أ.د عليّ الدّلفيّ || يقولُ أهلُ العقلِ: "الحقُّ أحقُّ أنْ يُتّبع أبدًا" إذْ لا يحقُّ للإنسانِ أنْ يضعَ قدمًا مَعَ الحقِّ وأخرىٰ مَعَ الباطلِ علىٰ مرِّ الزّمانِ وفي كلِّ مكانٍ؛ فهو "الخداع" بعينِهِ؛ لذا إنَّنا نعتقدُ أنَّ "المُرجعيّةَ الدِّينيّةَ العُليا" تعدُّ؛ اليومَ؛ جبهةَ الحقِّ التي أسّسَ أركانَهَا أهلُ البيتِ "عليهم السّلامُ" لتكونَ ملجأً للأمّةِ في زمنِ الغيبةِ التي نَعتقدُ بها اعتقادًا مُطلقًا؛ فلا ينبغي أنْ يستظلَّ المؤمنُ بظلٍّ ينافي ظلّها؛ ويلجأ في المهمّاتِ إلى غيرها؛ وإنَّ دورَ زعيمها السَّيِّدِ عَلِيّ السِّيستانيّ في العراقِ مُنْذُ "٢٠٠٣م" إلىٰ يومنا هذا لا مثيلَ لهُ ولا يُقاسُ بدورٍ آخرَ علىٰ جميعِ الأصعدةِ "السّياسيّةِ؛ والاجتماعيّةِ؛ والدّينيّةِ؛ والاقتصاديّةِ؛ والثّقافيّةِ؛ والفكريّةِ". لَقَدْ نهضَ بمسؤوليّةِ الحفاظِ علىٰ بلدٍ مُمزّقٍ؛ وأعادَ خياطةَ أوصالِهِ المُتقطّعةِ. ففي وقتِ السِّلمِ كانَ السِّيستانيّ يقودُ جهدًا فريدًا واستثنائيًّا؛ لإنقاذِ العراقِ مِنْ براثنِ الفتنةِ والاقتتالِ الدّاخليّ؛ وَقَدْ استطاعَ بحكمتِهِ وحلمِهِ وصبرِهِ وعدلِهِ أنْ يخمدَ كُلَّ الفتنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ. وفي وقتِ الهدرِ وحَمْي الوطيسِ أصدرَ ابنُ سيِّدِ النّجفِ الأشرفِ فتواهُ العظيمةَ التي أنقذتِ العراقَ؛ مرّةً أخرى؛ مِنْ نارِ الإرهابِ والتّكفيريّينَ والمُتطرّفينَ؛ ففي أحيانٍ كثيرةٍ يكونُ قرارُ إعلانِ الحربِ ليسَ سوىٰ محاولة لأنْ يسودَ السَّلامُ... فمنَ أعادَ الأمنَ والأمانَ وشيوعَ السَّلامِ هُمْ أبناؤهُ أبناءُ فتوىٰ الجهادِ الكفائيّ مجاهدو الح.ش.د..الش.ع.ب.يّ؛ ومنْ معهم مِنَ الغيارىٰ مِنْ أبناءِ العراقِ الذين دافعوا عَنْ جميعِ العراقيّينَ وحرّروهم مِنْ قبضةِ الظُّلمِ وغياهبِ الجهلِ وجحيمِ التّخلّفِ. المرجعُ الدِّينيُّ الأعلىٰ السِّيَّدُ عَلِيُّ الحُسينيُّ السِّيستانيُّ مصداقٌ حقٌّ وآيةٌ عظمى للرّسالةِ المحمّديّةِ والدّينِ القويمِ؛ وهو خيرُ مَنْ اقتدى بعدلِ أميرِ المؤمنينَ الإمامِ عليّ "عليه السّلام" وزهدهِ. وَقَدْ مثّلَ مركزَ النّجفِ الأشرفِ وقطبَ رحاهِ في عصرنا الحاضرِ؛ يؤكّدُ دومًا على الحفاظِ على القواسمِ "الإنسانيّةِ" المشتركةِ؛ ومواقفُهُ الوطنيّةُ كثيرةٌ يشيدُ بها القاصي والدّاني؛ وهو الأبُّ الرّوحيُّ لنا؛ وأعلمُ علماءِ المُسلمينَ قاطبةً "شيعةً وسنّةً" وأكثرهم زهدًا في الحياةِ. يسكنُ في دارهِ الصّغيرةِ جدًّا "المؤجَّرة" ويعيشُ عيشةَ البسطاءِ مِنَ الشّعبِ؛ "له طقمٌ واحدٌ مِنَ الملابسِ الصّيفيّةِ ومثلها شتويّة". السَّيِّدُ عَلِيّ السِّيستانيّ قامَ ببناءِ وتشييدِ وإنشاءِ المئاتِ مِنَ المستشفياتِ والمستوصفاتِ ودورِ العجزةِ ودورِ العبادةِ ودورِ الأيتامِ ومراكزَ للأراملِ والمؤسّساتِ الخيريّةِ والثّقافيّةِ والتّعليميّةِ والإنسانيّةِ والخدميّةِ في كافّةِ أرجاءِ المعمورةِ "بمليارات الدولارات" تأتيه مِنَ "الحقوق الشّرعيّة"؛ ولديهِ استراتيجيّةٌ عادلةٌ في توزيعِ أموالِ الخمسِ. يصرفُ بعضها علىٰ شكلِ رواتبٍ شهريّةٍ لأكثرَ مِنْ "مليوني" يتيمٍ وأرملةٍ ومحتاجٍ داخلَ العراقِ فضلًا عن بناءِ مجمّعاتٍ سكنيّةٍ للفقراءِ وأبناءِ الشّهداءِ ومدارسَ وجامعاتٍ وجوامعَ ومستشفياتٍ ومراكزَ ثقافيّةٍ وغيرها. وبحسبِ تقاريرَ رسميّةٍ أنَّ الأيتامَ والأراملَ والفقراءَ الذين يرعاهم عَلِيّ السِّيستانيّ في العراقِ عبرَ المؤسّساتِ الخيريّةِ والدّينيّةِ والاجتماعيّةِ التّابعةِ للحوزةِ العلميّةِ في النّجفِ الأشرفِ أكثرَ بأضعافٍ مِنَ الذي تصرفهُ الحكومةُ العراقيّةُ الغنيّةُ في المجالِ نفسهِ. ويرعىٰ السِّيستانيّ الملايينَ مِنَ الفقراءِ في "أفريقيا والهند وباكستان وإيران وبنكلادش وغيرها مِنَ الدُّول"؛ كما قامَ وبأموالِ "خمسِ الشّيعةِ في أوربا وأمريكا" ببناءِ وشراءِ عشراتِ البناياتِ وقامَ بتحويلها إلىٰ مساجدَ وحسينياتٍ للمغتربينَ وعوائلهم وأطفالهم لكي يحافظَ على هويّتهم الإسلاميّةِ وعدمِ إنخراطهم في المُجتمعاتِ غيرِ الإسلاميّةِ. لَقَدْ صَدَقَ أهلُ العقلِ حينما قالوا: "الحقُّ أحقُّ أنْ يُتّبع أبدًا"؛ ولا أصدق مِنْ قولِ أميرِ المُؤمنينَ عَلِيّ بن أبي طالبٍ "عليه السَّلام": "فَإِنَّ مَعْصِيَةَ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ العَالِمِ المجَرِّبِ تُورِثُ الحَسْرَةَ، وَتُعْقِبُ النَّدَامَةَ، وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ في هذِهِ الحُكُومَةِ أَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَكُمْ مَخزُونَ رَأْيِي، لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصِيرٍ أَمْرٌ! فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفِينَ الجُفَاةِ، وَالمُنَابِذِينَ العُصَاةِ، حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَضَنَّ الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ". اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام https://telegram.me/buratha