نعيم الهاشمي الخفاجي ||
كل الأمم تعمل على رقي شعوبها من خلال العمل على توفير وسائل العيش الكريم وتوفير وسائل الرفاهية وتشريع قوانين العدالة الاجتماعية والمساواة وتنظيم العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم، إلا العرب فهم أمة خارج حركة التاريخ والإنسانية، رغم وفرة المال لدى الدول العربية سواء كانت دول القومية العربية أو دول الرجعية العربية المتمثلة في دول البداوة الوهابية البترولية، الدول العربية غالبية الحكام نصبهم الاستعمار فهم يخدمون الاستعمار بالدرجة الاولى، لذلك كانت ولازالت دول البداوة الوهابية البترولية ممول لحروب اسيادهم الباردة والساخنة، وبكل أصقاع العالم، الكثير من الدول الخليجية دعمت بالشكل إقامة مراكز دراسات بالشكل استراتيجية ولكن بالحقيقة هي مراكز يتم دعوة الكثير من المرتزقة والمأجورين من الابواق الإعلامية العربية لحضور اجتماعات خطابية ويتم توزيع الهبات على الحاضرين من هدايا وأموال وينتهي كل شيء، القرار السياسي العربي ليس بيد حكام العرب وإنما من دول الاستعمار التي نصبت ومكنت هؤلاء الخونة والعملاء من التسلط على رقاب الشعوب العربية، على سبيل المثال في شهر نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي ٢٠٢١ الإمارات نظمت اجتماع في اسم «المؤتمر الاستراتيجي العربي»، هذا المؤتمر قام في تنظيمه الذي مركز الإمارات للسياسات، وكانت الغاية من تنظيم المركز الترويج إلى سياسة التطبيع بحجج واهية، واغرب نكتة احد الحضور من مصر عندما تحدث في الاجتماع وجه هذا المسكين المغفل نداءً مباشراً لكل العرب بالقول لهم أنهم الآن لا يملكون من القوة إلا أنفسهم.
كلام هذا المتحدث المصري يظن نفسه أنه القائد الأمازيغي طارق بن زياد عند فتح أو غزو الأندلس عندما قال لجنوده إن العدو أمامكم والبحر من ورائهم وليس لهم ثمة أمر إلا الصبر والقتال.
عبر تاريخ العرب بماضيهم وحاضرهم أمة محكومة بل تقبل وجود المحتلين وتتعايش مهم، منذ قرون كثيرة وقف عرب موقف القابلين بحكم الآخرين، هم في زمن غير الزمن الذي تعيشه الأمم الاخرى، والقبول بالعيش في دنيا بائسة.
بعد سقوط الأنظمة القومية العربية وفقدان سيطرتها على مايسمى في الجامعة العربية باتت السيطرة واضحة لدول الرجعية العربية البدوية الوهابية البترولية، لم تكتفي دول الرجعية في السيطرة على الإعلام بل تعدى ذلك إلى سرقة ثورات الربيع العربي من خلال سيطرة العصابات التكفيرية لحرق وتدمير دول عربية تقف موقف مؤيد لقضية الشعب الفلسطيني، دول الخليج مولت الثورات المضادة في دعم أشخاص لعمل انقلابات في عدة دول عربية ثارت شعوبها مطالبة في تطبيق أنظمة ديمقراطية.
بل وصلت الحالة إعلان دول الخليج دعم الانقلابات المضادة بالعلن وشن حرب واضحة ضد القوى المقاومة التي ترفض التطبيع المجاني، بل تعدى الأمر ذلك لكي يعلنون عن علاقات عسكرية مع إسرائيل لمحاربة دول معينة وقوى ترفض التطبيع مع الصهاينة، وللأسف السعودية ولأسباب مذهبية شنت حرب غير مبررة وعبثية ضد اليمن العربي بسبب مواقف الشعب اليمني وبالذات اليمن الشمالي الرافضة للتطبيع والخنوع والذل، تكالبت كل قوى الشر لقتل ومحاصرة الشعب اليمني، لكن اعتمد أهل اليمن على أنفسهم وهاهي صواريخهم تدك عواصم العدوان تم قصف أهداف في أبوظبي بالصواريخ وتكرر القصف مراة عديدة، المنطقة الخليجية تشهد صراعات دولية في أدوات عربية محلية، مضاف إلى ذلك ايضا هناك مصالح في استهداف سفن بالخليج واتهام إيران بها لدفع الدول العربية الخليجية للتعاون العسكري مع إسرائيل بحجة الخوف من إيران.
