مازن البعيجي ||
الجهل أكبر عوامل الخطر على الإسلام وأهدافه، وهو أقوى أدوات الاستكبار ومنه ينفذ - العدو - إلى ما يريد، بعيدا عن تجشم عناء العسكرة والقوات والبارجات! ومن هنا أدرك الأعداء قيمة "الجهل" والتفاهة التي هي قطار سريع لتحقيق ما يريد..
ومن الجهل، بل اقسى وأخطر أنواع الجهل هو الجهل بالرموز الروحانية التي تمثل قوانين السماء وتطلعات العالم المعنوي، حتى صرنا نرى كل منظومة الإعلام المعادي للاسلام يصرف المليارات لإقناع أمة المسلمين بالبعد عن عناصر قوّتها المتمثلة بالرموز الإلهية، وترسيخ الجهل كعامل بديل عن الإحتلال العسكري إلى آخر فكري ومَن يَغرق به لن تقوم له قائمة! بل سيصبح قبرا متحركًا ينشر الروائح النتنة في فناء الآدميين!
ومن هنا تكون الخشية على الشعوب والأمم التي تبتلى بتسلط الجهل الفكري والثقافي والديني على مقدرات الأمة وقد طصرح القرآن بذلك
(وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) الأنعام ١١١ .
بل الأبعد من ذلك! حينما يظن الجاهل أنه على حق مطلق، وعلى ذلك الجهل يُرتب أثره وسياسته وهو غافل عن قوله "عزوجل "
(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف ١٠٤ .
ولعل ما روي عن مولانا الصادق
عليه السلام ( الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِمَّنْ يُعْجَبُ بِعَمَلِهِ وَ هُوَ لَا يَدْرِي بِمَ يُخْتَمُ لَهُ فَمَنْ أُعْجِبَ بِنَفْسِهِ وَ فِعْلِهِ فَقَدْ ضَلَّ عَنْ مَنْهَجِ الرَّشَادِ وَ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ وَ الْمُدَّعِي مِنْ غَيْرِ حَقٍّ كَاذِبٌ وَ إِنْ خَفِيَ دَعْوَاهُ وَ طَالَ دَهْرُهُ فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُفْعَلُ بِالْمُعْجَبِ نَزْعُ مَا أُعْجِبَ بِهِ لِيَعْلَمَ أَنَّهُ عَاجِزٌ حَقِيرٌ وَ يَشْهَدَ عَلَى نَفْسِهِ لِتَكُونَ الْحُجَّةُ أَوْكَدَ عَلَيْهِ كَمَا فُعِلَ بِإِبْلِيسَ وَ الْعُجْبُ نَبَاتٌ حَبُّهُ الْكُفْرُ وَ أَرْضُهُ النِّفَاقُ وَ مَاؤُهُ الْبَغْيُ وَ أَغْصَانُهُ الْجَهْلُ وَ وَرَقُهُ الضَّلَالُ وَ ثَمَرَتُهُ اللَّعْنَةُ وَ الْخُلُودُ فِي النَّارِ فَمَنِ اخْتَارَ الْعُجْبَ فَقَدْ بَذَرَ الْكُفْرَ وَ زَرَعَ النِّفَاقَ فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُثْمِرَ وَ يَصِيرَ إِلَى النَّارِ ).
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha