حسام الحاج حسين ||
المخاوف الإسرائيلية من الوصول الى اتفاق في فيينا قد يلقي بضلالة على التعاون الأمني والمعلوماتي بين إسرائيل وبعض دول الخليج الفارسي لسبب واضح وصريح وهو اعطاء الولايات المتحدة ظهرها للمنطقة . وكانت واشنطن قد شجعت السعودية والأردن والأمارات وبعض الدول بتطبيع الأوضاع مع طهران بوساطة عراقية .
وقد ابلغت ادارة بايدن ادواتها في المنطقة ان الوصول الى الأتفاق مع طهران هو حتمي وعليكم ان تدبروا اموركم لوحدكم مع إيران .
الخطوة الأولى بعد الأتفاق ورفع العقوبات سيكون اعادة التموضع السياسي والدبلوماسي لإيران وحلفاءها من محور المقاومة .
لكنها ستكون بمراقبة مكثفة من قبل الولايات المتحدة .
ان اعادة تطبيع الأوضاع في المنطقة ستكون لإيران اليد العليا فيها كما يقول خبراء امريكيون وهذا ما تجعل إسرائيل قلقة مما يدفعها لان ترفع من سقف التهديدات العسكرية والأمنية ضد طهران .
ومما لايقبل الشك ان الدولة العبرية لاتستطيع المواجهة مع إيران بل ستبحث عن مناطق للصراع خارج الخارطة الإيرانية كاليمن والعراق اضافة الى سوريا .
التقييمات الأستخباراتية الأمريكية تفيد بان رفع الحظر عن إيران يعني انتعاش حلفاءها واعادة ترتيب والتموضع العسكري والأمني والسياسي وهذا قد يكلف بعض الدول الخليجية ان تقدم تنازلات من قبيل وقف الحرب في اليمن والسماح بتشكيل حكومة لبنانية بمشاركة حزب الله بقوة في صياغتها وصناعتها .
تركز الولايات المتحدة على قاعدة مهمة في اطار اتفاقها مع إيران وهو تصميم اتفاق لخدمة مصالح الولايات المتحدة المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية والسلامة النووية وتقييد الأنشطة النووية الإيرانية والعودة الى الألتزامات الكاملة .
وأما اطلاق اليد لطهران فيتعين على دول المنطقة بمشاركة إسرائيل التصدي لهذا التمدد الواقع دون ادنى شك بعد الوصول الى الاتفاق بين الطرفين في فيينا ،،،،!
في السياق ذاته سارعت قطر للعب دور مرن بين واشنطن وطهران من خلال زيارة مكوكية قام بها وزير الخارجية القطري الى إيران وبعدها توجه الى الولايات المتحدة لتضع نفسها في موقع قد يقفز على التوازنات الجديدة القادمة التي ستكون إيران احد اقوى اطرافها .
في الوقت نفسه اعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية فيصل بن فرحان عن استعداد بغداد باأستضافة الجولة الخامسة من المباحثات السعودية - الإيرانية التي ترعاها حكومة الكاظمي بضوء أخضر من واشنطن ،،،!
ويعتقد المراقبون الأمريكيون ان خطوات بايدن تجاه طهران هو للأحتواء ولخلق مناخ مناسب للوصول الى محادثات مباشرة بين واشنطن وطهران تتناول اصعب واعمق الخلافات فيما بينهم على قاعدة (عزل الملفات ) وهذا ما لاتعلق عليه طهران حتى الأن .