مازن البعيجي ||
اليوم وفي أثناء التشيع لجثامين وبقايا الأجساد الطاهرة للمدافعين عن الحرم في سوريا رأيت ما يُسر الخاطر ويملأ الفؤاد غبطة وفرحة، حيث شاهدت والدة أحد الشهداء بكامل حجابها الزينبي الفاطمي الذي ينمّ عن أصلها وأصل البيت الذي تربَّت به وربَّت فيه مثل شهيدها الذي جلبت له معها سِلال من ورود، وحلوى وملأت الفضاء زغاريد البهجة بما نال فلذة كبدها من سمو المقام وهو "الشهادة" وأنه سوف يكون شفيعًا لها عند الله "جل جلاله" ثم عند الأئمة المعصومين "عليهم السلام"، يالها من رباطة جأش، وقوة عقيدة ابكت الحاضرين لما جادت به بصيرتها ووعيها الزينبي وكأنها تقول "إلهي أن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى"..
إنها والله هي التربية التي يخشاها الاستكبار ويحسب لها حسابا وهي ايضا من يخافها أعداد الإسلام المحمدي الأصيل، بل وذات ما يفترض أن نركّز عليه ونديم هذا النموذج ونحمي الأسرة من سهام الحرب الناعمة التي عرفت معنى عائلة وأم زينبية بكامل الاستعداد للتضخية وقبول مفاعل نووي عالي التطوير ولا تسمح لمثل هذه الأم التي أولادها فقط من يديرون تلك المفاعل ويضحّون من أجل بناء قدرات وطاقات كالتي تبينها "دولة الفقيه".
هذا المكان وهذا النوع هو الذي يحافظ على بقاء الانتصارات، والإهمال! والغفلة! والعبث! والتجاوز! هو الذي يبحث عنه الشيطان ويمنّي نفسه العميل بقطع دابر مثل تلك الزينبيات مصنع المجاهدين الأبطال.
ينبغي أن لا تهمل مثل تلك العوائل على قارعة الطريق وكلاب السفارة تلتقطها بعد الإهمال والخيانة لهم ليقطع طريق صناعة المجاهد كما يقطع الماء عن الزرع الطيب!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..