سارة الزبيدي ||
الذكرى السنوية الاولى لإستشهاد قادة النصر
في ليلة الجمعة المصادف الثالث من شهر كانون الثاني من عام 2020 ورد خبر مفاده ان :
"طائرات مسيرة امريكية تقصف موكب يقل كل من القائد ابو مهدي المهندس رئيس اركان هيئة الحشد الشعبي وضيفه قائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني وعدد من رفقائهما مما ادى الى استشهادهم بالكامل "
كان هذا الخبر المفجع خبر صادم ومؤلم لمن لم ينكر فضلهم في الدفاع عن العقيدة والمقدسات وفي تحرير غالبية الاراضي العراقية من داعش الارهابي وكان خبراً مفرحاً لمن جحد حقهم وانكر فضلهم .
ضجت وكالات الانباء بخبر الاستشهاد وحدث تشييع مهيب في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية وتم نقل الجثامين الطيبة والتي اختلطت دمائها سويةً الى الجمهورية الاسلامية لفصل اشلاء الضحايا وايداعها في مثواها الاخير فأستقبل المعزين هناك النعوش بالحزن والاسى والوعيد بالانتقام من القتلة وبلغ حينها عدد المشيعين بالملايين في كل من العراق وايران .
الجمهورية الاسلامية من جانبها اعلنت الحداد لثلاث ليالي مع الوعد بالرد القاصم على استشهاد القادة .
وتبنى رئيس الولايات المتحدة الامريكية ترامب الجريمة علناً وامام شاشات التلفاز وبكل وقاحة متباهياً بفعلته المشينة .
وبالفعل قامت ايران بقصف قاعدة عين الاسد العسكرية الامريكية في محافظة الانبار غرب العراق بصواريخ بالستية كرد على استشهاد القادة مع الوصف بأنها صفعة فقط وليس الثأر الحتمي حيث كان الدمار واسع في القاعدة وتسبب بأضرار كبيرة .
قبل هذه المرة كانت محاولات الاغتيال كثيرة للقائدين لاسيما القائد قاسم سليماني في مرات عدة وفي داخل الاراضي الايرانية من قبل عملاء امريكا وكما شهدنا ماحدث مع الشهيد العالم فخري زادة الذي تم اغتيالة في ايران .
كانت تحركات الشهيدين مرصودة من قبل الموساد الاسرائيلي وCIA الامريكية لكن كان التركيز على الشهيد سليماني اكبر بأعتباره قائد محور المقاومة في المنطقة وكانت هناك اشارات من قبل الجانب الامريكي لذلك وقد ذكر ذلك امين عام حزب الله في لبنان السيد "حسن نصر الله " في لقائه الاخير مع الشهيد سليماني ان الصحف الامريكية تركز عليكم في هذه المرحلة فقد كان جواب الشهيد حينها بالتمني بنيل الشهادة ...
قبل وصول القائد قاسم سليماني العراق كان في جولة في كل من سوريا ولبنان لكن عملية الاغتيال حدثت في العراق خوفاً من تعرض اسرائيل للخطر في حال تم اغتيالة في سوريا او لبنان لان نيران المقاومة هناك موجهة نحو اسرائيل .
اليوم الخسارة كبيرة لمحور المقاومة بفقد القائد قاسم سليماني الذي كانت له صولات وجولات بأحباط مخططات الشر الامريكي في المنطقة حيث كان له الفضل الكبير في احباط تلك المؤامرات في كل من سوريا ولبنان وحتى فلسطين مما زاد من نقمة محور الشر الامريكي والسعي بالقضاء عليه
اما العراق فخسارته بالشهيد ابو مهدي المهندس برأيي القاصر اكبر من خسارة ايران بالشهيد سليماني بأعتبار ان ايران ان غاب قاسم خرج الف قاسم .
اما نحن بالعراق فإننا نفتقرالى قيادة رشيدة واحتوائية وشجاعة وذات قلب رحيم كالشهيد ابو مهدي المهندس مع كامل اعتزازنا بالقائد ابو فدك المحمداوي وهذا لا يعني انه لا يمتلك عدد من تلك الصفات التي يمتلكها الشهيد الحاج ونحن متأكدون ان رأي القائد ابو فدك من رأينا ان مكان ابو مهدي المهندس لا يسده احد .
وكان استشهاد القائد المهندس قد اصبح له تأثيرات كثيرة وانشقاقات ومحاولات لأضعافهِ وتقسيمه دون الالتفات او مع التعمد في خدمة المشروع الامريكي للخلاص من الحشد بأعتباره صاحب الدور الاكبر في كشف مخططات العدو الامريكي في العراق والقضاء على داعش الارهابي في المنطقة،
ولا نعلم ماذا ينتظرنا من مؤامرات خبيثة قد حيكت ضدنا في هذه المرحلة بعد اغتيال الشهداء القادة ولا يعلم بذلك الا الله عز وجل ؟!
وفي الختام اود ذكرهذه القصيدة في رثاء الشهداء القادة :
قلْ للثرى ها قَد ضمَمْتَ السؤدَدا
فدَعِ الملامَ فقد فقدنا الفرقدا
حزناً عليكَ أيا أبا مهدى الإبا
يا ردءَ قاسمَ صاحباً ومعاضدا
لكما الخلودُ فأنتما اسطورةٌ
وجحافلُ الأحرارِ تتبعُكم هُدى
سقياً لقبرِكما معالمَ عزةٍ
ومنارةً للفخرِ تصنعُ مُجَّدا
فالأرضُ تغمرُكُم بطِيبِ سخائِها
ومن السما تأتي الفيوضُ لتَحمِدا
طوبى لكم اهلَ الجهادِ مَثوبةً
فلقد نصرتُم بالثباتِ محمدا
فخرٌ جمالُ وقاسمٌ لكما العُلا
في جنةِ الباري مقاماً خالدا
شهداؤُنا تركُوا تُراثاً طيباً
واستخلفونا للعقيدةِ ذائدا
فالحشدُ موّاجٌ بخيرِ كتائبٍ
ولَفي العراقِ الوالداتُ أماجدا
آباؤنا نذرُوا البنينَ لكربلا
فمضَوا على نهجِ الحسينِ تجلُّدا
فهمُ تأسَّوا بالطُفوفِ عقيدةً
وتسابَقُوا متناصرينَ لهم صَدى
جعلُوا الضّباعَ المارقينَ تبدُّداً
فتقوَّضتْ فتنٌ تقيءُ مفاسدا
دُمْ بالمآثرِ يا جمالُ مَحجةً
للسائرين الى النقاء ومُرشِدا
وانعَمْ بصُحبةِ قاسمٍ في جنّةٍ
خُلِقَتْ لأَجلِ الصادقينَ تودُّدا
ربُّ العبادِ يحبُّ كلَّ مثابرٍ
ضحّى ولم يخشَ الأعاديَ صامدا
واذا ادْلهَمَّ الكربُ كافحَ ظالماً
وعلى طريقِ الحقِّ سارَ مُؤيدا
يسعى إلى طَعمِ الشهادةِ راجياً
فوزاً يتوقُ لهُ المجاهدُ سرمدا
بقلم الشاعر- حميد حلمي البغدادي