المقالات

دور خطاب الكراهية في تهديد المجتمع


 

محمد كريم الخاقاني.  *||

 

من المواضيع المثيرة للجدل في الآونة الاخيرة، الخطابات التي تدعو للكراهية وهي تستهدف فئات في المجتمع بسبب بعض الخصائص التي يتميزون بها عن غيرهم، فتعد خطابات الكراهية تعبيراً عن مواقف التمييز العنصري المعادي للنفس البشرية سواء كانت تلك الخصائص تتعلق باللون او العرق او الجنس او غيرها، ومن المقاصد التي تستهدفها خطابات الكراهية، إلحاق الأذى ببعض المجموعات داخل المجتمع والحط من قدرها وترهيبها، وتتضمن تلك الخطابات نظرة إستعلائية تجاه الآخرين، ولا يقتصر ذلك الخطاب في بلد ما، بل يتجاوز الحدود الجغرافية ليمتد الى غيره من البلدان، وظهر المصطلح بصورة علنية في وسائل الإعلام في الولايات المتحدة في عام ١٩٨٩ ليشمل المشاكل التي تتعلق بالخطاب التمييزي والذي يسبب اضراراً لبعض الفئات داخل المجتمع الامريكي والتي كانت مخفية بموجب القانون تحت عنوان حماية التعبير عن الرأي.

ويستهدف خطاب الكراهية مجموعة من المواطنين توسم بأنها مجموعة غير مرغوب بوجودها بين بقية المجموعات داخل مجتمع دولة ما، فيعد خطاب العداء إزاءها بموجب القانون شرعياً وموجهاً نحوها، اي بمعنى آخر، إطلاق دعوات العداء المباشر لمجموعة او فئة ما تمييزاً لها عن بقية الفئات مما يعزز من نفور المجتمع وتغذية حالات الإنقسام بين افراد الشعب الواحد.

ويمنح القانون الدولي الحق في حظر خطاب الكراهية كالتحريض على الإبادة الجماعية والقيام بمجموعة من الافعال التي تؤدي اليها، كقتل شخص معين او مجموعة من المواطنين تحت ذرائع شتى، وغالباً من تؤدي وسائل الإعلام دوراً فاعلاَ في بث خطاب الكراهية والذي يأتي بنتائج مدمرة، إذ تستغل بعض الجهات، الحرية الإعلامية التي اتاحتها تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة والعمل على نشر خطابات الكراهية في مختلف الوسائط الرقمية ومواقع التواصل الإجتماعي،لذلك لابد من وضع تشريعات قانونية تراقب تلك الخطابات وتعقبها لمنع نشرها في الفضاء الإلكتروني ومحاولاتهم المستمرة لبث خطاب التفرقة داخل المجتمعات، فضلاً عن وضع خطط إعلامية تثقيفية تعمل على تنسيق الجهود المشتركة للقضاء علي تلك المحاولات التقسيمية التي تقوم بها بعض الجهات الرافضة لوجود بعض الفئات وتمييزها، وهو يتطلب العمل على وضع الحلول والآليات اللازمة لتنمية ثقافة العيش المشترك والمصير الواحد لمحاربة الخطابات التحريضية والتي تهدف الى تمييز المواطنين إعتماداً على بعض الصفات كاللون والجنس والعرق والقومية وغيرها.

 

*اكاديمي وباحث في الشأن السياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك