المقالات

مجلس التعاون على الاثم والعدوان مصرٌ على هويته


  كامل الكناني ||   منذ تأسيسه ولليوم لم يتحرر مجلس التعاون على الاثم والعدوان من هويته التي منحها له اسياده حين التأسيس.  ورغم التغييرات السياسية الكبيرة التي حدثت في المنطقة وسقوط عدد من الانظمة ، لازال الخطاب الخليجي يجتر العبارات بطريقة تُنبئ عن تخلف كبير في فهم الاحداث والوقوف على معطياتها.  التواصل المعرفي ، وكم المعلومات المنتقل يوميا عبر الاثير ، وتحول ملايين الناس الى مصدر الاخبار والمعلومات يوجب على صانعي القرار في كل الدنيا الحديث بلغة اليوم وتجاوز القوالب الجاهزة والبالية في تمرير الرأي وتسويقه!! ان هذا المجلس يثير العجب في عدم القدرة على التعلم والتطور وادراك الواقع كما هو. بيان المجلس الختامي لم ينس ان يطالب بعدم التدخل بشؤون الدول متناسيا ان دوله ، هي اكثر الدول تدخلا في شؤون دول المنطقة من ليبيا الى اليمن مرورا بالعراق ولبنان وسوريا ، ومن أسوأ انواع التدخلات واكثرها دموية.  ولا استبعد ان يستطيع احد الكتاب المعاصرين ان يؤلف لنا كتابا عن التدخلات الهزلية والمضحكة في تاريخ هذا المجلس، لتكوّن مع التدخلات الدموية تقابلا يمثل هو الاخر وجها من مصائب شعوب المنطقة التي سببها هذا المجلس. ويمكن ادراج انتقادات الانظمة المتخلفة التي يسلم فيها متهالك ،السلطة الى متهالك اخر، لانظمة حكم يوجد فيها ممارسة انتخابية ومشاركة شعبية ، وتغييرات دورية في كل مفاصل السلطة وعلى تعبير احد القادة العالميين لايفرقون  بين صندوق الانتخابات وصندوق الفاكهة.  لم ينس البيان الختامي الجمهورية الاسلامية هذه المرة ايضا، ورغم الاشارات الودية في البيان الا ان تحميل مسؤولية تطوير العلاقة معها ، عليها لا يخفي عقيدة القوم الذين يعتقدون ان مصائب العالم كلها من ايران والشيعة وولاية الفقيه. ولاكمال الصورة بذهن القارئ الكريم سنمر على جردة تاريخية لمواقف هذا المجلس العتيد طيلة الثلاثين سنة الماضية ،  اول مواقف المجلس المشينة كان وقوفه مع صدام الهالك في حربه ضد الجمهورية الاسلامية وتقديمه انواع الدعم المالي والامني والعسكري والتسليحي بتحويل العديد من الموانئ لخدمة المجهود الحربي ، وتصدير النفط خدمة لحرب صدام العبثية المدمرة . ولكن هذا الموقف سرعان ما انقلب وتحول الى معاداة لصدام بعد ان كشف عن انيابه ومخالبه باتجاههم عند احتلال الكويت ، والمساهمة بتحشيد القوات الاميركية والدولية  لمحاصرة الشعب العراقي وتدمير العراق بذريعة جرائم صدام، ومن ثم الدعم اللا محدود وتحمل نفقات ومصاريف القوات الاميركية لاسقاطه.  لم يبتعد مجلس التعاون على الاثم والعدوان عن التآمر على العراقيين بعد اسقاط صدام اذ سرعان ما تحولت هذه البؤرة الآسنة الى مصدّر للارهابيين ومنبر للفتاوى التكفيرية، وممولا اولا للاعمال الارهابية، لان مخرجات النظام السياسي لم تات كما تصوروا  وتوهموا. ولم تسلم دول المنطقة مثل مصر ولبنان وسوريا من التدخلات القاتلة ولكن افضلها ما تعرضت له سوريا الحبيبة ، حيث وبذريعة اسقاط بشار الاسد دفعت دول التعاون على الاثم والعدوان عشرات المليارات لأسوأ واوحش خلق الله، واصبحت مشاهد قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث مشاهد مألوفة بقنوات العهر العربي المدعوم صهيواميركيا. ولم يكد المشهد السوري يلملم جراحه حتى جائتنا المنظومة المتخلفة للحكم بهذه الانظمة بعاصفة الحزم، وكشفت وحشية السعودية وذيولها عن وحشية مفرطة بمواجهة فقراء ومظلومي الشعب اليمني، وبشكل يندى له الجبين، اذا كانت لهؤلاء الناس وجوه به جبين!! ولازالت هذه الحرب تطحن الشعب اليمني الصابر الشجاع وتحاول ان تكسر شوكته دون نتيجة، فيما يسطر هذا الشي المظلوم ملحمة ملهمة، في مواجهة الظلم الصهيووهابي. حسنا ايها الزعماء سنسمع كلامكم ودعوتكم لعدم التدخل ولكن هل لوسائلكم الاعلامية المتخمة دولاريا ان تقدم لنا تفسيرا لاستقالة قرداحي التي لازالت طازجة!!؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك