اياد رضا حسين آل عوض ||
ان وجود دولة قوية ونظام سياسي رصين ، هذا لايأتي عن طريق الاماني والتمنيات ، وانما هنالك عوامل وشروط لوجود مثل هذة الدولة ،،، فكيف يمكن ان تصبح حكومة وسلطة ودولة قوية ، طالما هذة الوجوه والاشكال التي رأيناها منذ السقوط والى الان هي التي تتصدر قيادة العملية السياسية وتقود اجهزة الدولة ، والتي اخفقت في كل شيئ ، واوصلت البلد الى هذا الحال المأساوي ، وعلى صعيد كل الملفات ؟؟!!
فالقيادة لها ناسها واهلها ، في الوقت الذي اننا لم نرى منذ السقوط والى حد الان ، ظهور قيادة سياسية او امنية يمكن ان يقال عنها قوية وشجاعة وجسورة تضرب بيد من حديد القتلة وعتاة المجرمين واللصوص وسارقي المال العام والمرتشين ، والاخريين من الذين خربوا البلاد واهلكوا العباد من كل القوى التي تنشط وتفرض اجندتها وسطوتها بقوة السلاح ، وهي اصلا تندرج خارج اطار القانون والنظام ، ومن خلال ارهابهم بصوره المتعددة ان كان ارهاب طائفي ، او الذي اخطر منه ، الا وهو الارهاب المجتمعي ،،، ان هذة ليست دولة وانما شريعة غاب تتحكم في مركزها الحضاري الاول وهو العاصمة قيم البداوة والتعرب ودولة ، الا نظام ولاقانون ...
منذ السقوط ولحد الان ، لم نعد نرى تلك القيادات القوية السياسية والامنية والعسكرية ، كالتي ظهرت في تاريخ الدولة العراقية الحديث ، والتي كانت حقا اسماء لامعة ومثار اعجاب واكبار المواطن العراقي (ولا نقصد هنا دكتاتورية النظام السابق) ،،، ستة رؤساء وزارات وقادة عاميين للقوات المسلحة ، والبلد في انهيار مستمر ومتواصل وفوضى عارمة وتخبط في كل شيئ ،،، والمستقبل مجهول ...
كيف تكون دولة قوية ، ولغة القتل والاغتيال والتصفيات هي السائدة في العلاقات والصراعات السياسية والمجتمعية ؟؟!! ،
كيف تكون دولة قوية وهاجس معظم مسؤوليها وخاصة في المفاصل المهمة والخدمية الوحيد هو المنافع المادية والاعتبارية ،، والى حد الرشوو والاختلاس ؟؟!!
كيف تكون دولة قوية ، وفيها هذا الكم الكبير من القوى والتكتلات ومراكز القوي والتي منها تمثل قمة التخلف وبهذة الاتجاهات المتباينة المتقاطعة ؟؟!!
،،، كيف تكون دولة قوية ومكوناتها الاساسية الرئيسية ، تدعي شيئ ، وهي في الحقيقة تعمل شيئ اخر ، فواحدة تطمح الى الاستقلال والاخرى تعمل على استعادة المعادلة السابقة في الحكم ، والثالثة ، تريد تعويض ماسبق ، والكل يريد الحصول على المنافع المادية والاعتبارية ؟؟!!
ان ضعف وخور وفشل العملية السياسية ، له اسبابة ، ولايمكن معالجة الوضع وارجاع هيبة وقوة الدولة الا بعد تشخيص ومعرفة الاسباب الحقيقية لهذا الانهيار ،،، وليس اماني وتمنيات وكذب ودجل وتمشية وقت .
ارجو التفضل بالرجوع الى سلسلة مقالاتنا حول(الصراع القيمي والانهيار الحضاري في العراق) (احد عشر حلقة) المنشورة على صفحتنا في الفيسبوك ، ففيها الكثير من الحديث عن هذة الاسباب وكذلك مقالاتنا وبحوثنا الاخرى ، مع فائق التقدير .
https://telegram.me/buratha