نعيم الهاشمي الخفاجي ||
مشكلة العراق الحالي ليست مشكلة إجراء انتخابات عامة بوقتها المحدد او الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو إلغاء نتيجة الانتخابات العراقية الحالية بسبب التزوير……الخ
من رسم حدود العراق ليس أبناء مكونات الشعب العراقي وإنما قوى الاستعمار البريطاني والفرنسي بعد أن هزموا الدولة العثمانية قاموا في رسم حدود لأقاليم وولايات الدولة العثمانية من ابناء المناطق العربية، الاستعمار رسم حدود ومكن عوائل عملية تخدم مصالحة للتحكم في رقاب الشعوب العربية، بعد مضي مائة عام من نشوء الدولة العراقية الحديثة ولازلنا كشعب عراقي نعيش أتون حروب داخلية مذهبية وقومية مغطاة بشكل دقيق في اسم شعارات الوحدة الوطنية الزائفة
أكثر كاتب قال الحقيقة هو الدكتور الأمريكي هنري فوستر والذي حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة لندن عام ١٩٣٢ كانت بعنوان نشأة العراق الحديث، قال دمجنا ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض ورفضت بريطانيا تشريع دستور حاكم يضمن مشاركة كل المكونات بالتساوي لكي يبقى العراق دولة فاشلة تعاني من صراعات داخلية ليسهل السيطرة عليه
هناك حقيقة علينا أن نعترف بها أن العرب أمة محكومة وليست حاكمة وإن حكموا يكون مصير من تحت سلطتهم الخراب والقتل والدمار، لم تقوم الشعوب بالشرق الأوسط برسم حدودها وإنما المحتل البريطاني والفرنسي هو من رسم تلك الحدود، ونصب عوائل عملية تخدم مصالح الاستعمار للتسلط على رقاب هذه الشعوب المغلوب على أمرها، بسبب ذكاء دول الاستعمار الذي تقصد أن يجعل شعوب العرب يحكمها أشخاص عملاء وحرمهم من إيجاد نماذج حكم ناجحة مثل ما فعلت بريطانيا في الهند حيث شرعت لهم دستور جمع ٥٠٠ قومية وأثنية في دولة فدرالية تحكم وتدار من كل مكونات الشعب الهندي، ولاية حيدر اباد يحكمها المسلمون الشيعة الإسماعيلية البهرا منذ قرون من الزمان، دخلت للشعوب العربية أحزاب سياسية نتج عنها وقعت انقلابات عسكرية على الأنظمة التي نصبها الاستعمار مثل ماحدث بالعراق وسوريا وليبيا ومصر وليبيا واليمن لكن المشكلة العسكر الذين وصلوا للسلطة أيضا جندهم الاستعمار لخدمة مصالحة، لأن المشكلة الحقيقية أن من يصل للحكم لاتحكمه مؤسسات ودستور، يصل الرئيس في انقلاب ويحرق البلد ويورث المنصب إلى ابنه أو العسكر يقومون بعزله مثل عزل حسني مبارك وتنصيب جنرال عسكري جديد ايضا يرفض إيجاد دستور حاكم وايضا يتم إخراجه أما في انقلاب وأما من خلال العسكر ونفس هذا المشهد يتكرر في بقية البلدان العربية
الوضع العراقي لايمكن أن يستقر ولايمكن تفعيل الدستور لان الدستور لم يكن عليه إجماع من مكونات الشعب الثلاثة الرئيسيون، وضع العراق يحتاج أن يجتمع ساسة المكونات الثلاثة ويتفقون على تقاسم السلطات وإن يشترك الجميع في إدارة الدولة العراقية
قرأت طلب من أخ يقول [ الأخوة الكتاب الاعزاء يمر العراق بمنعطف خطير من حياته السياسية ماهي بنظركم المقومات المطلوبة بمن سيقود البلاد في قابل الايام من حيث المواصفات الشخصية التي يجب ان تتوفر به ومن حيث كفاءته القيادية الادارية ومن حيث علاقاته السياسية ؟
د بشار الساعدي استاذ الفكر السياسي/ الجامعة العراقية]
أقول إلى هذا الأخ أنت تطلب من كتاب ومثقفين نتاج بيئة تعاني من صراعات قومية ومذهبية ومن المستحيل تجد كاتب ومثقف يعطيك مقترحات واقعية تمثل خلاص العراق من صراعاته الداخلية التي ولدت مع العراق عام ١٩٢١ تصور هذا الأخ الذي يعمل في مركز دراسات يتحدث عن مواصفات شخص ولم يتكلم عن وجود دستور ومؤسسات تحكم الدولة وليس شخص القائد الأوحد،
لننظر إلى قضية المستشارة الألمانية، رأينا الكثيرون يمدحون المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي تستحق الاحترام، ويثنون على سيرتها الطيبة وأنها لم تسرق دولاراً واحداً، ولم تجرم بحق أحد، ولم تقم بأي أعمال سيئة…الخ
أقول إلى هؤلاء أن خلط النموذج الألماني مع نموذج عراقي أو سعودي فهو جريمة أقول لهؤلاء لا تخلطوا زيد بعبيدالخ في الغرب لا يوجد حكام أفراد، بل توجد أنظمة ديمقراطية سواء كانت ملكيات دستورية أو جمهورية تحكمها دساتير ومنظومة قوانين صارمة تحكم البلاد وتنظم حياة عامة الناس بكل صغيرة وكبيرة، ووظيفة الحاكم فقط تطبيق القوانين ياخذ الحاكم بتوصيات مراكز الدراسات الاستراتيجية في السياسات الداخلية والخارجية، وليس التحكم بالوطن والشعب كما هو الوضع في بلادنا التعيسة
السيدة أنجيلا ميركل ليست زعيمة عظيمة وإنسانة رائعة وطيبة، بل مجرد موظفة أدت مهمتها ورحلت، وهي كانت تتزعم حزب ديني مسيحي ديمقراطي، وهناك حقيقة حكام الغرب يحكمهم الدستور ولو توفر لهم نفس الأوضاع الموجودة في دول العربان لفعلوا بشعوبهم مثل ما فعل قادة العرب بشعوبهم
السبب الرئيسي لفشل تجربة أحزاب الشيعة في الحُكم ليس فقط فقدانهم برنامج واقعي للسلطة ويرفضون الاعتراف بوجود صراع قومي ومءهبي بالعراق وإن هناك مكون عراقي يرفض مشاركة الشيعة والأكراد بحكم البلد، حكموا بعقلية معارضة وليسوا بعقلية ساسة مدعمون بملايين الجماهير المضحية التي تحدت الإرهاب وذهبت إلى مراكز الاقتراع متحدين الإرهابيين الذين يدعمهم شركاء لنا بالوطن، والمصيبة أنهم اي ساسة أحزاب شيعة العراق يبحثون دائما عن (دور الضحية) ليعيشوه حتى بعد صعودهم للمُلك، فالشعب قد يتعاطف مع الضحية في أي وقت لكنه لن يتعاطف معه إذا صار رئيسا ويملك كل مقومات القوة،
نعم دور الضحية يصلح فقط للمعارضة لكنه لا يصلح للحُكم، دور الضحية و المظلومية والتهميش وظيفته فقط للحشد الجماهيري وكسب تعاطف أبناء مكونهم المستهدف، لكن الحُكم يمس مصالح البسطاء بشكل مباشر، وبالتالي العيش في وهم الضحية مع الجماهير وأنت رئيس وصاحب سلطة ولديك فصائل مسلحة وجماهير مليونية، هذا الدور البائس لايقنع الجماهير بل يؤدي لاحتقار الجماهير إلى هؤلاء الساسة، وكراهيتهم لغباء وضعف وخيانة من يُلحّ عليهم بالمتاجرة بدماء الناس، بالعراق لدينا دولة تتكون من ثلاثة شعوب وكل مكون شعب له وجهة نظرة في معرفة الوطنية البعض يتآمر مع دول استعمارية ومعادية ومحتلة…الخ
نحن نعيش في عالم منافق تحكمه خمسة دول عظمى فقط، عندما تهدد مصالح ضباع العالم ينقضون عليك ويسحقونك حتى لو كنت أشرف الشرفاء، وعندما تخدم مصالحهم يتركونك تفعل الأفاعيل حتى لو كنت أقذر نظام في في العالم، في الختام تعرض الشيعة عبر تاريخ العراق لأشد أنواع الاضطهاد والظلم وخاصة بحقبة نظام صدام الجرذ الهالك بعد سقوط نظام البعث يفترض نستفيد من عملية التغيير ونجد نظام حكم ونطبق آليات تمنع وصول اي طائفي شوفيني للتسلط على رقابنا، ومن المؤسف تجد ساسة المكون الشيعي متشرذمين بل هناك من ينفذ ما تريده الدول الطامعة في القضاء على الحشد ودمجه لكي يتم خرقه وبل هيكلته لان الحشد هي القوة العسكرية الوحيدة التي لم يؤسسها المحتل بالعراق وغير مخترقة من أدواته
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل
13/12/2021
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha