المقالات

الشروگية بين الأصالة والدناءة


 

عباس زينل ||

 

لقاء واحد مع أحمد البشير كان يكفي لعلي الشيخ المهوال، ان ينسلخ من مبادئه وتقاليده، عندما قال البشير الأهزوجة جميلة؛ لطالما لا تحرض على القتل والكراهية،علي الشيخ متعجبًا؛ الأهزوجة لا تحرض على القتل!

وإشارات الجسد كانت توحي على أنه يستهزئ بالاهزوجة، الأهزوجة لون شعري جنوبي أصيل، يتقنها الكثير من أهل الجنوب الكرام، والغريب في الموضوع؛ بأن علي الشيخ كان قبل بضعة أشهر شاعر أهزوجة!، وعلي الشيخ ما هو إلا مثال واحد وبسيط، للكثير من الشروگية المنسلخين عن أصلهم ومبادئهم.

هذه مقدمة بسيطة للدخول في موضوع حساس جدًا، وأعتبره معاناة تعيشها الكثير من الشيعة، وحرب مع الذات والمبادىء والتقاليد، حيث لو تمعنتم في الشخصيات المشهورة، التي تنظّر في الحداثة والتنوير والإلحاد والعلمانية والتحضر، أو حتى على مستوى محللين سياسيين أصبحوا في الجبهات الأخرى، لرأيتم أنهم كانوا جميعًا شيعة شروگية ومن محافظات الجنوب، وحتى الجمهور الناقم على الدين والعمامة والحوزة، هم من الشيعة، وهم نفسهم الذين يستقبلون الجميع بعبارة، " هلا بيك هلا وبجيتك هلا "،

وهم أيضا نفسهم الذين عندما يسافرون لدولة ما، يلتزمون بقوانينها وامنها ونظافتها وتقاليدها، وهم نفسهم الذين لو حدثت مشكلة صغيرة مع جارهم، يقومون بتهجيرهم بشكل كامل مع كتابة " مطلوب دم "، هذه الفئة هي نفسها مرة تظهر بلباس المنظر المثقف، ومرة بلباس ابن العشيرة الغيور والسلاح في يمينه، هي الفئة التي تخالف القوانين في العراق، وتلتزم بأصغر القوانين خارج العراق، هي الفئة التي بقيت ساكنة في مكانها، عندما هبوا الشروگية وتسابقوا إلى الموت مع دااعيش، ونفسهم أيضا الذين اتهموا أبناء جلدتهم، عندما رجعوا من القتال بالتبعية وبالفساد، هم نفسهم الذين حرقوا مقرات الأحزاب الشيعية في مدنهم، ويصفقون للأحزاب السنية والكردية لبنائهم جسر كهربائي، هم نفسهم الذين يزورون الحسين، وعندما يخرج معمم حسيني ينتقد الظواهر التي تسيء لأفكار الحسين؛ يهاجمونه ويشتمونه ويخرجونه من الملة والإسلام، بعنوان الثقافة والتحضر والانفتاح، وأنه لا يجوز التدخل في دين وشؤون الآخرين.

هذه الفئة من الشروگية أساؤوا لأصالة الشروگية، أساؤوا لتقاليد أهل الجنوب الأصيلة، أساؤوا للدولة وللقانون، وحتى لحكم وعرف العشائر الأصيلة، هؤلاء هم نفسهم الذين عكسوا صورة سيئة، عن الشروگية الأصلاء المجاهدين في كل الأزمان، الشروگي الأصيل هو صاحب النخوة والشهامة والكرامة والشجاعة، المعروف بأصالته، المعروف بالفزعة الشجاعة لإخوته، الشروگي الأصيل هو الحُسيني الأصيل، هو صاحب المبدأ القويم، هو الغيور على أهله وناسه وعائلته، المحافظ لبناته وزوجاته من الانحلال الثقافي تحت عنوان التحضر، هو الذي يطبق تعاليم الدين بتفاصيلها، وملتزم بالأخلاق الإسلامية الحميدة، يحترم الجار والضيف والغريب والبعيد، أصحاب مضايف أصيلة قائمة على الكرم والشجاعة.

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك