كامل الكناني ||
تتناول وسائل الاعلام المعادية للعراق ولنظامه السياسي ولاكثيرته السكانية احداث العراق بطريقة خبيثة وسيئة ولكنها مفضوحة الى حدود مضحكة، فهي تتجاهل بشكل واضح التظاهرات المعترضة على نتائج الانتخابات ، واذا ذكرتها فهم عشرات الخاسرين الذين فشلوا بالانتخابات بسبب رفض الشارع العراقي لهم، والذين يحاولون فرض ارائهم بالقوة والفهلوة والعصابات والسلاح المنفلت.
ولكن هذه التقييمات وعشرات الخاسرين يتحولون احيانا الى قوة مدمرة خربت العراق ودمرت فرص العمل وافرغت خزائن العراق ، حين يريدون تحميل مشاكل العراق من تاسيس الدولة العراقي في عشرينات القرن الماضي الى الان ويرمونها على شماعة المتظاهرين واحتجاجاتهم.
بلاشك ان الانسداد السياسي الحاصل هو نتيجة الاحتجاجات ورفض المعترضين لنتائج الانتخابات، وبالتاكيد ماكان لهذا الحرج الذي تعيشه الحكومة والخيبة والمرارة التي تذوقها المفوضية،لولا هذه الاحتجاجات .
واذا اضفنا لهذه الاحتجاجات طريقتها وسلمينها واساليبها الحكيمة والسلمية والتصعيدية بين جمعة واخرى، سنقف امام مشهد لم تشهده الساحة العراقية من قبل رغم انواع التظاهرات الطائفية والتحريضية والتخريبية التي شهدتها شوارع بغداد والمدن العراقية.
فهذه التظاهرات احكمت خناقها على المفوضية ومن يدعمها من مستشاري رئيس الوزراء او المسؤولين الحكوميين.
وجاءت احكام اللجنة القضائية لتؤكد صحة مقولة المتظاهرين وقوة حجتهم بعد ان اثبتت ان الاجهزة الفنية اخطأت في الغاء بطاقات صحيحة ، كما اخطأت في تكرار اكثر من ثلاثة الاف ناخب انتخبوا اكثر من مرة بعد تدقيق تطابق البصمات، اضافة لما كشفته اشرطة المرشحين ان الكثير من الاجهزة بقيت تعمل لساعات او ايام بعد انتهاء وقت الانتخاب عند الساعة السادسة ليوم 10/10.
نعم كل هذه الاخطاء تم توثيقها فضلا عن عطل الاجهزة في الساعات الاولى للاقتراع ، وهو الامر الغريب الذي لم يسمع بمثله ولم يشاهد نظيره في تاريخ الصناعة بالعالم ، فكيف يتم شراء اجهزة تعمل ليوم واحد فقط، ويتم تجربتها واختبارها بمحاكاة اولى وثانية وثالثة ثم يعلن عن جاهزيتها ، ولكنه وفي اليوم الموعود تتوقف عن العمل!!دون ان يتم الاعلان عن الاسباب او الخلفيات!
العراقيون يعرفون السيارات الكورية كما يعرفون التلفزيونات والاجهزة الصوتية والتصويرية والكومبيوترات الكورية ولهم تاريخ من التعامل مع الاجهزة الكورية بحيث اصبحت العلامة التجارية الكورية احد علامات الجودة والدعاية الايجابية لاي منتوج يتم قبوله بمجرد التاكد ان هذا المنتوج كوري،فماذا اصاب اجهزة الاقتراع الكورية التي تعطلت؟ وهل هنالك بضاعة كورية اخرى تشبه صناديق اقتراع مفوضيتنا العتيدة التي اكدت انها تعاقدت مع شركات رصينة!!
بالتأكيد كل هذه الاشكالات اثرت على قوة المعترضين ودعمتهم وجعلت الحكومة تختنق بمفوضيتها، ولكن وسائل الاعلام المعادية لا تفهم من الانسداد السياسي الا توجيه التهم للمعترضين لتحميلهم مسؤولية كل ما جرى ويجري على العراقيين، اخر محاولات الاعلام الخبيث ربط الانسداد السياسي بمعاناة الناس ، وتصوير الاعتراض بانه علة الفساد وهو سبب التخلف في البرامج الحكومية، ولولا الاعتراضات لكانت الارض خضراء عامرة بما لذ وطاب ، واذا انتهت التظاهرات وقبلت نتائج الانتخابات فسيأكل العراقيون من بين ايديهم ومن تحت ارجلهم، .
ان هذه المحاولات التي تحاول ان تربط التظاهرات بالمشاكل الخدمية والوظيفية ومعاناة الناس هي محاولة ربط تعسفي لا تقنع الا الابله الساذج واكيدا هو ليس العراقي (الذي يصفه العراقيون بانه مفتش باللبن).
الاعتراضات قائمة والاحتجاجات ستستمر، ولكن ذلك لن يوقف تنانير العراقيين عن تقديم الخبز الحار، ولن يوقف كدح الكاسبين لنيل رزقهم ،ولن تقف وسائط النقل بمختلف انواعهاعن نقل الناس، رغم الازدحامات الشديدة!! فالانسداد السياسي سببه واضح ومساحته معلومة، ولكل ذلك فأن شيطنة التظاهرات وربطها بمعاناة العراقيين ضحك على الذقون لن يخدع احدا، ولذا نقول لوسائل الاعلام التي تحاول اثارة الاحباط والتيئيس والخوف من المستقبل بسبب التظاهرات، لن تنجحوا فخطاب التخويف بالمفخخات والارهاب فشل قبلكم في ثني العراقيين عما يريدوه سواء كان فعالية دينية او سياسية او اجتماعية.
ستبقى مواكب الخدمة تقدم للزائرين زادها وستوقد امهات الحشديين تنانيرها،لتقدم خبزها حارا للثائرين ، وستزدان شوارع العراق المزدحمة بمواكب العرسان وهي تحيي المارة بمزامير سياراتها،ولن تمر جريمة التزوير، لان هنالك شعب حي يعرف ما يريد وما يراد له.
https://telegram.me/buratha