نعيم الهاشمي الخفاجي ||
عمليات تنفيذ قطع رقاب الناس أو قيام مخلوقات بشرية ترتدي أحزمة ناسفة تهاجم تجمعات مدنية لقتل أكبر عدد من المواطنين لا يحتاج أن نتسائل عن سبب ذلك أبدا، لأن كل من يقوم بذلك فهو ينطلق من منطلقات دينية خاطئة، لذلك لا نحتاج أن أحد يتساءل، كيف يتسنى لأناس مثل التكفيريين الوهابية كالقاعدة وداعش كيف يقومون بقتل ضحاياهم من خلال التفجير أو أن يقطعوا الرؤوس بدم بارد وضميرمرتاح يرى أن أعماله هذه يحصل عليها الأجر والثواب ومئات من حور العين، نعم حسب اعتقاداتهم التي سنها لهم ابن تيمية فإنهم يؤدون واجباً مقدساً، بجريمة عشيرة البوناصر والبوعجيل في قتل آلاف الشباب الشيعة في تكريت بخيانة أدخالهم أحبائهم الإرهابيين رأينا كيف أعطى أحد المجرمين سلاح مسدس إلى ابنه طفل عمره سبع سنوات يرمي الجنود المغدور بهم طلقات في الرأس ويرمون الضحايا في نهر دجلة، هؤلاء عندما ينامون ينامون بسعادة وحسب قول عالم النفس فرويد أن العقل الباطن يعمل مايفكرون به إلى حقائق على شكل أحلام عند النوم.
نعم ينام المجرمين والطغاة نومة هادئة يرون بقتل ضحاياهم وسيلة تقرب إلى الله عز وجل، هؤلاء ضمائرهم ميتة، بل انا على يقين أن جزار الحيوانات ورغم حلية عمله ربما يتأثر على الحيوان الذي يذبحه، ويرى في نومه البعض من (الكوابيس).
في العالم الغربي توجد قصة عن مصاص الدماء ويسمى الكونت دراكولا، قصة كتبها سنة 1897 الكاتب الأيرلندي برام ستوكر، والذي ولد مقعد وبعد تجاوزه سن السبعة أعوام تعافى وأصبح رياضي وقاص، توفي عام ١٩١٢ كتب قصص في عالم الخيال منها قصص تحول بعضها إلى أفلام الرعب، قصة الكاتب مستوحاة من الأمير فدراكولا كان يسكن في جنوب رومانيا اليوم، ما بين 1448 و1475، وهو رجل غريب الأطوار، لأنه يتلذذ بتعذيب وقتل أعدائه، بتقطيع أياديهم وأرجلهم، ثم يقضون نحبهم على الخوازيق.
ربما مصاص الدماء هذا قتل خلق كثير لكن لايمكن مقارنته في اجرام الأنظمة العربية والتنظيمات الوهابية التكفيرية بحق شعوب العرب والمسلمين، صدام الجرذ قتل واغتال وهجر وتسبب بقتل ملايين البشر في حروبه وإجرامه ملايين البشر ربما يتجاوز ضحاياه خمسة ملايين إنسان طيلة حكمه وطيلة سنوات إرهاب بقايا دولته البعثية خلال السنوات ال ١٨ الماضية في قتلهم للشعب العراقي وبشكل خاص في استهداف أبناء المكون الشيعي.
يوجد اجرام لدى بعض الأشخاص في أوروبا حيث تم اعتقال ممرضات بعدة دول حقنن مرضى كبار سن في جرعات أدوية سامة وتسببن بموتهم وتم اعتقالهن بعدة دول، انا شخصيا قرأت عن أربع حالات كان معدل الضحايا ما بين عشرة إلى عشرين ضحية لكل المتورطات بتلك الجرائم الفردية، وتم معاقبتهن وبحثت القضية من خلال علماء نفس واجتماع، لكن هذا الأمر غير موجود في وضع الدول العربية والإسلامية لدينا في خان تربية العجول السمينة في خان الحوت ٧٠٠٠ آلاف ذباح سعودي وخليجي وعربي وبعثي عراقي بعضهم متورط في ذبح أكثر من ١٠٠٠ مواطن شيعي عراقي، وللأسف الإعلام العربي يصورهم أبرياء لأسباب مذهبية لكون هؤلاء الذباحين منهم مذهبيا.
