مازن البعيجي ||
مارثون بدأ وانطلق منذ أول يوم تكليفنا الشرعي، وسباق جرى والقائمون عليه أمناءَ مخلصون، وكل مارثون له خصوصيته حيث تنطلق مجاميع غفيرة باتجاه واحد ولكن ليس كلها تصل سالمة متماسكة لخط النهاية، إلا من أمتلك لياقة جسمانية سليمة وقد مارس الرياضة الاستعدادية لمثل عملية الركض طويلة المسافة والمتواصلة. الماراثون عادة ما يكون طريقًا متعرجًا ذو مرتفعات ومنزلقات ولعل من يجتازها هو ذاك الذي تسلّح بالتقوى ونقاء السريرة صاحب القلب السليم وثابت الخطى والمبادئ مثله سيصل نقطة النهاية بفضل الاستعداد وإعداد سبل الوصول.
هكذا نحن الذين مازلنا في ماراثون الحياة الدنيا نركض ونركض لأجل الوصول إلى نهاية قد أعددنا لها العِدة لأجل نهايةِ نقطةٍ تسعدنا بعد عناء الركض وهو الوصول لرضا الله تبارك وتعالى، ثم وليّ العصر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء
(خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) المطففين ٢٦ .
ومسك الختام الذي بشرنا به رب العزة والكرامة، وأخبرنا عن موعد الانطلاق وبدء العدّ عبر عدّاد حاسبة العمر الذي يتصرم بمقرضة الأيام بغفلةٍ أو تضييع الكثير من الفرص، ومنها الثمينة صعبة التعويض والتدارك،
{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }الزمر ٥٥--٥٩
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha