أ.د علي الدلفي || إنَّ التافهينَ قَدْ حسموا المعركةَ لصالحهم في هذهِ الأيامِ؛ لَقَدْ أمسكوا بكلِّ شيءٍ بكلِّ تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غيابِ القِيمِ والمبادىءِ الراقيةِ وإفسادها يطفو الفسادُ المبرمجُ ذوقًا وأخلاقًا وقِيمًا! إنّه زمنُ الصعاليكِ الهابطِ! فكم من أمثالِ التّافهِ "محمّد رمضان" اليوم يُمَجَّد ويُرفع عاليًا؛ وكم من شريفٍ في غياهبِ الإهمالِ والتهميشِ والتسقيطِ؟ يبدو أنّنا لن نتخلّصَ؛ بسهولةٍ؛ من رموزِ التّفاهةِ؛ فهم ڤيروسات معدية؛ قَدْ تمّ تطويرها في مختبراتٍ خاصّةٍ وبرعايةٍ خاصّةٍ! ومن ثَمَّ نشرها بيننا لتضعيفِ المناعةِ المعرفيّةِ والفكريّةِ والثّقافيّةِ والعقائديّةِ؛ وَمِنْ ثَمَّ سحق كلّ قيمنا الأصيلةِ ومعتقداتنا السّليمة. إنّنا نعيشُ واقعًا مريرًا مفادهُ أنّه كلّما تعمّقَ الإنسانُ في الابتذالِ والهبوطِ والانحطاطِ ازدادتْ جماهيريته وشهرته... !! واقعٌ يرفعُ الوضيعَ وينزلُ الرفيعَ. إنَّ ميلَ البعضِ إلىٰ السّذاجةِ والتّهريجِ والسّطحيّةِ ليسَ جديدًا؛ فثمّة انتقادات لهذا الميلِ العجيبِ المتدنّي مُنْذُ زمنِ سقراط لكنّه؛ للأمانةِ؛ لم يحقّق انتصارًا ساحقًا وواضحًا إلّا في عصرنا الحالي بسببِ ذكاءِ آليّاتِ فرضهِ وقوّتها وتأثيرها الكبيرِ في مجتمعنا. فالتّافهون قَدْ حسموا المعركةَ لصالحهم في هذه الأيام؛ وأمسكوا بكلِّ شيءٍ؛ ذوقًا وأخلاقًا وقِيمًا هابطةً؛ بكلّ تفاهتهم وفسادهم؛ وغيّبوا القِيمَ العُليا والمبادىءَ الرّاقيةَ.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام https://telegram.me/buratha