عندما تقرأ تاريخ العرب وكيف كانوا معظم الوقت مجرد أدوات في أيدي القوى المتصارعة كالروم والفرس والمغول والترك.....الخ ، تتساءل: متى كان العرب أمة واحدة كي تعمل على توحيد صفوفهم الآن.
قال ابن خلدون(العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب):(والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية.. وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له، فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب)
يقصد ابن خلدون الأعراب، ولذلك قيل ارتدت العرب أي الأعراب.
الدولة هي انعكاس للشعب.... الدولة البدوية ستمارس نفس سلوكيات البدو في سياساتها وعلاقاتها... وهذا ما نراه من تصرفات بعض الدول القائمة في بلاد الأعراب،
يقول الإمام الغزالي
" إن العرب ـ بعيدا عن الإسلام ـ لن يكونوا إلا حطب جهنم! ذاك فى الدار الآخرة أما فى هذه الدنيا، فإن العرب بعيدا عن الإسلام سيأكل بعضهم بعضا، ثم يأكل بقيتهم اليهود والنصارى.
قول الإمام الغزالي وهو أحد أئمة السنة قول للظاهر ينطبق تماما على حال هذه الأمة التعيسة، الان العرب يمولون حروب الدول الكبرى الساخنة والباردة وفتحوا أراضيهم إلى احتلال دول عربية .....الخ.
المشكلة الحقيقية أن غالبية المجاميع الإرهابية مغفلين واقصد الذين يأتون من دول شمال أفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا فنحن بحاجة إلى قناة فضائية تقوم في تخصيص حلقات لمناقشة كتب المشايخ والكتاب الوهابية الذين كتبوا كتب كاذبة تشوه سمعة الشيعة وتتسب لهم اشياء هي غير موجودة، يفترض نرد على تلك الكتب من خلال إحضار مثقفين شيعة وسنة معتدلين في تفنيد تلك الأكاذيب لكي يطلع عليها الناس ونقطع الطريق على القوى التكفيرية في تجنيد آلاف الانتحاريين المغفلين، في الدول التي يحكمها الشيعة تجد في مكتبات الشيعة كتب خصوم الشيعة بينما في الأطراف السنية يمنعون تداول كتب الشيعة بشكل جدا كبير، بغالبية الدول السنية وبالذات الوهابية لديهم التعصب والانغلاق وصل للكذب والافتراء وعدم نقل مايقوله الكتاب والعلماء الشيعة، قضية عدم احترام رأي الخصم، باتت آفة منتشرة جدا عند رجال الدين الوهابي والبعثي بشكل خاص، وبسبب هذا الرفض تكثر الأكاذيب ويشعلون الصراعات والحروب.
لو قمنا بدراسة الأحداث التي وقعت في الفتن الطائفية، تجد أن قطع المفخخين لا يتبعون منطق العقل وإنما يتبعون أشخاص وزعماء سياسيين وأمراء حرب، كراهية الوهابية الدينية للشيعة مبنية على أساس اوهام قالها ابن تيمية وابن عبدالوهاب في أكاذيب ليس لها أصل عقائدي صحيح لذلك كل قطعان المفخخين ينتحرون ويقتلون ويذبحون ويسبون ويعصون الله عز وجل لأجل ابن تيمية وابن عبدالوهاب، لذالك جرائم هؤلاء الذباحين بسبب اعتمادهم فقط على العواطف والانفعالات الغير مبررة.
اختم مقالي في تغريدة للمفكر سامح عسكر[ إذا كان رب المسلمين والمسيحيين واليهود واحد، وإذا كان رب السنة والشيعة ونبيهم أيضاً واحد..فعلى ماذا نختلف ونعادي بعضنا ونتقاتل من أجل الدين؟
لو قلت أن هؤلاء يُشركون فما شأنك بهم؟ أيعبدونك أنت أم الله؟ وهل ستكون أحرص على دين الله منه؟
الله وهبهم الحياة والكرامة فلماذا تسلبها منهم؟].
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
27/12/2021