المقالات

الانضباط اساس النجاح ولنا في التجربة الصينية اسوة. 


  حليمة الساعدي ||   لاتنتظروا من حكومة همها النهب والمغانم الشخصية الضيقة ان تقدم لكم خيرا او تبني لكم بلد. فالحقوق تؤخذ ولاتعطى ولا يشعر بالوجع إلّا من به الوجعُ. عضوا على جراحكم وهبوا للبناء وانشروا ثقافة الانضباط بين الناس وشجعوا العوائل على ان تكون منتجة ومتكاملة في مجال  المهن والصناعات الرديفة. استنسخوا تجربة الصين الشعبية كيف انها نهضت من ركام الفقر والعوز الذي خلفته الحروب لتصبح اعظم دولة ولديها اعظم شعب منضبط و يحترم النظام، رغم انها كانت لاتمتلك اية موارد سوى الزراعة وبعض العقول المصممة على النجاح. تعلموا من الصين اصرارهم على النجاح، شعب تعاهد على ان لا مكان للفشل بينهم فجعلوا من اطفالهم صغار بعقول وقلوب رجال. دربوهم على الصبر وقوة التحمل وتعاملوا معهم على اساس انهم قادرين على كسر المستحيل واحالته الى الممكن.  ربما لا توجد أمة   من الامم تقدس النظام والانضباط في كل المجالات سواء على الصعيد السياسي اوالاجتماعي اوالثقافي والتربوي مثل الأمة الصينية. فالانضباط لدى الصينيين  ليس وليد أزمة، بل هو مفهوم أصيل متأصل في اعماق  ثقافتهم ، ومتغلغل في كافة أوجه حياتهم. فاحدهم كتب يقول ( إن الصيني يمتص فضيلة الانضباط مع الحليب الذي يرضعه من صدر أمه طفلا، مرورا بمراحل نشأته الأولى ووصولا إلى الموضع الذي يشغله طوال حياته العامة والخاصة. يمكنك بسهولة أن تلمح هذا الانضباط في مشاهد متنوعة من حياة الصينيين) . حتى في  رياض  الأطفال، عندما يحين موعد الطعام ، يحمل الصغار أواني طعامهم ليحصل كل منهم على حصته من الطعام فيتناولها ثم يغسل وعاءه ويديه . هذا المستوى من الانظباط وتحمل المسؤولية نفتقر اليه نحن كشعب عراقي نتيجة لتعاقب الحكومات الفوضوية التي تعمدت اهمال كثير من مفاصل النظام في ادارة الدولة ابتداء من المرور وعدم احترام قوانين السير التي اول من ضربتها في عرض الحائط مواكب المسؤولين واساطيل سيارات الوزراء والبرلمانيين وسيارات الجيش والشرطة، وتداخل المسؤوليات بعضها مع بعض في السيطرات والمفارز. وصولا الى بقية الدوائر التي تكيل بمكيالين في تعاملها مع الموظفين فالموظف المسنود بحزب او جهة متنفذة يترك له الحبل على الغارب فلا احد يقدر على محاسبته عن اي امر من الامور. وكأن الحكومات اللامسؤولة  تعمدت اشاعة الفوضى وتأصيلها في مختلف المؤسسات ومفاصل الدولة كثقافة واشاعتها عبر مختل الوسائل.  الدول لن تُبنى بالفوضى بل بالانضباط، ونحن رحّلنا هذه الثقافة بغير قصد من خلال سلوكنا اليومي  لتصل الى اذهان اطفالنا في المدارس وما قبل المدارس وهذا سينعكس سلبا على تربيتهم ونشأتهم.  لن يكونوا ناجحين وهم يعتمدون اسلوب الفوضى وان نجحوا في اجتياز اختبارات المناهج الدراسية  فانهم سيكونا فوضويين وبعدها لن يكونوا مبدعين.   ان العقود التي سبقت التسعينات من القرن الماضي  كانت تعتمد على ثقافة القسوة والجلد (الايجابي) اي ان الاباء اعتمدوا حديث النبي فجعلوه نظاما ناجحا لتربية الابناءفقد قال الرسول الكريم (ص) في حديث له عن التربية (لاعبوهم سبع واضربوهم سبع وصاحبوهم سبع) اي سبع سنوات وكانت العوائل ترسل بأبنائها في ايام  العطل الى محلات اصحاب المهن للتعلم وكسب المهارات والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والانضباط وكان (الاسطة) يضرب الصانع ليس لأهانته بل لكي يتعلم من اخطائه فلا يعود لمثلها ولذا فقد انتجت تلك الفترة مبدعين في جميع المجالات وخلقت رجال اقوياء لديهم الجَلَد والصبر وقوة التحمل فانتشرت الصناعات الصغيرة والورش والمعامل وانتعشت الزراعة وعُمِرَت الاراضي وتم استصلاح الكثير منها. هكذا اصبح الشعب في تلك الفترة شعبا واعيا قويا مثقفا مؤمنا بمجتمعه ومعتزا بتاريخه وحضارته ومبدعا لانه امتلك جميع مقومات الابداع. اما حالة الفوضى المستدامة اتي تريد الجهات العميلة  ان تبقينا في دوامتها ندور بغير وجهة ولا هدف فانها لن تبني وطن ولا انسان وهي غاية مايريده اعداء العراق فعلى الجميع تقع مسؤولية اشاعة الانضباط في كل شيء مهما كان بسيط. حتى في المواعيد واحترام الوقت والانضباط في الدوام و البيت و في الشارع اثناء العبور واحترام الاشارات المرورية في اداء الامتحان واعطاء الدرس ودخول الصفوف في رفع النفايات وتنظيف الازقة والمحافظة على البيئة. الانضباط في في الصلاة و ترك العمل مهما كان والتوجه لأدائها، فالانضباط مع الله اساس الانضباط مع المجتمع ودمتم بخير.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك