نعيم الهاشمي الخفاجي
وكما كان بالنسبة لي متوقعا فقد أقرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق شرعية الجلسة الأولى للبرلمان التي انعقدت في التاسع من الشهر الحالي وانتخبت القيادي السني محمد الحلبوسي، زعيم تحالف تقدم، رئيساً للبرلمان ونائبين له الأول من التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والثاني من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، بعد المصادقة لم تكن مهمة تشكيل الحكومة من كتلة الصدر أكبر الكتل الشيعية سهلة ابدا، وإن رأينا احتفالات في مناطق المكون البعثي ومحيطهم البدوي الوهابي المتخلف، لأن مطالب هؤلاء ليست بالسهلة، الكتل السنية تمثل عصابات فلول البعث بغالبيتهم المطلقة، دائما الإعلام البدوي يستبشر خيرا لكن على أرض الواقع لاشيء، سبق ان استبشروا بوصول العبادي وعزل المالكي، استبشروا في عادل عبدالمهدي وحرضوا ضده، واستبشروا في مصطفى مشتت لكن لم يتغير شيئا.
العراق مشكلته الأساسية خلاف قومي مذهبي متستر تحت شعارات الوحدة الوطنية الزائفة، من وقف ضد ثورة الزعيم عبدالكريم قاسم هي نفس الوجوه البعثية الطائفية السنية التي دمرت العراق منذ يوم سقوط صنم جرذهم صدام الهالك وليومنا هذا ولنفس السبب، عبدالكريم قاسم ذنبه الوحيد متشيع، وثيقة الإرث الموجودة في وثاىق وزارة العدل العراقية نوثق بها تم توزيع الإرث إلى عبدالكريم قاسم وفق المذهب الشيعي الجعفري.
وقفوا ضد عبدالكريم قاسم الشريف وقبلوا بحكم صدام الجرذ العتل الزنيم، مطالب الكتلة البعثية السنية من المرشح الصدري لم تكن سهلة اسهلها المطالبة في إطلاق سراح الذباحين والقتلة، ويبقون ينتهزون الفرص في التآمر والعودة للحكم واستعداد كل من هو شيعي، ايضا الشريك الكوردي يريد مطالبه في الأراضي الكوردية التي عربها صدام الجرذ الهالك، وإذا قبل رئيس وزراء الكتلة الصدرية يثير غضب الشيخ طيب أردوغان.
بعد المصادقة على الانتخابات، يمكن لقوى الإطار التوافق مع المرشح الصدري ودعمه وعدم السماح إلى شركاء الوطن في ابتزازه مقابل تنازلات بسيطة أقل بكثير ماتريده مطالب الكتلة البعثية السنية والكتلة الكوردية، من الخطأ أن يقف رئيس وزراء الكتلة الصدرية موقف معادي ضد كتل الإطار الشيعي لأن أضعاف كتل الإطار الشيعي ومحاربة الحشد خدمة مجانية لفلول البعث ومحيطهم البدوي المتخلف وخدمة مجانية لمؤامرات الدول الكبرى.
المتابع لسير الأحداث لم يكن الأمر صدفة أن تجتمع الكتل السنية البعثية في كتلة واحدة ابدا، هذا تم بطلب من دول السعودية وتركيا والأردن وبقية ادواتهم وبتوصية من مخابرات دولية كبرى لضمان مشاركة السنة بقوة في الحكومة الصدرية وكذلك الوضع الكوردي ايضا ضمن كتلة واحدة، الغاية من ذلك محاصرة جزء شيعي فقط وهذا الجزء الشيعي يمثل مصدر قوة للوجود الشيعي العراقي.
انا احد ضحايا نظام البعث وأحد المتضررين من حكومات حزب الدعوة الذين قربوا السذج والبعثية والخونة وهمشوا الشيعي المناضل الوطني لأسباب تافهة، لكن هذا لايعني أني أقف مع فلول البعث أبدا وإنما نبقى في فضح فلول البعث وعمقهم البدوي وبنفس الوقت ننتقد أخطاء وممارسات ساسة الدعوة وبقية الكتل الشيعية وغايتنا عسى أن يصحح هؤلاء الإخوة اخطائهم.
الإعلام البدوي عندما نقل اخبار مصادقة المحكمة الاتحادية على الجلسة الأولى للبرلمان بالقول( خصوم الصدر في وضع محرج إما الذهاب إلى المعارضة داخل البرلمان أو مقاطعة العملية السياسية برمتها).
شخصيا ومنذ عام ٢٠١٠ وعندما شق …..التحالف الشيعي ودخل الانتخابات بقائمة بمفرده لحسابات وقتية خاطئة قلنا لهم الأمور تتبدل ومن الخطأ التأسيس لشق التحالف الوطني الشيعي، النتيجة عاد وتحالف مع أبناء جلدته الشيعة ليضمن كرسي رئاسة الحكومة واتبع أسلوب غير صحيح في التعامل مع الشيعة ومع الأكراد النتيجة عملوا لنا مؤامرة داعش التي صنعت بشكل جيد ومحكم لتحقيق غايات كبرى افشلتها فتوى الجهاد الكفائي.
قضية الطعن في شرعية الجلسة حسم أمرها القضاء العراقي واجمع ساسة الكتل الشيعية عبر ال١٩ سنة الماضية أن قرارات القضاء العراقي مقدسة ولايمكن الطعن أو التشكيك بها بل انا تكلمت مع الدكتور حسين السلطاني فهمت منه يمكن الاجتهاد أمام النص القرآني وتفسير الآيات والأحكام بحيل شرعية ولا يمكن الاجتهاد أمام قرارات نظام صدام الجرذ أو قوانين البرلمان العراقي الحالي أو فقرات الدستور العراقي الحالي.
انا كنت بالعراق في يوم إجراء الانتخابات رأيت غالبية ساحقة لم تشارك بالانتخابات وهذا هو السبب الرئيسي لما حدث في نتيجة الانتخابات، قضية الطعن حق دستوري وكان هناك من يأمل في إلغاء الجلسة الأولى وإعادة انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه، وحتى لو انتخب رئيس برلمان جديد فهو من حصة المكون البعثي السني لكن هناك من يعتقد مجيء شخصية سنية أخرى ربما تغيير قواعد لعبة تشكيل الحكومة، لذلك فإن قرار المحكمة الاتحادية بشرعية الإجراءات التي رافقت عقد الجلسة، منح الصدر
كتلة فلول البعث بزعامة محمد الحلبوسي وايضا أعطت مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني قدر قوي أن يفرض مايريده على حزب الاتحاد الوطني فرصة أقوى في فرض شروطه عليهم.
الطريق ليس سهل وكتل فلول البعث لازالوا واجهات للعصابات الإرهابية التكفيرية، أمس القوات الامنية العراقية أعلنت وفق بيان عن مقتل مهمش كان مسجون برىء بالسجون العراقية حيث ذكر البيان عن توجيه الطيران العراقي ضربة لوكر داعش بقرية المصلخة باطراف بيجي شمالي صلاح الدين مما أسفر عن مقتل 2 من قيادات داعش احدهما يدعى (صعب محمد نصيف)، و(يسكن قرية غريب/عفيصة) في كركوك تم اطلاق سراحة قبل 6 أشهر من سجن سوسة في السليمانية بعد أن قضى مدة 11 سنة في السجن.
تصوروا كان بالسجن ١١ سنة اطلق سراحه قبل ست أشهر النتيجة قتل وهو بتزعم مجاميع إرهابية.
امس تم نشر أقوال وزير التجارة السعودي، حيث قال سمو ولي العهد وجّهني بأن أكون وزيرا في الحكومة العراقية، وأن يكون تقييم أدائي بيد رئيس الوزراء العراقي، وذلك تأكيداً لعمق العلاقات بين البلدين.
العلاقات ما بين الدول تكون وفق بروتوكولات دولية ومعايير، وليست بطريقة بدوية ......الخ، أقل ما يتم وصف هذا الهراء وفق الأعراف الدولية تدخل بالشؤون الأخرى وتقليل من قيمة الوزير العوراقي( العراقي).
حسب بيانات الجيش الأمريكي ووزارة الداخلية العراقي قتل ١٥٠٠ انتحاري سعودي بالعراق لغاية عام ٢٠١٠ فجروا أنفسهم وسط تجمعات مدنية في مدن ذات غالبية شيعية، سجون العراق ممتلئة في ارهابيين سعوديين قتلوا آلاف المواطنين العراقيين، سبب مجيء هؤلاء للعراق بسبب الفكر الوهابي والإعلام السعودي الذي يكفر الشيعة، وهل السعودية ألغت تكفير الشيعة واعتبرتهم مسلمين، هل دفعت تعويضات إلى عوائل مئات آلاف الشهداء العراقيين الذين قتلهم انتحاريين وهابية سعوديين وغير سعوديين.
انا خلال دراستي لما كتبه علماء الاجتماع والنفس حول تفسير الظواهر السياسية والاجتماعية فهذه الظواهر لم تكن حالة عادية وإنما تكشف حقيقة ماهو مخفي في نفوس البشر ولذلك عندي تساؤل إلى كل إخواننا الشرفاء من شيعة العراق بكل مسمياتهم وايضا اسأل الإخوة بالتيار الصدري، انا لست مع تجمع كتل الإطار وهم ليس ملائكة ولاعباد الله المخلصين !
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
26/1/2022