مازن البعيجي ||
قال الخالق العظيم في محكم كتابه الكريم..
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم ٢١ .
هذه النعمة الكبيرة التي منّ بها الرحمن الرحيم على البشرية لتستمر معها حياة التناسل والاستقرار النفسي، والتي عبر عنها بالسكون الموجب لراحة الإنسان من الكثير من المشاكل المادية والمعنوية، وكم قد مرّت علينا قصصا جميلة وعميقة المعاني في وقوف الزوجين بوجه العواصف التي تهدّد كيان الإنسان أو الأسرة، وتلك المنّة في وجود النظام الشرعي الذي جعل مفتاح الزواج هذا عبر طريق شرعي رسمه لنا القرآن والعترة المطهرة "عليهم السلام" ولم يجعل فيه الإجتهاد والتخبط والاهواء النفسية كما في بقية الملل التي شرقت وغربت معه كيف ما طاب لها الهوى! حتى خرجت به عن ذوق الفطرة وطبيعة البشر التي تأنس عندما تكون وفق ناموس السماء وقوانينها، لتكون تلك المرأة ملكًا معنويًا لرجل واحد منها تخلق أسرة وبيت هي قائده على تعبير السيد الخامنائي المفدى.
الزواج الذي هو الآخر حاولت يد الحرب الناعمة التطاول عليه وهدم صومعة نقائه لتتفتت من بعده منظومة مقدسة اسمها الأسرة، فصالت وجالت شهوات المفسرين وناقصي العقل الى فتح نوافذ النفس الأمارة بالسوء ليصبح هذا الزواج في بعض دول المسلمين زواج بلا غطاء شرعي! بل تحدّده المنافع والشهوات النفسية والجسدية حدّ الإفراط(زواج العمل، زواج المطيار، زواج المسيار، زواج الشرعي، الزواج العرفي، الزواج بشرط ...الى اخره )!
هذا في بلاد بعض المسلمين، أما في غيرهم فقد شذت هذه القاعدة وانحرف عن مسار الفطرة لدرجة تغيير منهج السماء ليصل الزواج بالمثل امرًا مشاعًا -اجارنا الله وإياكم- المهم - الزواج - قد بلغ من التيه والعمى أن تكون لاخوة كثيرون زوجة واحدة ويكون الطفل الأول للاول والثاني للثاني وهكذا. ونحن من بين كل ذلك أتباع العترة المطهرة "عليهم السلام" قد اختصر علينا هذا الطريق المرتبط بمشرّعين فقهاء نطق القرآن بعصمتهم وصدقهم.
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب ٣٣.
سلكوا بمحبيهم والمنتمين اليهم أدق طرق الفضيلة لتطبيق هذه الفريضة المهمة والخطيرة والتي طالما كانت بطاقة رابحة بيد الشيطان يفتك بها وينهي استقرار وأمان أسرة لم تكن قد أدركت واضح الطريق ولكنّ الله الرؤوف أوضح السبل لسالكي الصراط المستقيم فكانت لنبيّه المرسل"صلى الله عليه وآله" وصية لأولي النهى وهو القائل:
«إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ» وهذا هو مصدر الاستقامة ومنبع الطهر في كل مفصل من مفاصل الحياة.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..