نعيم الهاشمي الخفاجي ||
زيارة ماكرون إلى الخليج زيارة لحلب ابقار الخليج وكسب مليارات الدولارات إلى الأمة الفرنسية، المال الخليجي وبالذات السعودي يسيل إليه لعاب قادة الغرب وبسبب هذا المال تم التغاضي عن الإرهاب الوهابي الذي فتك في كل شعوب العالم ومن بين تلك الشعوب شعوب أوروبا وشعب فرنسا نفسه أول أمس إرهابي وهابي من أصول شمال أفريقية أيضا جرد سيفه وقام بطعن مواطنين في مدينة فرنسية محتفلين في أعياد الميلاد، غض النظر لايعني عدم محاسبة النظام السعودي وإنما يتم حلب دول الخليج بالبداية اقتصاديا إلا أن تدخل الطاقة المستدامة، عندها تنتهي أهمية البترول ويبقى لاقيمة لها.
نعم هناك جهود فرنسية لزيارة السعودية ترمي إلى حلحلة الكثير من القضايا المعلقة في المنطقة.
كلنا يتذكر الخلاف السعودي القطري في إدارة الحلاب ترامب وكيف عجز ترامب عن إيجاد حلول للمشكلة مابين السعودية وقطر إلا أنه بعد خسارة ترامب ارسل صهره كوشنر نظم لدول الخليج اجتماع وصالح قطر والسعودية وتبين أن الغاية من استمرار الخلاف حتى يستطيع ترامب حلبهم حلبا مبرحا، وسلمت يداه خير ما صنع بهم.
باريس تدرك ثقل وأهمية السعودية للاقتصاد الفرنسي وقبل أيام حدثت أزمة بين واشنطن وباريس حول بيع الغواصات إلى أستراليا والتي كانت في البداية باريس تبيع الغواصات إلى أستراليا.
زيارة الرئيس الفرنسي للسعودية اليوم تأتي ضمن جهود فرنسا للفوز في صفقات بيع الأسلحة التي لاقيمة لها لدول الخليج بعد أن تورطوا في حرب اليمن وبسبب هذه الحرب تم حلب دول الخليج في بيع السلاح.
نظام الحكم الفرنسي اشتراكي لكن ليس حسب النظرية الاشتراكية الشيوعية وإنما حسب النظرية الرأسمالية الاستعمارية، الرئيس ماكرون وهو بطريقه للخليج اتصل في المسؤولين اللبنانيين وطلب منهم إقناع جورج قرداحي بالاستقالة لأنه جرح مشاعر السعودية ومهمة الرئيس ماكرون حلال مشاكل، ايضا الحكومة الفرنسية الراهنة ومن خلال ترحيب قصر الإليزيه باللقاءات والحوارات التي جرت في الفترة الماضية بين مسؤولين خليجيين وإيرانيين، واصفاً خفض التوتر بأنه سيدفع باتجاه بناء شرق أوسط مستقر.
ماكرون أيضاً استبق زيارته هذه بمهاتفة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي للمرة الثانية، طالباً منه الانخراط بشكل بناء في المحادثات النووية في فيينا، وأن تعود إيران إلى احترام جميع التزاماتها بشكل كامل بموجب الاتفاق النووي، إضافة إلى التزاماتها إزاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
التصريحات الفرنسية أشارت إلى الرئيس ماكرون والذي يرافقه وفد كبير سيناقش «خلال محادثات مطولة ومعمقة مع ولي العهد بن سلمان، سبل تخفيض التوترات في المنطقة، وكذلك الأوضاع في اليمن، والعراق والتعاون الاقتصادي والتجاري وهو الأهم.
الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية، ار أكد على أن «باريس والرياض تتقاسمان النضال نفسه في مكافحة الإرهاب»، وكلامه يعني بيع أسلحة بعشرات مليارات الدولارات لتمويل الحروب وعمل تعاون دفاعي مع السعودية ليس للحرب نيابة عن السعودية وإنما لبيع الأسلحة والمعدات وصيانة الأسلحة التي تكلف مليارات الدولارات.
بل غالبية أبناء الشعب الفرنسي يعلمون أن مصدر الجماعات الإرهابية من المدرسة الدينية الوهابية الخليجية، والقول إن يكون تعاون في مكافحة الإرهاب مع الرياض وأبوظبي يثير السخرية، لايمكن إصلاح الفكر الوهابي بدون إزالة فتاوى وعقاىد التكفير والكراهية التي تدرس في الفقه والعقيدة الوهابية.
الجولة الخليجية لماكرون على السعودية، والإمارات وقطر بلا شك ستتطرق بشكل خاص إلى الملفات الليبي واللبناني، والعراقي واليمني وإلا كيف يتم حلب أبقار الخليج.
بكل الأحوال تبقى دول الرجعية العربية الوهابية شوكة في قلوب الشعوب العربية وعامل رئيسي في سرقة ثروات العرب وقمع الحركات الوطنية المطالبة في المساواة والحكم الديمقراطي والعدالة، بات المال الخليجي مصدر مهم لتمويل الانقلابات التي تستهدف سرقة ثورات الشعوب العربية المطالبة في الحرية والعدالة ولننظر إلى انقلاب السودان وتمويل العصابات الإرهابية في ليبيا وسوريا والعراق واليمن …..الخ التي مولت من دول الخليج الوهابية.
لايوجد شيء اسمه تقارب سعودي فرنسي او خليجي لان دول الخليج محميات للدول الاستعمارية التي نصب أنظمة عميلة تخدم مصالح المستعمر، التعاون مابين دول الخليج البدوية ودول الاستعمار القديم والحديث موجه ضد الحركات الوطنية والشعوب الحية الرافضة للاستعمار والذل والخنوع.
نحن عندما ننتقد دول الرجعية العربية السارقة للثروات والمضطهدة للشعب عملنا عمل إنساني خالص للعدالة الإنسانية وما نقوم به مشابه عندما يذهب مريض إلى طبيب بشري ويقول لك أنت تعاني من هذا المرض أو ذاك الالتهاب، فهو بالطبع لا يقصد الإساءة لك أو يريد أن يجرح مشاعرك، بل يشخص لك العلة كي يعالجها ويشفيك، وكذلك النقد الحقيقي وكشف الحقائق مهما كان قاسياً فهو ليس للإساءة بل هو نوع من التشخيص لإيجاد العلاج، لكن مرض الشعوب العربية ميؤوس من علاجه.
للأسف عندما تقرأ تاريخ العرب وكيف كانوا معظم الوقت مجرد أدوات في أيدي القوى المتصارعة كالروم والفرس والمغول والترك.....الخ ، تتساءل: متى كان العرب أمة واحدة كي تعمل على توحيد صفوفهم الآن.
قال ابن خلدون(العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب):(والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية.. وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له، فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب).
نجح الاستعمار في إيجاد حاكم قبلي بدوي متخلف ومعه رجل دين مثل محمد عبدالوهاب يفسر الدين حسب فهم بدوي متخلف ليس من الإسلام وسماحته من شيء.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
4/12/2021