عباس زينل||
المكون الشيعي وعلى مر التأريخ مر بحقب صعبة ومظلمة، وفي كل حقبة كان المكون يتجرع الكثير من الظلم والويلات، مــع صـمـت كبير تجاه ما يحدث، لكون الإعلام أيضًا كان تحت سيطرة الحكام، ولأن الإعلام يعتبر السلطة الرابعة في العالم؛ كان من المفروض عدم السكوت تجاه ما يعيشه المكون الشيعي.
وكأن هذا المكون كتب عليه أن يعاني، فمنذ أن فلقوا هامة أمير المكون هذا في المسجد، ثم تساءلوا بعد إشاعة الخبر في الشام هل كان علياً يصلي!، فكتب للإعلام من تلك اللحظة السكوت، بل الوقوف إلى جانب السلطات التي تقمع الشيعة، واستمروا بهذا المنهاج إلى يومنا هذا.
ولكن اليوم وبعد طوي حقبة من حقب الظلم والقمع، الا وهي حقبة البعث الصدامي الظالم، ارتقى الكثير من أفراد المكون إعلاميًا، وتعلموا إدارة الإعلام بشكل قد يكون ليس ما نطمح اليه، ولكن نستطيع القول عنه جيد بقدر ما، ذكرت " الأفراد " ولم أذكر مؤسسات وأنظمة وقنوات، كون تلك المؤسسات حتى في يومنا هذا ليست بالمستقلة، وحتى ان كانت قد تحمل الهوية الشيعية؛ ولكنها دائمًا ما تميل إلى جلد ذاتها، والاصطفاف مع ما يريد استهداف وحدة صف المكون،
واستهداف معتقدات ومبادىء المذهب، والسعي على انحراف أجياله، من خلال عرض مواد ومحتوى لا يليق بالذوق العام، وهناك شواهد كثيرة تدل على هذا الكلام، وهذه المؤسسات والقنوات التي تعرض هذه المحتويات الهابطة، وإن لم تكن شيعية فترى المخرجين والمعدين وكثير من فنانيها هم من المكون الشيعي.
إذا المكون في ظل هذه المؤسسات لا يستطيع الإعتماد على الإعلام بشكل مباشر، فكان لابد الإعتماد بشكل كبير على الأفراد، صراحة اليوم نفتخر كثيرًا عندما نشاهد الجماهير تتفاعل مع الأحداث، وتدافع عن انتماءها بشكل شجاع، وتحدد مصادر الفتن وتضع النقاط على الحروف، وهذا ما لم نشاهده في الحقب السابقة، والتي عاش الفرد الشيعي من خلالهن متزمتًا وخائفًا، وكان لا يستطيع البوح حتى بمشاعره قبل البوح بانتماءاته.
اما اليوم فأصبح الفرد يدرك جيدًا ما يعانيه المكون، وما هو ممكن قد يستهدفه حاضرًا أو مستقبلًا، ويخطط ويدرس كيف يمكن مواجهة هذه المؤامرات والاستهدافات، دون الاعتماد على مؤسسة او قناة وما شابه ذلك، بل تطور أكثر من ذلك وأصبح يستثمر ما يتداول في الوسط الإعلامي، يستثمره لقضاياه والتي تخدم عقيدته، ونأخذ إنموذجا على ذلك اسم " حمد " والذي تناوله الكثير للسخرية والضحك، قام شبابنا بدورهم بتوظيف هذا الاسم في إنتقاد الجانب السياسي، وهذه دلالة واضحة على تقدم وتطور عقلية الفرد الشيعي في التعامل مع الإعلام، والقضية الأخرى التي جعلتني أتفاخر بشبابنا، هي رفع صورة " ابا مهدي " من قبل جماهير نادي الزوراء في ملعب الشعب، ثم قامت إدارة النادي بنشر تلك الصورة على صفحتها الرسمية، فكان التوجه الإعلامي كبير جدًا من قبل شبابنا على التفاعل مع المنشور، وبذلك لم يفسحوا المجال لبعض الشراذم أن يسيئوا لإدارة النادي لقيامهم بهذا العمل الجبار، فتفاعلوا وأظهروا للجميع بأن هذه الفعلة من شيم العظماء، وبذلك عرف الآخرون حجمهم الحقيقي تجاه حجم وإمكانيات شبابنا الغيارى.