المقالات

باقر الحكيم.. زعيم يرفض الطاعة! 


  محمد جعفر الحسن||

العقيدة العلوية لا تتسق مع التقديس والطاعة العمياء. هذه هي المسطرة الحقيقية للإسلام، ما دونها يبتعد عن جوهره، ولعله من الثابت إنّ الإسلام اصلا جاء للقضاء على ظاهرة التقديس ومنها تقديس الاصنام او تقديس العبد لسيده الحر!  جزءا من تلك الظاهرة "التصنيم" ما زال حاضرا في عقول بعض الناس وممارساتهم، وربما يخشى ذلك البعض من تحطيم اصنامه التي اعتاد على طاعتها وتلقي الأوامر منها من دون نقاش او تفكير حتى، فهؤلاء كالمرضى او مدمني المخدرات، يعرفون شرها ويستوحشون العيش دون تأثيرها القاتل. السيد الحكيم كان يرفض ذلك النوع من الطاعة ولا ينظر إلى الجماهير بالطريقة التي يتبعها بعض انصاف القادة الذين يقدمون الإهانات والزجر ويتقبلها المريد بكل تواضع!  تواضع السيد محمد باقر الحكيم سمة اصيلة في فكره، وهي التي تنطلق منها دعواته للجمهور إلى المساهمة الفاعلة في صناعة القرار وتشكيل مستقبل الدولة. وعلى الرغم من عاطفته الكبيرة، كان يضع حدا للهتافات ليطرح مشروعه أمام الناس بشكل صريح وواضح ومركّز، وهو يدرك تماما انّ هذه الجماهير مؤمنة به وبالمشروع ولا تريد نقاش به، ومع ذلك يصر على اشراكها بالقرار، إنطلاقا من فكرة "الجماعة الصالحة" التي اشتغل عليها السيد الحكيم طويلا ونظر لها من خلال اطروحاته المتعلقة في هذا الموضوع. لذلك نجده، اي السيد الحكيم، يطرح نوعا مختلفا من الخطاب لم يألفه الجمهور العراقي. فكان ساعيا نحو ممارسة دوره في بناء "الجماعة الصالحة" التي لها القدرة على التشخيص والقيادة، بمعنى ان يتحول الجمهور من مرحلة التلقي والتنفيذ والطاعة العمياء إلى مرحلة الوعي والمساهة الحقيقية في بناء دولة ومجتمع قادر ان يتعايش في دولة، يدرك ماله وما عليه، ويفهم ما للحاكم وما عليه أيضا.  هذا النوع من القادة الاستثنائيين، يمثل مصدا أمام هجمات الغزو الثقافي من جهة وله القدرة على مواجهة التحديات المفروضة من جهة ثانية. ليس في حساباته السلطة، بل يعمل على مساحة المجتمع والفكر، ومن هذه الثنائية ينطلق لتأسيس قواعد الدولة وطبيعة الحكم: "كيفما تكونوا يولى عليكم". وفي هذا الظرف الذي يعيشه العراق، الأجدر بالفعاليات السياسية والثقافية مراجعة تراث الشهيد الحكيم بكل تجرد وبعيدا عن روح الرفض لكل ما هو مختلف. في ذلك التراث وفي اقتفاء أثره، تكمن حلول كبيرة للازمة العراقية. وهنا لا بد من الإشارة إلى كون أغلب ما مر به العراق بعد العام ٢٠٠٣، قد حذر منه السيد الشهيد الحكيم، دونكم التاريخ القريب فراجعوه!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك