المقالات

إلى من قال: العراق والمصير المجهول..!


  حسين محيي الطائي ||

 

مرَّ العراق خلال تأريخه المعاصر في فترات كثيرة عانى ما عاناه من اضطهاد وظلم وفي كل مرة يقول أحدهم أنَّ العراق سيمرُّ بفترة صعبة مجهولة النتيجة، محاولًا إجهاض قوة العراقيين وإرادتهم دون أن يتوصل إلى أية نتيجة. وقد جرَّب أجدادنا وآباؤنا الكثير من أمثال هذه المواقف مع كل حرب واحتلال، فيبرز عالم كبير ينقذ الموقف ليدرك العالم أنَّ من يواجهه ليس لقمة هنيئة سائغة، بل قوى تفوقه قوة في العقيدة وأسمى منه هدفًا، فتتراجع عزيمته وتنتكس قوته، وتهتز فرائصه، ليعرف كل من باع قلمه ببضاعة مزجاة أنَّ العراق لا يتجه نحو المجهول أبدًا!  كفى الله المؤمنين القتال بعد أن نصرهم وثبَّت أقدامهم في ساحات الوغى ضد دولة الخرافة التي أرهبت الشعوب والدول بنزوحها عبر الحدود إلى داخل الأراضي العراقية والفتك بالأبرياء وقتلهم، ولولا تلك الفتوى المجيدة التي أشعلت نيران الشوق إلى الشهادة للدفاع عن الأرض والعِرض الغاليين لكان مصير العراق مجهولًا بحق، ولكن الوضع ليس كذلك. ثبَّت الله أقدام المجاهدين البررة وكفاهم القتال ليُتَوَّجوا بإكليل النصر المؤزر، فيبتدأ بعد ذلك مشروع البناء والعمران.  حان الآن ليعرف العالم كافَّة أنَّ العراق والعراقيين بعلمائهم وشيوخهم وشبابهم ليسوا أداة يلهو به كل من هبَّ ودبَّ، ففي العراق الغيارى والشجعان، الذين إذا طُلبوا في النزال لا يولُّون الدُّبر، وإذا نزلوا ساحات الوغى لا يخرجون إلا وهم منتصرون لأنهم أحفاد الكرار.  فهل يا ترى سيتجه العراق بهم نحو المجهول؟ كلا وألف كلا .. ففي أيدينا الأوراق الرابحة، فمنَّا القادة وفينا المقاتلون. سنصنع أجيالًا لا تستهويها الحرب إلا دفاعًا، وسنبني دورًا للعلم ونسقي الزرع من جديد كما سقينا أرض المعارك بدمائنا.. سنبني للعراق مستقبلًا زاهرًا لا كما يريد له الأعداء أن يكون مجهولًا. سنثبت لمن قال أنَّ العراق يتجه نحو المجهول أنَّ من وقف ليصد مغول العصر الذين حين نزحوا إليك هزمكَ صهيل خيولهم وهُزمت دون أن تراهم وولَّيت الدُّبر!  أجل إنَّ الحشدي هو نفسه الذي سيعمِّر ما خرَّبه العدوان من جديد .. صِف ما تشاء وسطِّر الكلمات كما يحلو لك، لأننا قد اجتمعت كلمتنا وتلاحمت صفوفنا في البدء ثم انطلقنا لتحرير أراضينا حين كنتَ مشغولًا في تسطير الكلمات محاولًا الضجيج وتضعيف العزيمة واعلم أننا سوف نستمر لنقتلع جذور الفساد الذي نخر مفاصل المجتمع وتلاعب بمقدرات البلاد، ونمحي آثار الفساد والمفسدين ونضافر الجهود ونحكم السيطرة على بلادنا ونمسك حدودنا كي نبعد عنها الخراب والدمار.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك