الجدل الذي يدور بين أطياف الشعب العراقي، حول ما تحقق لهم طيلة سنوات حياتهم، تجده يختلف بين فرد وآخر وفقا لما يفهمه عن الحياة من الزاوية التي يرى نفسه فيها، فلا نجد تطابق في الرؤي حول ذلك، لكن الكل يلتقي في نقطة إلتقاء واحدة .. ونقطة الإلتقاء هذه تتمثل بإجماع الشعب من إنهم لم يجدوا شيئا قد اراحهم في الحياة عبر عقود من الزمن الذي مضى ومنه زمن الإحتلال الأمريكي للعراق 2003 وحتى هذه اللحظة سوى حروب منظمة وحصارات قاسية وتدهور مستمر في الخدمات العامة ومنها الصحة والإعمار والبناء وإنعدام تنمية الإنسان والإقتصاد، وتدهورت أكثر وأكثر في زمن الإحتلال وسياسات حكومات الإحتلال التي زادت من الدمار دمارا مضافا في البلاد وعطلت أي بارقة أمل لنمو الحياة وإزدهارها وجعلت منها صفرا على الشمال .. أجل صفر على الشمال .. كيف لا، والعراقي يقف منذهلا وهو يرى بأم عينه كيف أن مشاريع بلاده قد بيعت لشركات دولية أو لعملائها، ولم يبق لهم شيئا غير أن دموعهم ترقق حسرة وألما على ثرواتهم المنهوبة، فلا صناعة ولا إعمار ولا بناء ولا زراعة رافقها مؤامرة جوارية لتحويل مسارات الأنهر والشطوط بخزانات خارج العهود والمواثيق الدولية وحتى الإنسانية ناهيك عن شح مياه الأمطار والآبار مما دفع الفلاح لأن يهجر ارضه وسعيد من بقي فيها بإنتظار ساعة فرج .. كيف لا يحدث هذا كله وأصحاب الكروش السياسية من سراق اموال الشعب قد زادوا على هذه الويلات والنكبات بتحويل الكثير امن لأراضي الزراعية الخصبة العامرة بثمار الله إلى منتجعات ومجمعات لتحقيق ذواتهم المريضة، فيما ظل اليأس ملازما للعراقي من أن يرى حتى ضوء الكهرباء في عتمة الليل .. فيما وزراء الحكومات يستمرون بتنفيذ أجندة الإحتلال ومنها اجندة صندوق البنك الدولي في الإقتراض لكي يبقى العراق تحت وصايات خارجية رغم أنه يملك من الثروات ومنها الثروة النقطية الهائلة وثروة الغاز والفوسفات ومواد أخرى تكفيه وتغنيه لقرون قادمات .. ولا يسعني هنا إلا أن أوكد وبحرص شديد أنه في حال بقاء السياسات القائمة على ما هي عليه الآن تعمها الفوضى وعدم الدراية فأن هذا الذي ذكرنا سيبقى العراق دولة متخلفة، وستظل عبارة عن حجر مرصوص على حجر، وحينها سوف لن يكتب للعراق أي نجاح في جميع مناحي الحياة وسيتحول الحديث عن اشياء إسمهما الخدمات والتعليم والصحة والأقتصاد إلى اصفار لا تعدوا عن كونها اكذوبة لخداع الشعب .. ووفقا لهذا السياق أصبحت حياة المواطن وسبل عيشه صفرية مقارنة بدول عديدة احترمت حقوق الإنسان وحقه في حياة حرة يعيشها بأمن وإستقرار وبرفاهية تلبي الحد الأدنى من مقومات الحياة ومستلزماتها ومنهم الكثير من الشباب الذي فقد الأمل بعيش كريم حتى إضطر أن يهيم وعائلته الى دول اخرى فابتلعت الكثير منهم البحار بعد أن فقدوا نوافذ الأمل بحياة كريمة .. وبعكس ذلك كله فإنه اذا تحول العراق طبقا للسياسات الحالية المتبعة فأن شعبه سيظل مصدر قلق ويأس حتى لمعالجة وجوده الحياتي والإنساني .. طبعا ان هذه السياسات لم تكن وليدة صدفة ازاء ما يحصل في العراق وما يحصل لابناءه، بل هي سياسات مبرمجة تنفذها اجندات دولية معده سلفا، والهدف طبعا إنهاء دور العراق وشعبه في المحيط الإقليمي والدولي لكي يبقى تحت وصايا الغرب وهياته الممنوحة من المنظمات الدولية التابعة لها
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha