نعيم الهاشمي الخفاجي ||
خلال وجودنا بدول الغرب وجدنا الغالبية الساحقة من ساسة احزابهم يكون شغلهم بالدرجة الأولى خدمة مواطنيهم، ونقد المظاهر السلبية والأخطاء التي يرتكبها صاحب القرار السياسي في السلطة التنفيذية، وخاصة إذا اتخذ قرارات تتعارض مع قرارات السلطة البرلمانية التشريعة، في الولايات المتحدة هناك تعارض وبشكل مستمر مابين الساسة ونواب نواب الكونجرس ومابين قرارات سيد البيت الأبيض.
قرار الانسحاب من الاتفاق النووي اتخذه ترامب وكان جزء مهم من شعارات حملته الانتخابية، بينما المرشح الديمقراطي لم يجعل شعار حملته الانتخابية الانسحاب من الاتفاق النووي، لذلك عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي هناك الكثير من الساسة والثواب الامريكان رفضوا ذلك، قبل أيام
وقفت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في الإدارة الديمقراطية الحالية، على منصتها الصحافية ووجهت غضبها إلى الإدارة الأميركية السابقة، معتبرة أن خروجها من الاتفاق النووي شجع طهران على انتهاج سياسة أكثر عدوانية. هذا التصريح يعتبر من الأشياء الايجابية عندما تشاهد ناطقة في اسم إدارة الرئيس بايدن، تنتقد الإدارة السابقة وتحمله مسؤلية ماحدث من صراعات غير مبررة زادت من التوتر واشعال حروب غير مبررة، ظاهرة ترامب كانت سيئة اول رئيس فكر بعقلية ملياردير بتعامله مع دول العالم وتعامل مع ملفات مهمة وفق آرائه الخاصة منها الخروج من الاتفاق النووي أو ارتكاب جريمة انتهاك سيادة العراق واغتيال احد القادة الذين هزموا العصابات الإرهابية التكفيرية بالعراق ومسؤول في الحكومة العراقية والتي تسببت هذه الجريمة في زيادة الكارهين للوجود العسكري الأمريكي بالعراق.
كلمات المتحدة في البيت الأبيض الحالية إثارة غضب المستكتبين من أبقار الخليج ناشروا الكراهية والوهابية التكفيرية، هناك حقيقة أن التصرفات الأمريكية في التعامل مع دول العالم العربي والإسلامي تنصب في دعم الأنظمة الدكتاتورية وبشكل خاص الدول الناشرة للفكر الوهابي التكفيري، ومعاداة القوى التي تقاتل العصابات التكفيرية، في أفغانستان، على سبيل المثال تم تقيد الحكومات الأفغانية وشل حركتهم والنتيجة سلموا أفغانستان لحركة طالبان التكفيرية التي تورطت في قتل آلاف الأطفال والنساء الأمريكان، وقد شاهد العالم الخروج الفوضوي الأمريكي من أفغانستان والمناظر المقززة في مطار كابل ومشاهد سقوط المدنيين من الطائرات، قال الرئيس بايدن حينها إن خروجه كان حتمياً بسبب تعهدات سلفه الجمهوري ترامب، بل بايدن قال نحن لم نذهب الى نشر الديمقراطية وإقامة دولة، قوله أن نفذ تعهدات ترامب حجة لا أكثر، كان بإمكانه نقضها وعدم الالتزام بها، مثلما فعل مع ملفات أخرى مثل المهاجرين والاقتصاد وحتى معالجة الوباء.
المتابع إلى الإعلام الخليجي يكتشف أن هذا الإعلام يحاول استغفال عقول الناس من خلال شراء ذمم فيالق من الإعلاميين في إظهار دول الوهابية التي نشرت الكراهية والتكفير بكل أصقاع العالم على انهم دول اعتدال، ومعتدى عليهم، ويصرخون من رد القوات اليمنية على عمق دول العدوان، ويطلبون من الإدارة الأمريكية في إبادة اليمن الشمالي رغم أن قرار الحرب اعلنته السعودية ضد اليمن من خلال سفيرها السابق ابن الجبير في واشنطن، لذلك يحاول الإعلام السعودي تصوير أن أمريكا لا تريد إيقاف حرب اليمن ورغم أن جميع المتابعين يعلمون جيدا أن طلب من إدارة بايدن من ابن سلمان في إيقاف الحرب يوقفها خلال ساعة واحدة وينتهي كل شيء، ومن المثير للسخرية أن الإعلام السعودي يصور رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب بعد شهر واحد من تولي بايدن إدارته الجديدة هو الذي شجع اليمنيين ودفعهم لإرسال مئات المسيّرات والصواريخ على السعودية الإمارات، وكأن الحرب بدأت اليوم ولم تتجاوز السبع سنوات على بدأها، في إدارة ترامب تم تصنيف اللجان الشعبية حركة إرهابية لكن لايغير شيئا بقي الجيش اليمني واللجان الشعبية يقاتلون القوات الغازية بكل قوة وبسالة.
شيء طبيعي قادة الحزب الديمقراطي والقادة الجمهوريون يُستخدمون كل شيء في لعبة الصراع الداخلي، ويقوم بها الطرفان الديمقراطي والجمهوري لتحقيق مكاسب أكثر في الانتخابات النصفية أو الرئاسية، شيء طبيعي يتم الاستفادة من ذكرى اقتحام الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني)، يتم توظيفها للانتقام من الخصوم السياسيين والحديث عن الإرهاب الداخلي، بوصفه الخطر الداهم الأول، وشيء طبيعي أن رؤية الإدارة الديمقراطية تختلف عن رؤية الإدارة الجمهورية في التعامل في الملفات الخارجية لأن هدف صاحب القرار الأمريكي مصلحة أمريكا بالدرجة الأولى.
الإعلام الخليجي اعتبر تصريحات جين ساكي خطأ بسبب انتقادها لخطأ ترامب في الانسحاب من الاتفاق النووي، هناك اختلاف كبير ما بين البيئة المجتمعية السياسية الغربية والأمريكية ومابين البيئة البدوية الوهابية المتخلفة التي تقبل أن يحكمهم ملك بعقلية القرون الحجرية والجاهلية، هل يستطيع كاتب أو مسؤول سعودي نقد ولي العهد أو الملك، بالتأكيد يكون مصيره مثل خاشقجي المنشار في انتظاره ويتم تقطيع أوصاله واذابة الجسم في محلول حمضي ينهي أي وجود له، لذلك لا توجد مقارنة بين الشابة اللطيفة ساكي وبين عبيد السلطان من المستكتبين الأراذل.
بغض النظر عن ما يروج له الإعلام حول مفاوضات فيينا لكن الدلائل تشير إلى عودة الاتفاق النووي، هذا الاتفاق يعتبرأهم نجاح خارجي لإدارة الرئيس بايدن، العودة للاتفاق يعني ازدياد شعبية بايدن والفوز المؤكد للديمقراطيين في الانتخابات النصفية والانتخابات العامة.
حسب ما نقلته وسائل الإعلام أمريكا في مفاوضات فيينا طلبت التفاوض مع إيران بشكل مباشر للتوقيع على الاتفاق النووي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
26/1/2022
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha