المقالات

الفرق بين الحقائق الموضوعية والمفاهيم السائدة

1907 2021-11-29

 

 اياد رضا حسين آل عوض ||

 

 تعقيبا على ما ورد على صفحة الفيسبوك من ان هنالك امنية لاحد الاصدقاء الافاضل ، والتي يقول فيها بانه في انتظار اليوم الذي يرى فيه  عشائرنا الكريمة وهي تحمل غصن الزيتون بدل البنادق ، وقد جاء ذلك تزامنا مع تصاعد خطير وغير مسبوق في النزاعات (العشائرية) المسلحة وتسببها في تهديد السلم الاهلي.

 وقد علقت على ذلك بمايلى :-

 توجد الان في العراق على سبيل المثال ، المئات من منظمات المجتمع المدني  والتي العشيرة او القبيلة هي في مقدمتها واهم واحدة فيها ، وهي في نفس الوقت تعتبر اكبرها واقدمها ، وقد تميزت بانها جاءت بجعل الهي وأرادة ربانية ، وهذا ما اشارت اليه الاية الكريمة  (١٣) من سورة الحجرات في قوله تعالى (يايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) ، او قوله تعالى في الاية (٢١٤) من سورة الشعراء (وانذر عشيرتك الاقربين) وهذا اعتراف ضمني وواضح بمشروعية ودور هذه المنظومة المجتمعية في الحياة الانسانية.

 لان الانسان بطبعه هو كائن اجتماعي ، فهو بحاجة الى هذه المنظومة لترتيب وديمومة علاقاته الاجتماعية.

 ولكن السؤال ، لماذا هي اصبحت الان هي الوحيدة التي عنوانها يقترن دائما بالسلاح والقتال والعنف ، للحد الذي اصبح فيه اذا يذكر هذا العنوان يتبادر الى الذهن وعلى الفور عند معظم الناس صورة (الرشاشات والبيكيسيات).

  وهنا نريد ان نوضح الامر الاتي:

 ان من المؤكد ان هذة الظاهرة لاعلاقة لها بهذه المنظومة المجتمعية التي جاءت بجعل الهي وارادة ربانية كما تشير الايات الكريمة ، وانما هي في الحقيقة عودة الى ظاهرة اجتماعية اخرى ، وهذا ما اشار اليه القران الكريم ، الا وهو ظاهرة التعرب والاعراب ، بقوله تعالى على سبيل المثال في الاية ٩٧ من سورة التوبة (الاعراب اشد كفرا ونفاقا) ، او التى اعتبرها الرسول الاعظم (ص) هي واحدة من اشد الكبائر والتى اطلق عليها (الموبقات السبع) وهي (التعرب بعد الهجرة) .

 اي العودة الى الجاهلية الجهلاء بعد ظهور الاسلام العظيم . وهذا يعني من حيث المبدأ ، ان العشيرة والقبيلة لاعلاقة لها بهذه الممارسات المدانة او المرفوضة ، وانما هذه تعود الى ظاهرة التعرب والاعراب (يرجى مراجعة سلسلة مقالاتنا حول المنظومات المجتمعية والتي سبق ان نشرناها على صفحتنا في الفيسبوك).

  اما كيفية التمييز والتفريق فيما بينهما ، وماهو الميزان والمعيار الاساسي لتحديد عنوان الاتجاهين ،  فهو العودة الى اصول الدين وقوانين الشريعة الاسلامية وعلى كافة المستويات ، وخاصة التربوية والاخلاقية والسلوكية ، وكل ما يتصل بحياة الانسان والمجتمع في هذه الحياة الدنيا .

لقد جاء الاسلام لانقاذ الامة والبشرية من براثن الجاهلية والتخلف والعادات والتقاليد البالية والسيئة ،،، وان تحذيرات الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) من العودة الى الجاهلية الجهلاء ، له مصاديقه في كل زمان ومكان ، ومنها مايحدث الان بما يعرف (بجاهلية العصر) والي يبدو انها اشد وافضع من الجاهلية الاولى التي كانت تعبد الحجر الذي لايضر ولا ينفع ،،،  ،،، والمتمثلة الان في هذه السلوكيات العدوانية الدموية ، و ايضا في عبادة شياطين وابالسة الانس من الطواغيت والجبابرة واعوان الظلمة ، وتقديم الولاء والطاعة العمياء لهم .                                                  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك