخضراء سواء للشخوص او المؤسسات او المقرات الاممية او السفرات والبعثات لم تعالج بمهنية فتجدها حاضرة متجددة لأنها لم تعالج مَوَاطِن الخلل والاختراق ، اما المتظاهرين فيبدو أنهم القديم الجديد المتجدد ابطال المشهد .  

 لنخلص برسالة مفتوحةمن استهدف المعتصمين  ورئيس الوزراء جهة واحدة هدفها دق اسفين وتغطية على احداث الجمعة التي يجب التوقف عندها كثيرا ، لأنها مرتبطة بملاحظات مهمة جداً .

عندما تقترب ساعة اعلان النتائج النهائية للانتخابات ستقترب معها الاجندات والسيناريوهات التي تريد النتائج ان تمضي بغثها وسمينها .

 الامر واضح المظاهرات والاعتصامات المشككة اتسعت لتشكل ورقة ضغط على الحكومة والمفوضية لان التشكيك والامتعاض بل ما يردد من عدم تطابق تصل الى مفردة تزوير النتائج واضح لكن بمشهد بقمة الانضباط ، هذا لم يرق للكثير فكان التصعيد الذي يجب النظر اليه بجدية وبدقة كيف بدأ بالقرب من وزارة التخطيط لتنتهي بالطرف الآخر عند المعلق ، بأستشهاد الأبطال وجرح عدد من أبنائنا الأعزاء أنهى احلام وطموحات التجديد للسيد رئيس الوزراء ومريدوه ومن ياملون فيه الكثير .

الطرف الثالث الذي يجب البحث عنه وتقديمه للعدالة مع كل من شارك بهذا الفعل يدور بفلك الأحداث بل يفتعلها ، هنا لابد أن نشير بحنكة قادة الاعتصمات ببيانهم الذي فوت الفرصة لكل من حاول النيل من الاعتصمات وحرف النظر باتجاه الرد والرد المقابل . 

اسباب هذا المشهد كثيرة

ومتعددة لاحصر لها ، إلا ان مجملها يصب في خانة الصراع والتنافس اللاشريف ، وتزاحم المصالح ، وتراكم الانانيات والاحقاد والكراهية وتغليب الرغبات والهوى ، والاستئثار بالسلطة وإلتهام المناصب . 

المتسببون في أصل هذه الأزمة وتداعياتها يعرفون انفسهم قبل غيرهم ويعرفهم العراقيون جيداً ، وبالتالي لا داعي للمكابرة والعناد ، وحان الوقت للنزول من أعلى شجرة الامنيات الى ارض الواقع .

العراق مستهدف والجميع مستهدف .

ختاما المستقبل يصنع ولا ينتظر لنصنع غدا نخطط له بايدينا وننتظر نتائجه 

فيا أيها الاصلاء عودوا الى رشدكم وعقلكم واعترفوا بأخطائكم وتنازلوا عن عروشكم الوهمية ، ووحدوا صفوفكم واتفقوا وأسقطوا مخطط الدم ، وانقذوا العراق ، وتعاطوا مع بعضكم البعض بكثير من الشفافية وقليل من الكبرياء للعبور من هذا النفق المظلم الذي ساهم الكثير بقصد أو من دون قصد ببنائه وتشييده ، يكفينا موت عشوائي وقتل مجاني ، ولا تدعو البسطاء والاصلاء يدفعون ضريبة اخطائكم  فمن يخطأ عليه دفع ضريبة خطأه او تصحيح الخطأ ، لا ان يدع الآخرين يدفعون ثمن اخطائه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك