المقالات

اقدم لك الاسوأ لترضى بالسيئ..انها اللعبة السياسية القذرة


  حليمة الساعدي ||   منصب رئيس الجمهورية هو المنصب الوحيد الذي يخضع للترشيح المفتوح امام جميع المواطنين وقد طرح مجلس النواب ارقام للاتصال العام والترشيح وحسب ما تم اعلانه فان اكثر من ٧٠ شخصية من مختلف اطياف واثنيات وقوميات الفسيفساء المتنوعة للمجتع العراقي تم اختيارها من بين عشرات المرشحين. هذا الاجراء بحد ذاته سليم وهو يتطابق مع شروط اختيار رئيس الجمهورية التي نص عليها الدستور. لكن ما يؤسف عليه هو ان هذا الاجراء  شكلي وخالي من الجدية وبين قوسين هو مجرد ضحك على ذقون العراقيين. لان الواقع السياسي المتمرد على الدستور يقول ان العرف تغلب على النصوص و  القوانين الدستورية  وان حالة اختيار رئيساً للجمهورية امست اشبه بحال العروس الفصلية التي تنجبر بالزواج من رجل لاتعرفه وبالاكراه، رغم ان الجميع في النهاية يتقبل الامر باعتباره واقع حال وحقنا لدماء المسلمين.  كذلك الحال اليوم على جميع فئات الشعب بما فيهم الاحزاب وزعاماتهم والمؤسسات الدينية والمدنية وحتى العسكرية ان ترضخ لهذا العرف السياسي المشوّه والذي قسّم الرئاسات الثلاث على هذا النحو المغلوط. علما ان العراق هويته وانتمائه عربي لكن على مدى الدورات المتعاقبة كان الرئيس فيها كردي مما اعطى طابعا بان العراق اغلبية كردية لدى كثير من الشعوب رغم ان الرئيس الكردي يحضر جميع اجتماعات الجامعة العربية ويتعامل مع الدول العربيه بوصفها دول شقيقة وليس صديقة. هذا التناقض شوه الانتماءات وزعزع روح المواطنة خصوصا وان العربي الذي قبل بان يكون رئيسه الذي يمثله في جميع الاوساط الدولية كردي لايسمح له بان يعيش حياة طبيعية في كردستان فهو في حالة من التهديد المستمر من قبل الاكراد حكومة وشعب ولا يوجد في حكومة الاقليم اي منصب عربي لانائب رئيس الاقليم ولا رئيس برلمان الاقليم والاحتى منصب وزير بل ولامدير او موظف مهما بلغت بساطته ثم ان هذا المكون الانفصالي لن يتوانى لحظة واحدة في الانقلاب على الدولة الاتحادية كما حدث في عام ٢٠١٤ عندما حدث الاستفتاء على الانصال واعلان الدولة الكردية في اشمال كان رئيس جمهورية العراق الكردي فؤاد معصوم اول من وقع وصوت على هذا القرار ورفع اصبعه البنفسجي مفتخرا ومع ذلك استمر بمنصبه بكل وقاحة ضاربا في عرض الحائط مشاعر الجماهير الغاضبة والمستنكرة لهذا الفعل. واليوم يعيد الفرقاء السياسيين نفس السيناريو بتحديد هذا المنصب للاكراد وكأنه ارث.  اليوم الصراع الكردي الكردي على منصب رئيس الجمهورية يمثل اعلى مستويات الامتهان لهذا البلد العظيم فهم قد حصروا الاختيار مابين شخصيتين احدهما تعيس والاخر هو الاتعس. الاول مطبع وممهد لكل اتفاقيات الخراب والاذلال مثل اتفافقية الشام واتفاقية واجهاض اتفاقية الصين مع العراق ناهيك عن تمسكه الواضح بالوجود الامريكي ودفع العراق باتجاه التطبيع. والثاني انفصالي فاسد سارق لاموال الشعب مطبع مع اسرائيل. ان لعبة اقدم لك الاسوأ لتقبل بالسيئ لعبة قديمة سبق وان مورست على الاحزاب الشيعية واعتقد ان ترشيح زيباري لرئاسة الجمهورية ماهي الا لعبة سياسية لدفع الاطار التنسيقي للقبول ببرهم صالح والاصرار على ترشيحه وفي كل الاحوال فان دور برهم صالح ورفيقه الكاظمي مع سيادة الحلبوسي لم ينته ولذلك فان عملية ترشيح الحلبوسي التي كانت اشبه بعملية سطو مسلح او اختطاف للمنصب وبوتيرة متسارعة جعلت الكل يقف فاغرا فمه شاخص البصر متسمرا من سرعة الترشيح وخفة اليد في التصويت والترتيب والتنصيب. كذلك الحال بالنسبة لبرهم صالح فهو الشريك الثاني لمثلث التطبيع واظن ان الخلاف سيستمر لعدة شهور في اختيار رئيس الوزراء للابقاء على الكاظمي في منصبه والتمديد له لحين استكمال المخطط المرسوم بأيدي بريطانية امريكية اسرائيلية برغبات وامنيات ومتطلبات سعودية خليجية .. ارى ان القادم سيكون من اصعب المراحل التاريخية التي سيشهدها العراق وستنكوي وتحترق دول الخليج والمنطقة بنار العراق اذا اصرت على سياسة فرض الارادات
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك