نعيم الهاشمي الخفاجي ||
القيصر بوتين نتاج بيئة متعلمة مثقفة لها تاريخ طويل في الإبداع الثقافي والعلمي والمعرفي، شعب روسيا كل امبراطوريات العالم لم تستطيع احتلاله لان شعب روسيا يملك جينات وراثية في رفض الاحتلال والتبعية والعبودية والذل مثل أمة العرب المنبطحة،
بلاد الروس تتكون من أقاليم بثقافاتها وألوان تراثها وتربطها منظومة حضارية من تناغم واحترام وتعاون، فلا تلمس خللاً وانقساماً في طبيعة الحياة الاجتماعية ونموها أو حالة من الانفصام ما بين الوعي الاجتماعي والتطور المادي. لا يعانون من أزمة هوية، بل هم في دولة تجسد معنى التعايش في أبلغ صوره.
القيصر الروسي الجديد فلاديمير بوتين استقبل رئيس وزراء أرمينيا ورئيس أذربيجان هذا الأسبوع، لإيجاد حل للصراع حول قره باخ بعد أن جرب الاثنين تبعيتهم للغرب دون جدوى، رغم تفكك السوفيت لكن بقيت روسيا دولة عظمى ولها نفوذ قوي في دول رابطة الدول السوفياتية السابقة.
دعوة بوتين إلى رئيس أذربيجان ورئيس أرمينيا بع. أيام على أعنف اشتباكات حدودية بين العدوين اللدودين اللذين خاضا العام الماضي حرباً حول ناغورنو قره باغ، حسبما أعلن الكرملين يوم (الثلاثاء)، هذا الإجتماع جاء بعد مضي عام على قرار وقف إطلاق النار الذي رعته روسيا.
وعقد الرئيس بوتين محادثات مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الجمعة الماضي واختار بوتين منتجع سوتشي المطلة على البحر الأسود، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وحسب تصريح الكرملين إن المحادثات التي تأتي بمبادرة من بوتين، «جاء توقيتها بالتزامن» مع الذكرى الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بوساطة روسية، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، والذي وضع حداً لستة أسابيع من المعارك التي سقط فيها أكثر من 6500 قتيل من الجانبين.
وتخلت أرمينيا بموجب الاتفاق عن مساحات من أراضٍ في ناغورنو قره باغ التي سيطرت عليها في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي بقوة السلاح مستغلة الوضع السيء الذي كانت تعيشه أذربيجان بسبب عدم وجود جيش اذري قوي قادر على حفظ الحدود، في الأسبوع الماضي عندما اندلعت معارك مابين أذربيجان والأرمن سرعان ماتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار إثر وساطة قادها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
بوتين استطاع أن يجمع غالبية دول الرابطة السوفياتية السابقة للعودة إلى المضلة الروسية وفشل محاولات الناتو النفوذ إلى دول الرابطة السوفياتية في تهديد وحدة الأراضي الروسية، روسيا بزمن الحقبة السوفياتية كانت بقرة حلوب إلى دول الرابطة السوفياتية وحلف وارسو بل كرم الشيوعيين السوفيت وصل إلى كل الدول المؤيدة للسوفيت، بعد تفكك حلف وارسو تخلصت روسيا من أعباء إعطاء دول أوروبا الشرقية البترول والغاز والسلاح بشكل مجاني، وبعد هيكلة السوفيت تخلصت روسيا من أعباء صرف أموال روسيا في بلدان الرابطة السوفياتية، عندما يذهب اي سائح إلى دول الرابطة السوفياتية تجد أنفاق عملاقة وعمارات شاهقة مكتوب عليها بنيت بزمن بريجينيف أو غورباتشوف …….الخ، رأيت ذلك لدى زيارتي لعدد من دول الرابطة السوفياتية السابقة، هيكلة السوفيت جعلت روسيا دولة عظمى أكثر من زمن السوفيت، بعد هيكلة السوفيت كادت أن يتم تجزئة روسيا نفسها وأرسلت دول الخليج رؤوس الإرهابيين للففتك بشعوب آسيا الوسطى أمثال الإرهابي السعودي سياف الذي أطل علينا عبر قناة الجزيرة في شعر رأسه الطويل والذي قتل على أيادي الجيش الروسي في غروزني عاصمة الشيشان التي استباحتها العصابات الوهابية وحولتها إلى أنقاض بفترة حكم يلسين، بعد وصول ضابط المخابرات بوتين لرئاسة الحكومة حارب عصابات المافيا والتخريب والإرهاب وقضى عليهم وأبعد شبح خطر تجزئة روسيا اولا ثم أعاد روسيا إلى مكانها كقوة عظمى بالعالم.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
28/11/2021