نعيم الهاشمي الخفاجي ||
المتابع للأحداث في الشرق الأوسط، وحسب قول علماء المنطق إذا كانت المقدمات ضعيفة تكون النتائج خسيسة، تأريخ العرب أمة محكومة، جاء الإسلام بشريعة متكاملة على رسول الله محمد ص، لكن جاهلية قريش بالبداية رفضوا هذا الدين وقاتلوا رسول الله ص وعندما تحقق النصر إلى الرسول محمد ص دخلت قريش ليس حبا وإنما لكسب الغانم، وقفوا ضد رسول الله محمد ص في كتابة الوصية بشكل تحريري لكن وقف قادة قريش ومشتقاتها ضد رسول الله ص، ودبروا إنقلاب السقيفة في اجتهادات غير صحيحة انتجت لنا اسلام قتل وذبح وسلخ جلود، أسس العرب في البداية دولة فتحت بلدان ليس لأجل نشر الإسلام وإنما لإغتنام أموال الأمم الأخرى وسبي نسائهم، لذلك الفتوحات الإسلامية لم تذهب في اتجاه وسط وجنوب اقريقيا، وإنما الفتوحات في اتجاه أصحاب البشرة البيضاء والشقراء، الفتوحات ذهبت في اتجاه الشرق وفي اتجاه الشام وحتى مصر عندما فتحوها لم يدخلوها للاسلام وإنما تعربت مصر وأصبح الإسلام غالبية بعهد الشيعة الفاطميين، عمرو بن العاص كان همه أخذ الجزية من غير المسلمين لكسب المال فقط، ومن مصر ذهبوا في اتجاه شمال افريقيا و عبروا إلى الأندلس.
بعد الفتوحات سقطت دولهم ولم يبقى للدولة العباسية ومنذ عام ٢٨٠ هجري سوى بغداد وخرجت الولايات وحكمت نفسها من خلال دول شبه مستقلة في غالبية أمصار الدولة العباسية، ومات العرب بشكل رسمي منذ أن اتخذ التتار قرار في إسقاط الخليفة العباسي الذي دفع لهم الأموال والهدايا طيلة ٢٠٠ عام مقابل بقائه بالحكم، النتيجة منذ سقوط بغداد بيد التتار إلى الحرب العالمية الأولى العرب عادوا إلى حقيقتهم لما قبل الإسلام محكومين حكمهم الفرس والترك والاوروبيون…..الخ.
المشكلة التي تواجهنا واعني القلة القليلة من المثقفين العرب عندما نريد أن نحلل أسباب فشل العرب نقع في أخطاء كبيرة، ليومنا هذا أننا مازلنا نتحدث عن قضايا عربية، وكأن العرب كانوا أمة حاكمة بالقليل الخمس قرون الأخيرة حيث كنا محتلين من قبل الفرس والترك والإسبان والفرنسيين والبريطانيين والبرتغاليين، الواقع على الأرض العرب انتهوا منذ زمن بعيد ولم يبق منهم سوى لغتهم التي تجمع أشلاءهم المتناثرة، كيف يمكن أن تتحدث عن قضايا عربية هي نسخة لقضايا سابقة لتجارب فاشلة، ما نراه العرب أمة محكومة من قبل الدول الكبرى ولا يوجد شيء للعرب سوى اللغة العربية فقط، صحيح هناك مئات القنوات الفضائية العربية، لكن كل هذه الفيالق الإعلامية موظفين لدى أنظمة صنعها الاستعمار، العرب انتهوا بسبب عمالة قادتهم ونخبهم الثقافية وأصبح العملاء هم من يملكون الإعلام والمال ومن نصب زعماء العرب هم دول الاستعمار، لننظر لدول البداوة الوهابية مولوا كل الحروب لاستهداف كل القوى الشريفة العربية والمسلمة لاسقاطها او اضعافها.
الدول البدوية الوهابية تملك المال والدول التي نصبت حكام الوهابية هي دول الغرب، نفس هذه الدول هي التي دعمة دولة بني صه...يون، لذلك مدارس الدراسات الاستراتيجية الغربية توجه الإعلام البدوي لتنفيذ مصالح الغرب، يتم الاستعانة في كتاب عرب مذهبهم شيعي سواء كانوا إسلاميين أو شيوعيين أو علمانيين يغدقون عليهم الأموال مقابل أن يكتب هؤلاء مقالات لمهاجمة الشيعة وايرا...ن لجلد الذات، على سبيل المثال، رجل دين معمم سيد من لبنان خلص عمره جندي عند ياسر عرفات، بعد سقوط نظام صدام الجرذ انتقل يكتب بصحف دول الرجعية العربية، هلك قبل عدة سنوات وخلفه ابنه المحروس لكي يكتب بصحف الخليج بطريقة ارتزاقية، كتب مقال بحمل اسم، هل خسر العرب إيرا..ن ام لا.
يقول (لذلك هل يصح القول الآن بعد إعادة التقييم الشخصي والعام لهذه العلاقة إننا خسرناها، أم إنه من الأساس لم تكن هناك إمكانية لربحها، والاعتراف لأصحاب الموقف الراديكالي المُبكر منها بصوابية رأيهم... أولئك المصرين على أنه منذ 11 فبراير (شباط) 1979 كانت رهاناً خاسراً، وأن رهاننا بالأصل كان في غير محله، الأكثرية، الرهان على أيرا...ن فهو رهان خاطئ وليس في مكانه، والمأزق أن هذا التقييم أو التوصيف سببه تراكم الأزمات مع إيرا...ن وسوء سلوكها الذي نقلها من موقع الخصم إلى موقع العدو).
أقول لهذا ومن لف لفه هناك حقيقة دول البداوة الوهابية لديهم مواقف واضحة في تكفير كل من هو شيعي، تم مهاجمة كربلاء واستباحة مدبنة كربلاء بالدولة الوهابية الأولى ولاتوجد إيران ولا السيد الخميني وتم قتل عشرة آلاف مواطن وسلب ونهب الأموال وحرق الاسواق، وتدمير ضريح الإمام الحسين ع والإمام العباس ع، عندما دخل الوهابية إلى الأحساء ابن دويش وابن جلوي ال سعود قتل عشرة آلاف رجل شيعي في القطيف بعد صلاة الفجر، تم استهداف قافلة لحجاج شيعة زيدية من اليمن في عام ١٩٢٢ وتم قتل ثلاثة آلاف حاج شيعي يمني كانوا بطريقهم إلى مكة، شاه إيران عندما وصل للسلطة أصبح شرطي الخليج، العرب وبالذات دول الرجعية العربية من دول الخليج كانوا لا يستطيعون اغضاب
الشاه، وكانوا يتوددون له، السبب ان الشاه شرطي أمري...كا بالشرق الأوسط.
بعد انتصار الثورة وقفت ايرا...ن مع قضية الشعب الفلسطيني، لو كان العرب تحكمهم أنظمة ليست عميلة تأتمر بأوامر دول الاستعمار لقدموا الشكر والتقدير للدول الغير عربية التي دعمت قضاياهم، لذلك ما نراه من مواقف الأغلبية الساحقة في الدول العربية بالنظر إلى ايرا...ن بأنها عدو، الأسباب تنطلق من منطلقات مذهبية مضاف لذلك إيرا...ن تدعم قضايا العرب، هذا الدعم يثير غضب أمري...كا واسرائ...يل ضد ايرا...ن لذلك يطلبون من الإعلام البدوي الوهابي جعل ايرا...ن عدو اول، وهناك حقيقة يفترض في إيران وكذلك الشيعة وبشكل خاص في العراق التفكير بمصلحة الشيعة بالدرجة الأولى، نعم لابأس في دعم المظلومين لكن يجب أن لا يكون الشيعة هم أصحاب القضية أكثر من الفلسطيني نفسه، أكيد كلامي لايستسيغه أصحاب النظرة القاصرة، واجب الشيعي ليس أن يكون وقود حروب عن الآخرين، نفكر بمصلحتنا بالدرجة الأولى ومن ثم في مساعدة من يستحق المساعدة، لو ايرا...ن تتوصل إلى اتفاق مع امريك...ا والغرب تنتهي كل هذه الحملات التشويهية، أما هل خسر العرب أيرا...ن ام لا، أقول العرب أمة محكومة وغالبية حكامهم تم تعيينهم من دول الاستعمار، لذلك هؤلاء هم من وقعوا إلى وعد بلفور وعلى رأسهم عبدالعزيز سعود وقع على وثيقة يقول لابأس أن نعطي كل فلسطين إلى اليهو..د المساكين، شيء ممتاز عبدالعزيز سعود انساني وياليت إنسانيته هذه تكون مع المواطنين الشيعة في شرق مملكته وفي جنوبها، أقول لكل المرتزقة، أن من دمر سوريا وقُتل شعبها هي دول الرجعية العربية بسبب مواقف الأسد المؤيدة للشعب الفلسطيني، لماذا تم قمع انتفاضة الشعب البحريني وانتفاضة الشعب السعودي.
يقول هذا المرتزق( أما بالنسبة لأي مواطن سعودي عادي فإن الصواريخ التي تستهدف بلاده مصدرها طهران وليس…).
اقول لهذا المرتزق هل تريد من شعب اليمن القبول أن يذبح ويقتل وليس من حقهم الرد واجبار قوى العدوان على وقف حربها العبثية الغير مبررة، وما علاقة السعودية باليمن هل تريد فرض نظام وهابي على شعب اليمن، هل شعب اليمن قاصر ويحتاج ولاية من السعودية.
واغرب نكتة يقول هذا التافه( وهذا الموقف ينطبق أيضاً على العراقي، خصوصاً الشيعي الذي يرى أن الخطر على النجف ودورها يأتي أيضاً من إيران).
أعمى الله بصرك مثل ما أعمى الله قبلك، ومن الذي أعطاك الحق يا مرتزق ابن مرتزق تتكلم في اسم اسيادك شيعة العراق، أبوك عاش طفيلي على شيعة العراق وعاش في اموالنا وذهب إلى لبنان واستغل عمامته ليكون مرتزق عند عرفات وكل من يدفع له الأموال.
بكل الأحوال وضعنا الشيعي العراقي بائس بسبب سذاجة وجهل الطبقة السياسية الحاكمة، جاءتنا فرصة سقط نظام صدام الجرذ المستبد، يفترض نستغل الفرصة ونجد نظام سياسي يضمن عدم عودة الحكم الطائفي مرة ثانية مثل عودة طالبان إلى أفغانستان، أتذكر عام ٢٠١٥ في الدنمارك وجدت سياسي شيعي أفغاني، قلت له اخي خلصتم من طالبان المطلوب عدم تكرار الأخطاء أمامكم فرصة ذهبية في عمل كونفدرالية الشمال مع الطاجيك والأوزبك وتتركون الجنوب وقندهار لقومية البشتون التي تتحين الفرص للعودة للحكم، الواقع العراقي الذي يحير العقل ما هو المشروع السياسي لساسة شيعة العراق ورغم سقوط كل هذه التضحيات وانتشار الفقر وكثرة الإرهاب والقتل، هل يريد ساسة شيعة العراق حكم العراق بدولة مركزية قوية، هل استطاع ساسة شيعة العراق وبعد مضي ١٨ سنة وعشرة أشهر على سقوط نظام البعث من إيجاد شريك سني يؤمن بالعملية السياسية والكف عن عقلية التآمر والقتل والتفخيخ، لننظر لوضع أحزاب الإطار الصعب الحالي، اذا لم يستطيع الشيعة حكم العراق إلا بفرض محاصصة قومية وطائفية، ألم يكن من الأجدر إقامة إقليم وسط وجنوب قوي حاكم ومؤثر يجعل بقية الشركاء صاغرين يكسبون ود الشيعة أفضل من القبول في الحكومات الفاشلة والتي تم افشالها من قبل شركاء الوطن وبدعم مالي بدوي خليجي لإسقاط الحركات الشيعية الإسلامية واعادة الحكم الطائفي مرة ثانية للتحكم في رقابنا، البعض يصاب في اسهال شديد عندما نطرح رأي مثل إقامة إقليم وسط وجنوب قوي يضمن بقاء الشيعة كقوة حاكمة لايمكن ازاحتها من الحكم بسبب سذاجته وجهله وقصور تفكيره، يفترض بمن يدخل في العمل السياسي عليه قراءة كتب الاجتماع السياسي وقراءة مذكرات وزراء المخابرات والاستخبارات ورؤساء الدول الغربية ليطلع على حقيقة الصراع مابين الدول الكبرى ويستطيع الاستفادة منها، بيننا وبين ساسة الصدفة الايام والسنوات وسوف تستمر الاخفاقات، لننظر لمرحلة حكومة الأغلبية السياسية الحالية، المكون السني امرتهم الإمارات والسعودية وقطر وتركيا في التوحد في كتلة واحدة لضمان حصتهم، الأكراد ايضا نفس القصة توحدوا ضمن كتلة واحدة، حكومة الأغلبية بقاء المحاصصة مع الأكراد والسنة ويتم إقصاء طرف شيعي فقط، تبا وتعسا لساستنا الجهلة السذج.
في الختام احد الاخوة من اليمن كتب في حسابه على تويتر مايلي ( إذا ما ألقينا نظرة على خريطة العالم سنجد أن الزلازل والفتن يكاد ينحصر وجودها في عالمنا الإسلامي، وإذا ما أمعنا النظر فسنجد ان مصدرها نجد، ولو أن الأمة عملت بتحذير الرسول (ص) لما سمحت بانتشار الفكر الوهابي ولما سمحت بتدخلات آل سعود و لكان حالنا افضل من بقية الأمم).
شهادة من رسول الله ص في ايمان الفرس وأهل اليمن، وحذر من قرن الشيطان الذي يخرج من نجد، وفعلا خرج الوهابية وباتت فتنتهم تفتك بالبشرية طولا وعرضا ومن مشرقها إلى مغربها، أمس مجزرة انتحاري فجر نفسه في مقديشو، ابادة قرية في شمال نيجيريا، تفجير في باكستان، تفجير في عفرين السورية …...الخ كل هذه الجرائم نفذها وهابيون وهبتهم السعودية.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
15/1/2022