مازن البعيجي ||
في فضاءٍ رحب كفضاء مَن يتنافس في طاعة الله "سبحانه وتعالى"، تجد من جدّ السير وصبر على مشاق الطريق، والتعب، والألم، وصار في مقدمة مارثون كثر الراكضون به. حتى يتسرب منا الكثير لظروف شتى! وأسباب عديدة، ومن يتصدرون القائمة قطعًا ممن كانت أبدانهم الجسمانية قوية وتحمل لياقة يقطع بها كل من سيعرف الفائز في هذا السباق الطويل والمضني.
إلا أن في سباق أهل القرب والمعنى الذين تختلف أدوات سباقهم نوعا ما، فهم قد تكون الأرواح النورانية هي تلك التي تمثل عنصر الفوز والظفر بالمقام الأول، والحاج سليماني أروع مظهر عصري لمن يتسابقون بالأرواح مع كثير علل في الجسد، الجسد الذي سخره لينفّذ مهام تتطلبها تكاليف الروح وهي القائد حينئذ وليس غيرها.
فعلمني سليماني..
كيف أكون أبعد من الجغرافيا وأكفر بالحدود المصطنعة، وكيف اكون بروح تستوعب حتى أعدائها بعد أن علمني أن قلب المؤمن لا مكان للحقد فيه ولا للغدر ولا للظلم ولا لأي ما ينافي طبائع المؤمن الواقعي والحقيقي.
علمني سليماني..
كيف أن كل شيء نقابله بالرضا لغياب حكمته وما يريد به في آية سكبها من بودقة التجارب والتوكل "يقينا كله خير" خارطة طريق العارفين، والموقنين، والروحانيين، علمني سليماني..
ما معنى الولي الفقيه وكيف يكون ارتباطي به وعمق إحساسي والشعور تجاهه؟!
كثيرا علمني ولازال يعلمني ..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..