حسام الحاج حسين ||
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ م اسست واشنطن لنظام سياسي جديد يقوم على اساس المحاصصة والتوافق و على انقاض الدولة القومية التي حكمت العراق منذ عام ١٩٦٣م اضافة الى القومية كانت الصبغة الطائفية واضحة خصوصا في دوائر القرار السياسي والأمني والعسكري للبعثيين، كانت المسيرة الأمريكية في صياغة النظام السياسي الجديد تتعرض الى أنواع من الأحباط خصوصا في مايخص تقويض النفوذ الإيراني وكذلك تحجيم المرجعية الدينية العليا وانهاء تأثيرها على الشارع الشيعي،،!
لكن فشلها برز بشكل واضح بعد عام ٢٠١٤ م عند الأجتياح الداعشي البربري للمدن العراقية و عند صدور الفتوى العظيمة وتأسيس الحشد الشعبي كقوة عقائدية قد لاتقهر .
بعد الفشل الأمريكي سياسيا في العراق وبعد ان تغيرت موازين القوى لصالح إيران ومحور المقاومة بعد هزيمة الأرهاب الأسود . اصبحت واشنطن تبحث عن صدام لكن بنسخة شيعية يمكن ان يواجه إيران والمرجعية والحشد الشعبي والفصائل بعد ان فشل المشروع الداعشي ،،! وان يكون البديل قريب للمشروع القومي القديم لانها الأيدلوجية الضامنة للحد من النفوذ الإيراني الذي يقلق واشنطن وتل ابيب ودول الخليج ،،!
يراد من هذا النموذج ان يكون على غرار (محمود عباس ) يصادر المقاومة لحساب المحتل مع الأحتفاظ بالصوت العالي ضد الأمريكان .
النموذج القومي الأسلامي هو افضل مايمكن ان يخدم المحور الأمريكي والخليجي ،،!
ونتائج الأنتخابات المثيرة للجدل تعمل على انتاج هذا النموذج .
ماتريده الولايات المتحدة ومحورها الصهيوخليجي ان يكون العراق حامي البوابة الشرقية وان تعاد القادسية الثالثة . وان يكون خندق و حد فاصل بين إيران ومحور المقاومة .
دول الخليج لاتستطيع ان تواجه إيران مباشر وهي تبحث عن وكيل عراقي قومي أسلامي حصري يتصدى لإيران وحلفاءها لحساب الإمريكان خصوصا بعد انسحابها من افغانستان وربما العراق مستقبلا . في غياب واضح للوجود الأمريكي لكن هذا لايعني غياب الأهتمام الذي يوازي الوجود العسكري ،،!
تضع واشنطن ذلك في اعتباراتها، فإنها تراجع دعمها للبديل لضمان استخدام هذا الدعم بالطريقة الأنسب وبما يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة وأهدافها والتي تخدم مصالح الخليج وتل ابيب في النهاية ،،،!
هل سنشاهد ولادة الدولة القومية في المستقبل وبغطاء ديني مقدس ،،؟؟
هذا ماتبحث عنه واشنطن وادواتها من تحت الركام ،،!