مهند حسين ||
ما تزال أصداء فضيحة أنتحار الجنود الأميركيين، ترن جدران الكونغرس والمؤسسات الأمريكية والرأي العام، فلا يمر يوماً دون أن نسمع خبر أنتحار جندي أميركي في هذه الكتيبة أو تلك الفرقة، والسبب هو خداع الحكومة الأميركية لشعبها وجيشها، فقبل بضعة أشهر نشرت الـ (CNN) تقريراً جاء فيه أن معدل محاولات الإنتحار بين الجنود بلغ 5 محاولات في اليوم الواحد.
إن ما حصل للجندي الاميركي ، جوزيف سويل، البالغ من العمر 24عاماً والذي كانت نهايته في العراق ، حيث أنه فارق الحياة بعد أن تناول قارورة من مادة سامة، وقد وصفت مصادر الجيش بأن مصرعه نتيجة لعمل غير عدائي.. غير أن قسيس الجيش أبلغ زوجته ربيكا بأنه انتحر.
وتقول ربيكا التي تصغر زوجها بعامين، والتي تعمل أمينة صندوق في مدينة لوفكين بولاية تكساس، إنها لم تكن تتوقع أن يكون زوجها قد وصل إلى تلك الحالة النفسية السيئة للغاية حتى علمت بانتحار زوجها، وكان سويل قد انضم إلى الجيش من أجل الحصول على وظيفة مستقرة تمكنه من العناية بزوجته وأطفاله غير أن ذلك الحلم تلاشى في العراق.
وفي حادثة أخرى أنتحر الضابط السابق في الجيش الأمريكي، إيان فيشباك، ووفقا للنعي الذي نشرته العائلة فإن فيشباك (42 عاما) أنتحر في دار للرعاية (كان قد نقل إليها بعد معاناة من الاكتئاب وتدهور صحته العقلية والجسدية) في ولاية ميشيغان، دون تحديد سبب الأنتحار.
وكان فيشباك كتب عن أنتهاكات الجيش الأميركي للبلدان التي تدخلها، في رسالة وجهها إلى كبار مساعدي السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين الذي كان عضوا في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ والسيناتور الجمهوري جون وورنر الذي كان يترأس اللجنة.
وقد أظهر تقرير أمريكي، اتساع ظاهرة انتحار جنود المارينز بعد عودتهم من الخدمة إلى بلادهم، والتقرير خلاصة أبحاث أشرف عليها البروفيسور ديفيد بينيدك ونشرته المجلة الطبية الأمريكية، ولفت التقرير إلى أن معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكيين بدأت بالشيوع والازدياد وذلك لرفضهم الخضوع للعلاج النفسي خشية تغير نظرة المجتمع لهم.
ويسلط التقرير الضوء على تساؤلات تتكرر، ينبغي على الأطباء الأمريكيين النفسيين أخذها في الحسبان عند معالجة الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية بعد عودتهم من الحرب، وعلى ما يبدو إن ظاهرة الأنتحار التي يقوم بها الجنود الأميركيين، هي لعنة ستظل تلاحق جيشها، نظراً لسوء السياسة الخارجية الأميركية التي دمرت بلدان العالم سعياً لأحتلالها.