رأفت الياسر ||
مرّت المقاومة الاسلامية بمنعطفات كثيرة منذ فجر إنطلاقها في عهد النظام البائد حتى هذه اللحظة و لكن نستطيع القول ان المرحلة الحالية هي افضل مرحلة من مراحل المقاومة لأن النضج السياسي و الثوري تجسد في الأمة والحواضن الشعبية.
ففي السابق كان هذا الوعي والحماس حبيس قلوب القادة والثوريين الذين يبدعون في تنفيسه وبثه من أجل استنهاض حال الأمة وحتى لو وصلت تلك الأمة الى الوعي المطلوب فإنّها قليلا ما تكون ثورية وأحياناً بعد أن تخسر قادتها حزناً عليهم.
أما اليوم وبفضل الفتوى ودماء القادة الشهداء نستطيع القول أن أمة الحشد تمتلك الوعي الثوري والسياسي المطلوبين والحماس الانفعالي و الفعلي الكافي للتعامل مع مصيرها وما يلمُّ بها.
هذه الأمة بلا رأس حالياً بظل إنشغال معظم القادة التقليديين بتقوية أحزابهم وفصائلهم ووضعهم الخاص فإنّ تيّار هذه الأمة يجري سريعاً وإذا لم يتم قيادته قبل فوات الأوان فإنّه سيجرف تلك القيادات و يصنع او يفرز قيادة له تناسب همومه ووعيه وطموحاته.
تمر على معظم هؤلاء القادة الكثير من الفرص ليندكوا في هذه الأمة ويقودها ويستثمروا مواردها العملاقة ولكن للأسف تمر دون تدبير ورعاية ويبقى الغضب حبيس في قلوب هؤلاء الغيارى الذي إذا ما انفجر ولات حين مندم.
من هذه الفرص التي تناسب توجيه تيار هذه الأمة و شحنه بالشكل المناسب هي قضية اليمن حيث تعيش الامة هما لا يرتقي له همُّ معظم القادة وطريقة تفاعلهم معه وهي تنتظر تفاعلاً آخر يليق بإسمها وعنفوانها,
حتى وصل الحال أنّها تلبس مرغمة عار تصريحات الحكومة وهي تنظر بدون أن تحرك ساكناً لفعل شيئا يعيد لها كرامتها
ولكن ماذا لو تحركت بعيداً عن المألوف؟
قسماً ستجتث و ستبتلع الكلاسيكيين و تصنع لها تأريخاً وتوقيتاً يليق بها و بدماءها.
فحذار قبل ان يبلغ السيل الزبى
مع أملنا الكبير بالقيادات العلمائية التي تستطيع الانخراط بهذه الأمة وعيش هواجسها وتلبية حاجاتها.
22/1/2021م
https://telegram.me/buratha