المقالات

تصفير الحياة .. !


  ا.د جهاد كاظم العكيلي/ كاتب وإعلامي عراقي  ||

الجدل الذي يدور بين أطياف الشعب العراقي، حول ما تحقق لهم طيلة سنوات حياتهم، تجده يختلف بين فرد وآخر وفقا لما يفهمه عن الحياة من الزاوية التي يرى نفسه فيها، فلا نجد تطابق في الرؤي حول ذلك، لكن الكل يلتقي في نقطة إلتقاء واحدة ..  ونقطة الإلتقاء هذه تتمثل بإجماع الشعب من إنهم لم يجدوا شيئا قد اراحهم في الحياة عبر عقود من الزمن الذي مضى ومنه زمن الإحتلال الأمريكي للعراق 2003 وحتى هذه اللحظة سوى حروب منظمة وحصارات قاسية وتدهور مستمر في الخدمات العامة ومنها الصحة والإعمار والبناء وإنعدام تنمية الإنسان والإقتصاد، وتدهورت أكثر وأكثر في زمن الإحتلال وسياسات حكومات الإحتلال التي زادت من الدمار دمارا مضافا في البلاد وعطلت أي بارقة أمل لنمو الحياة وإزدهارها وجعلت منها صفرا على الشمال ..  أجل صفر على الشمال .. كيف لا، والعراقي يقف منذهلا وهو يرى بأم عينه كيف أن  مشاريع بلاده قد بيعت لشركات دولية أو لعملائها، ولم يبق لهم شيئا غير أن دموعهم ترقق حسرة وألما على ثرواتهم المنهوبة، فلا صناعة ولا إعمار ولا بناء ولا زراعة رافقها مؤامرة جوارية لتحويل مسارات الأنهر والشطوط بخزانات خارج العهود والمواثيق الدولية وحتى الإنسانية ناهيك عن شح مياه الأمطار والآبار مما دفع الفلاح لأن يهجر ارضه وسعيد من بقي فيها بإنتظار ساعة فرج .. كيف لا يحدث هذا كله وأصحاب الكروش السياسية من سراق اموال الشعب قد زادوا على هذه الويلات والنكبات بتحويل الكثير امن لأراضي الزراعية الخصبة العامرة بثمار الله إلى منتجعات ومجمعات لتحقيق ذواتهم المريضة، فيما ظل اليأس ملازما للعراقي من أن يرى حتى ضوء الكهرباء في عتمة الليل .. فيما وزراء الحكومات يستمرون بتنفيذ أجندة الإحتلال ومنها اجندة صندوق البنك الدولي في الإقتراض لكي يبقى العراق تحت وصايات خارجية رغم أنه يملك من الثروات ومنها الثروة النقطية الهائلة وثروة الغاز والفوسفات ومواد  أخرى تكفيه وتغنيه لقرون قادمات ..  ولا يسعني هنا إلا أن أوكد وبحرص شديد أنه في حال بقاء السياسات القائمة على ما هي عليه الآن تعمها الفوضى وعدم الدراية فأن هذا الذي ذكرنا سيبقى العراق دولة متخلفة،  وستظل عبارة عن حجر مرصوص على  حجر، وحينها سوف لن يكتب للعراق أي نجاح في جميع مناحي الحياة وسيتحول الحديث عن اشياء إسمهما الخدمات والتعليم والصحة والأقتصاد إلى اصفار لا تعدوا عن كونها اكذوبة لخداع الشعب ..  ووفقا لهذا السياق أصبحت حياة المواطن وسبل عيشه صفرية مقارنة بدول عديدة احترمت حقوق الإنسان وحقه في حياة حرة يعيشها بأمن وإستقرار وبرفاهية تلبي الحد الأدنى من مقومات الحياة ومستلزماتها ومنهم الكثير من الشباب الذي فقد الأمل بعيش كريم حتى إضطر أن يهيم وعائلته الى دول اخرى فابتلعت الكثير منهم البحار بعد أن فقدوا نوافذ الأمل بحياة كريمة .. وبعكس ذلك كله فإنه اذا تحول العراق طبقا للسياسات الحالية المتبعة فأن شعبه سيظل مصدر قلق ويأس حتى لمعالجة وجوده الحياتي والإنساني ..  طبعا ان هذه السياسات لم تكن وليدة صدفة ازاء ما يحصل في العراق وما يحصل لابناءه، بل هي سياسات مبرمجة تنفذها اجندات دولية معده سلفا، والهدف طبعا إنهاء دور العراق وشعبه في المحيط الإقليمي والدولي لكي يبقى تحت وصايا الغرب وهياته الممنوحة من المنظمات الدولية التابعة لها 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك