كاظم مجيد الحسيني ||
منذو أن ولدت بهذا البلد لم أر من الأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم العراق، الا الحروب والدمار والفقر والحصاروالظلم والظلام والاحتلال والفساد ووووووووالخ، والحديث يطول جدا وقد اصبح مملا، وهذه علامة فارقة في قواميس السياسة الحديثة وحالة قد تكون "خاصة" ،وإلى الآن لم أخرج بمحصلة أو نظرية تشير إلى أصابع الاتهام إلى من يقف سببا مباشرا أو عاملا أو طرفا أساسيا،بما جرى ويجري من كل ما ذكرته!!؟
هل الحكومات المتعاقبة!؟فقط هي السبب الاول والاخير!؟ أوالعوامل الداخلية والمتمثلة بالاحزاب والقوى السياسية المتصارعة على السلطة!؟ أم الإختيار الخاطئ للشعب في بعض مراحل الدولة العراقية، أم العامل الخارجي هوالاعب والمحرك الأساسي لكل صغيرة وكبيرة !!؟ أما كل هذه الاسباب مجتمعة،فان كانت كذلك كعوامل واسباب أساسية ورئيسية ؟؟
فهو موضع خلاف واختلاف عند اصحاب العقائد والنظريات المختلفة، أو أن التنوع الديني والقومي والعرقي هو العائق أو الوتر الذي يعزف عليه الجميع لأجل أبقئنا ضعفاء؟ فأن كنا فعلا نحن بهذا الوصف ولا نستطيع التعايش مع بعضنا البعض!!! فهذه طامة كبرى ولسنا الوحيدين على المعمورة بهذا التنوع؟
والدليل التعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع عبر آلاف السنين، لكن ما ان دخل" الشيطان الاكبر " في بلادنا حتى تمكن من تقسيم المجتمع إلى ما نحن عليه، الوقوع في شرك الشيطان ليس بالعجيب ولا بالجديد، وتكاثر الفتن وتعاظمها نتيجة طبيعيةلمجتمع يفترض انه مسلم على اقل تقدير، ولا نقول "مؤمن" كي لانبالغ او نغالي ،لان مصطلح المجتمع المؤمن ينم عن رقي وسمو ذلك المجتمع العامل بامر الله ووصاية رسوله واهل بيته الطاهرين ،مجتمع لاينتهج مهنج التسقيط والتنمر وتخوين الاخر والركون الى الاستعمار على حساب البلاد والعباد ، فهل يصلح ان نطلق على انفسنا تسمية "الشعب المحتار" الذي لا يعرف ماذا يريد!!! وما هو دوره؟
ما يحاك ضده؟ الايكفينا تفككا وتناحرا وتنابزا، يجب ان نعي ما يدور من حولنا وندرك تلك المشاريع شيطانية الواضحة وجليه ،مفادها تفكيك المجتمع إلى أصغر تكتلات يمكن السيطرة عليها بسهولة، واختراقها دون الحاجة إلى جهد أو مال!!! بل بدعم وسلاح وسلطة ونفوذ يحولوه إلى غول متوحش، فلا تنجروا لمثل هكذا مخططات طبقت سابقا، ودفع ثمنها من تلطخت ايدهم بدماء الأبرياء وأصبحوا مطلوبين ومشردين وغير مستقرين، أما أننا نتحدث بالإصلاح ونطالب به فهذا شي جميل!!؟لكن بإمكاننا تطبيقه فعلا!؟؟ فلا زال الشعب بين (حانه ومانه )وحجاية تاخذه وحجاية اجيبه، يحجي على كل الأحزاب لكن حزبه نزيه؟ يدافع عنهم اكثر مما يدافع عن نفسه، وهو يعلم بفسادهم، ادخلونا في نفق الفئوية والحزبية فاصبحنا ألعوبة بيدهم، وسلاح يهددون الاخرين به، فالننتبه قليلا وناخذ عبرة ممن كانوا يدافعون عن النظام السابق ودفعوا ثمنا غاليا ، لابد لنا التوحد بالموقف والمبدئ امام جهات واحزاب لديها مشاريع مدفوعة الثمن ،تهدف الى سحب البساط من تحت الأغلبية، بمفاهيم ومسميات ظاهرها جميل وباطنها خبيث يهدف الى اعادة الظلم والإقصاء بأسلوب جديد والالية الحرب الناعمة .
فدخول طرف شيعي واحد بالحكومة سيضعفها وسيسحب البسط من تحت ارجلها،لذا يجب تجاوز الخلافات بهذه المرحلة لأنها أصبح ضرورة ملحة، دون التخلي عن برنامج إصلاحي حقيقي واضح المعالم والاهداف، بعيد عن المزايدات في تبنيه وتحقيقه، فالوسط والجنوب يطالبكم به قبل يطالبكم بمن يكون رئيسا أو مرؤس، اضعتم وقتا طويلا في بناء الوطن وقصرتم كثيرا بحق ابناء جلدتكم، وليس أمامكم اي خيارا اخر غير التكاتف والتألف للبدء بما فاتنا من تنمية وبناء وتطور، لنتدارك الوقت للحاق بطريق الحرير ومشروع الفاو الكبير وباقي المشاريع الإستراتيجية الوطنية الكبرى، بعدما اتضحت ملامح المشروع العربي "للتطبيع" فلا تكون خلافاتكم السياسية(الشخصية) سببا في ضياع حقوق الاغلبية، مع تبني خيار الإصلاح الحقيقي الذي لامناص منه ولا تراجع، على أن يشمل ويطبق على الجميع دون إستثناء كائن من كان، ولانقبل ممن يشكل على الإصلاح أو شق البيت الشيعي غض الطرف عن فساده أو فساد غيره، فليس أمامكم الا هذه الفرصة الأخيرة، ولا يتوهم احدكم بأنه نبي أو وصي وتتعاطف معه الناس مرة أخرى.