اياد رضا ال عوض ||
لقد طرح استفتاء على احد صفحات الفيسبوك ، حول فيما اذا عاد الانتداب البرطاني الى العراق هل تؤيد ذلك من عدمه ؟؟ ،
وقد علقت على ذلك بمايلي :-
ان المشكلة والمأساة القائمة الان في العراق لايمكن ان تنتهي ان كان هنالك احتلال او انتداب او لايوجد ، وان كان النظام ملكي او جمهوري ، برلماني او رئاسي ، او دكتاتوري ، او الذي شكل الحكومة هذا الطرف او ذاك ،، ام هذا الحزب او الحركة او تلك ،، او اي شكل اخر من الانظمة السياسية ،،،
فطالما ان هذة الاشكال ، التي رايناها ونراها هي التي هيمنت على الوضع في العراق منذ اكثر من اربعين سنة ،،، سيبقى العراق مدمرا ، تسفك فيه الدماء وتسرق وتبدد فيه الاموال والثروات وتستمر الصراعات والحروب والنزاعات ، ودولة وسلطة ابعد ماتكون عن النظام والقانون ، وانما فوضى عارمة يلعب فيها كل من هب ودب ، والبلد في انحدار ، وسلطة وكيان في تلاشي واضمحلال مستمر ، وكانه في حالة احتضار ،،،
وهذا واضح من اشكال ووجوه وشخصيات ، مايسمى بمسؤولي الدولة ، ان كان في نظام صدام ، او النظام الحالي ،،، فهي على الاعم الاغلب تختلف على سبيل المثال عن اشكال ووجوه المسؤولين وشخصيات الدولة العراقية والسياسين الذين رأيناهم في الانظمة التي سبقتها في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ، (عندما كانت الدولة العراقية ، دولة بمعنى الكلمة ،،، والعراق ،، عراق) .؟! .
ان من المؤسف والمؤلم حقا ، ان القاسم المشترك لكل القيادات التي ظهرت منذ السقوط ولحد الان والتي تصدرت العملية السياسية ، هي صفات كادت ان تكون متشابهة ، ومعظمها لاتصلح ان يتصف بها راس الدولة او الهيئة الحاكمة ،،،
ومنها على سبيل المثال ، التملق (اللواكة) ، في محاولة لارضاء الداخل والخارج ، باي وسيلة وطريقة ومهما كان الثمن وتداعيات ذلك على البلد والعملية السياسية ، التي هي اصلا هزيلة وعرجاء وهي التي تسببت في غياب هيبة الدولة واستبداها بشريعة الغاب على مستوى المجتمع وعمل الحكومة ، وهذة ظاهرة لايمكن ان تقوم من خلالها دولة قوية تمتلك مؤسسات تشريعية وتنفيذية رصينة ، ونظام وقانون ، والشيئ العجيب ،
ان مايسمى بالاغلبية الاغلبية هي التي تمارس هذة (اللواكة) ، وسياسة الانبطاح والاستجداء ، في سابقة لايوجد لها مثيل في العالم ، وكذلك هذا الفشل الكبير في كل الملفات ، للحد الذي اوصلوا العراق الى حالة من الذل والخذلان ، امام قوى ودول كانت ترتعب من اسم العراق ،،، فهل يعقل ان يصل الامر ، ان تقوم الكويت والامارات بتهديد العراق وفرض الأملاءات والشروط علية ؟؟!! .
قال العلامة ابن خلدون (من انتحل غير نحلته وركب غير مطيته كان الفشل منتهى مئاله) ، فقيادة الدولة ومفاصلها المهمة لها ناسها ومختصيها ورجالها ، وليس هذة النماذج الانبطاحية المهزوزة التي جاءت من مجتمعات اعتادت على التصفيق والرقص وترديد الاهازيج لجلاوزة واعوان وخدم الحكام الظلمة ،
والخوف والوجل منهم وتقديم الطاعة والولاء والتفاخر والتباهي لانهم على علاقة معهم .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha