نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الشعوب الحية والمحترمة تنتج أنظمة تمثل تلك الشعوب لقيادتها، ويقف الجميع لنصرتها والدفاع عن حدود الأوطان، روسيا عبر التاريخ لم تستطيع كل امبراطوريات العالم احتلالها، بل يتم هزيمة اعتى الجيوش على الحدود أو ضمن أراضيها، ولنا بقضية نجاح الروس في الأطباق على جيش الدكتاتور النازي الألماني هتلر في معركة ليبيين غراد التي كانت الضربة القاضية لهزيمة القوات الألمانية الهتلرية وخسارتها الحرب العالمية الثانية، لننظر الآن كيف أعاد الزعيم الروسي بوتين امجاد الروس بعد سقوط السوفيت.
إيران عبر التاريخ الأمة الفارسية قامت حضارات وأسست أمبراطوريات حكمت أمم أخرى، الأمة الفارسية هي التي رسمت حدودها ولم يرسم حدودها الآخرين مثل ما فعلت بريطانيا وفرنسا حين خدعوا مفتي مكة شريف علي في الوقوف مع المحتلين لإسقاط دولة خلافتهم السنية العثمانية والنتيجة غدروا به وقاموا في إقامة دول عربية هم رسموا حدودها، الشعب الإيراني لم يتعرض لاضطهاد وحكم الاخرين، بل عندما دخلوا الإسلام كان الفرس أمة منتجة، كل أئمة المذاهب السنية الأربعة هم من الفرس، أئمة الحديث والصحاح الستة والمؤرخين كلهم من الفرس، عندما تشيع الفرس أيضا كان لهم دور مهم في اجتهاد آلاف المرجعيات الشيعية الإسلامية الرصينة، عندما تم إسقاط نظام الشاه لم يقوم الساسة الجدد بسرقة أموال الدولة وتشريع قوانين للسرقة مثل الخدمة الجهادية…….الخ بل بذل ساسة إيران الجدد دمائهم لحماية الثورة، وتم توريط صدام الجرذ لافتعال حرب غير مبررة ظننا من أسياده الغربيين في إمكانية إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية، لذلك عندما تقرأ مقالات لمستكتبيين من بدو الخليج يقولون نحن لانريد تغيير النظام في إيران تغمرك القهقهة العميقة وليس الضحك العادي، لو كان لدى البدو واسيادهم إمكانية في إسقاط النظام في إيران لفعلوا ذلك مثل ما احتلوا العراق وأسقطوا نظام صدام جرذ العوجة الهالك.
الأنظمة العربية نصبها الاستعمار ولم يقوم الاستعمار في تشريع قوانين عدالة وتم دمج مكونات غير متجانسة مذهبيا وقوميا لكي تبقى الدول العربية تعاني صراعات داخلية لتبقى دول فاشلة يسهل السيطرة عليها ونهب خيراتها، لو العراق كان يحكمه الدستور لما وصل صدام الجرذ لسدة الحكم ولما قتل الملايين ولما تم احتلال العراق من خلال تسليم واستلام، احتلال بلد مثل العراق قوات التحالف تخسر سبعين قتيل فقط، وايضا بسبب التدخل الخارجي واحتلال العراق تم فتح باب الحروب الداخلية والفوضى،بسبب أمية وجهل ساستنا الجدد، رفضوا الحلول المتفق عليها بزمن المعارضة ومنها إقامة إقليم وسط وجنوب قوي و عجزوا عن إيجاد بديل أفضل، والنتيجة خسرنا ملايين الشهداء والضحايا وعم الفقر والظلم والجميع في غنى عن ذلك.
يحاول المستكتبين في دول الرجعية تصوير الشعار بعد وصول السيد آية الله الخميني للسلطة، عام 1979 في تصدير الثورة هو احتلال شعوب وهذا كذب، وإنما الغاية على الشعوب والحكومات أتباع سياسة مستقلة لا مع الشرق ولا مع الغرب والاهتمام بقضايا الشعوب العربية والإسلامية، لكن دول الاستعمار ضحكوا على البدو في تخويفهم من شعار تصدير الثورة، وايضا صوروا لدول الخليج وصول ١٢٠ ألف جندي سوفياتي إلى كابل أن السوفيت يريدون الوصول إلى مياه الخليج الدافئة، في اليوم الثاني اصاب حكام الخليج اسهال شديد، وقاموا في دفع مئات المليارات وإرسال عشرات آلاف الانتحاريين من الوهابية لقتال السوفيت نيابة عن الناتو، لماذا لم تصدر إيران ثورتها الإسلامية إلى باكستان وافغانستان الجار الذي يرتبط مع إيران لغويا وعرقيا وقبليا…..الخ.
حكام الخليج مخالب قط لقوى الاستعمار في تأجيج وتمويل الصراعات خدمة للغرب واضعاف للعرب والمسلمين، لذلك أنظمة الخليج لا تستطيع التعايش مع الدول المحترمة التي ترفض الهيمنة الغربية، أشبه بالعاهرة ترفض أن تحترم جارتها الشريفة.
باكستان لديها مشاكل مع الهند منذ ٧٢ سنة وكذلك باكستان لديها مشاكل مع الصين منذ سبعين عام لكن تعايشوا مع بعض، لا حرب ولا سلام، تركيا لديها مشاكل مع اليونان أيضا تعايشوا بسلام، إذا كانت هناك صراعات على الحدود بين صدام الجرذ والسعودية مع إيران على الحدود فيمكن لهم التعايش بلا سلام وبلا حرب، لكن طبيعة هؤلاء العملاء ينفذون اجندات دول الاستعمار الغربي، سلطنة عمان كانت علاقاتها متميزة مع الشاه عندما سقط الشاه ظن الكثير النظام الإسلامي في إيران يقف ضد سلطة عمان لكن حدث العكس بل تطورت العلاقات ما بين سلطنة عمان وإيران، السبب النظام في عمان ينأى بنفسه عن إشعال الحروب وتغذية الفتن المذهبية.
رجال الدين هم بشر حالهم حال بقية الجنس البشري يستطيعون دراسة علم الاجتماع السياسي ويستطيعون أن يقودون الدولة ومعهم جماهيرهم المليونية المبدعة في علوم الاقتصاد والطب والهندسة وهذا ماحدث في إيران من يقود الدولة رجال دين معممين حاصلين على أرقى الشهادات في تخصصات الدكتوراة ومعهم ملايين أساتذة الجامعات والمهندسين والأطباء…...الخ
الإنتاج المحلي في الاقتصاد الإيراني بكل مجالاته أفضل مليون مرة من الوضع الاقتصادي الميزانيات الريعية لدول الخليج والعراق البترولية.
النظام في إيران مستمد شرعيته من شعبه ويتجاوز كل الأزمات، إذا اقتضت الحالة تدخل المرجعية فتوى واحدة كفيلة بخروج عشرات ملايين الناس للدفاع عن الثورة، لذلك لا يمكن إسقاط النظام ومن الأفضل لجميع الدول بالخليج والمنطقة والعالم تفضيل المنطق والمصلحة العامة وحل الصراعات سلميا بعيدا عن الحروب والتخوين، لننظر لقيادة السعودية تحالف لإسقاط نظام دولة اليمن الشمالي النتيجة القوات السعودية وتحالفها وجد لهم مؤيدين في اليمن الجنوبي لكن أرض اليمن الشمالي أصبحت مقبرة لدول العدوان، لا يمكن قهر الشعوب وإذلالها.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
28/1/2022
https://telegram.me/buratha