مازن البعيجي ||
ليس سهلا يسيرا "الارتقاء" بالنفس الى مصاف النفوس المكرمة والمتداوية بمشافي "العترة المطهرة" عليهم السلام، وأثبتت التجربة أننا نملك نفوس ليس الكمال صفتها! وبعضها ينقصه الكثير من الأوصاف التي تخلق عنده قلب مؤمن، وروح مؤقن، ونفس قد بلغت ضدها السوئي! الذي يطل علينا عند كل معركة صغيرة كانت أو كبيرة كأكبر إخفاق على بطء التعافي من ملحقات وعاهات النفوس ذات القابلية في خلط المتناقضات! والتجربة حاكمة على مصلي وصائم ولكن مشغف بالغيبة ومعرفة عيوب الخلق! وأيضا ترى منطقه التقوى، والورع، والزهد، ولكن الفعل ضد ما يقول ويتبنى! وآخر يشعر بالانتماء إلى عالم الجمال، والجلال، والحب الذي يغمر النفوس حين تتنازل وتفارق الكراهية، والحقد، والأنانية! ويعيده موقف ويزلزله حدث يطيح بالشعارات بسرعة البرق! ولا يجد ذلك الحلم، والعطف، وتبادل الإساءة بالإحسان الذي كان سيرة في سلوك العترة المطهرة وتصرف حرضوا عليه في أخلاق كثيرة، بل اتجهت بوصلة الإشارة إلى نزع كل ما لا يصدق على نفس المؤمن التي لا مكان فيها ولا مساحة لغير الكمال! وهنا فائدة الدخول الطوعي الى مشافي أهل البيت عليهم السلام الذي ما شرعت أبوابه إلا للارتفاع عن كل نقيض يمكن أن يجد فيه الشيطان حجة للبقاء رفيق لنا ومعنا.
( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) البقرة ٢٨١.
ما كسبت من صفات قد لا تكون إلا اذن بالهلاك لنا حينما لم تكن قد تخلصت من صفاتها الرذيلة ونفاقها واشتباهها في أن ذلك سلوك مشروع وطبيعة ممدوحة والعياذ بالله تعالى.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..