في أموال دول الرجعية العربية الوهابية وبإسم إيران تم استباحة لدول عربية ترفض التطبيع والخيانة والعمالة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والبحرين، ومن قبل ذلك ذبحوا الشعب الجزائري في جرائم تسعينيات القرن الماضي حيث كانت للوهابية جولات وصولات في ذبح قرى وبلدات في اسم أن الضحايا عوائل لمنتسبين في القوات الأمنية الجزائرية، كل جرائم التيارات الوهابية تصب بمصلحة القضاء على كل القوى الرافضة للتطبيع والانبطاح، عصابات وهابية مرجعيتهم المدرسة الوهابية السعودية مهمتهم يقتلون ويدمرون و يعبثون بأمن دول الدول العربية المستهدفة تحت رداء مقاومة النفوذ الإيراني وكل الضحايا والشهداء هم عرب شرفاء يرفضون الذل والهوان والانبطاح.
كل ما جرى في استهداف شعوب دول عربية معينة الغاية القضاء على كل القوى الرافضة للانبطاح والذل والخيانة وتحت كذبة النفوذ الإيراني الذي يفتح شهية اجرام التيارات الوهابية وحكوماتهم البدوية المتخلفة صنيعة الاستعمار والصهيونية.
لعبت أموال الخليج دور بائس في تمويل بناء سدود في تركيا وإثيوبيا لحرمان العراق وسوريا والسودان ومصر من الحصول على حصصهم المائية.
لم يعد الزمن لدى العرب زمن سيطرة الدول القومية كحقبة الناصريين والبعثيين الأراذل وإنما حقبة سيطرة الدول الرجعية الوهابية صنيعة الاستعمار والصهيونية، نحن في زمن بائس استحلت فيه قوى الرجعية العربية دماء العرب ومياههم وسحق دول عربية مؤثرة خدمة للتطبيع والصهيونية.
ماحدث في جرائم الربيع العربي لم يكن خلل استراتيجي وإنما ماحدث قد وضع ضمن مخطط استراتيجي في اسم ثورات الربيع العربي، لتدمير شعوب عربية مقاومة، وللاسف استغلت إثيوبيا وتركيا والصهيونية الأحداث ومن خلال المال الخليجي وفتاوى التكفير الوهابية حصلت إثيوبيا وتركيا والصهيونية على فرصة ذهبية في الدخول الى دول الإقليم العربي وأصبح أردوغان يحتل أراضي شاسعة من سوريا والعراق وأرسل آلاف الإرهابيين العراقيين والسوريين ومعهم آلاف الإرهابيين من دول آسيا الوسطى والعالم للقتال في ليبيا وتم دحر هجوم قوات الجنرال حفتر في السيطرة على العاصمة الليبية في طرابلس الغرب، بل وأرسل آلاف الإرهابيين نظام أردوغان إلى أذربيجان لقتال الأرمن نيابة عن الجيش التركي.
العرب يعيشون في صراعات حيث لم تسلم تونس والسودان من مؤامرات الدول الوهابية الخليجية حيث تم عزل البشير رغم أنه شارك دول الخليج الوهابية في مهاجمة الشعب اليمني، المال الخليجي دعم رئيس تونس في عزل حركة الإخوان الغنوشية، تونس والسودان يعيشون حالة من الصراعات الداخلية والفوضى والاستئصال الممنهج والمدروس بشكل جيد.
في الشرق الأوسط الدول المؤثرة والتي طورت مصانعها الإنتاجية في مجالات الصناعات كافة هي تركيا وإيران واثيوبيا وإسرائيل فقط، أما الدول العربية فهي عبارة عن مناطق لتصريف منتجات شركات الغرب المدنية والعسكرية، الآن يوجد ارتفاع في أسعار البترول لكن خلال الخمس سنوات القادمة سوف تقل اعتماد الطاقة على البترول العربي والاعتماد على الطاقة المستدامة الرخيصة الثمن وصديقة البيئة.
لاحظنا الصراعات والتهديدات حول الاتفاق النووي الإيراني، حيث استغلت أمريكا دول الخليج في إثارة الاضطرابات وإشراك دول الخليج في الاتفاق لكن في الواقع الأمور تسير إلى العودة للاتفاق النووي مع إيران ولا قيمة إلى دول الخليج وإنما تم استغلالهم للضغط في المفاوضات لا أكثر.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/2/2022
ـــــــ
https://telegram.me/buratha