تبارك الراضي ||
لا تنحصر القيادة الإستراتيجية للأزمات في ضبط ردود الفعل على الأحداث الطارئة ، أو ما متعارف على تسميته ضبط النفس ، بل كيف تتخذ قراراً صائباً في خضم الأزمة المتصاعدة .
(التأييد الشعبي ، الثقة والسمعة ، الدعم المرجعي) هي الأصول الثابتة للحشد الشعبي ، ولأن الأخير يصعب تحويل مساره ، يتعرض الأول والثاني منذ ثلاث سنوات لعمليات قتل الجوانب التي استمد منها القوة ، التي مكنته من تسيد مسرح الوجدان الإنساني بعد عام ٢٠١٤ .
التنبؤ بالأحداث ليس كافياً ، حينما يقع الاستهداف لهذه الأصول ، تصبح عملية ضبط النفس جريمة ، وسياسة تقديم التنازلات لترحيل الأزمات خيانة عظمى .
لم يكن مجهولاً لدى الإطار التنسيقي الشيعي الاستهداف ، وهذا الأمر تتحدث عنه القيادات علناً ، كما أنها تعرف أي من الأصول الثابتة بالتحديد سيبقى موضع الطعنات ، لكنها بحاجة لامتلاك رؤية جديدة للتعامل في مرحلة الأزمة ، والتفكير في الآثار المترتبة على الجهات المعنية من الاستهداف ، يحتاج الإطار الشيعي للتفكير بمكانه المستقبلي .
إن المبارزة الشرسة بسيوف شفافة ، إذا استمر التعامل معها بالطريقة ذاتها ، ستحفر أخاديد عميقة ، مع إصرار العدو على اللعب في ملاعب الثقل المجتمعي ، وربما سيأتي اليوم الذي سيفقد فيه الحشد الشعبي أحد أقوى سدوده المنيعة ، بفعل سياسات المواجهة وإدارة الأزمات غير الإستراتيجية .
https://telegram.me/buratha